فقدت مدينة شبرا الخيمة لقب قلعة صناعة الغزل والنسيج في مصر بعد مدينة المحلة الكبري خاصة بعد أن تدهورت هذه الصناعة علي مدي السنوات الماضية.. حيث تم إغلاق ما يقرب من675 مصنعا من بين حوالي1150 مصنعا لتنهي عصر العاصمة الثانية للغزل والنسيج. .. وأرجع أصحاب المصانع ذلك إلي ارتفاع أسعار الطاقة من كهرباء وغاز وسولا وكذلك ارتفاع أسعار الغزول والاستيراد من الخارج ونقص العمالة الفنية أحد أبرز الأسباب في تدهور الصناعة في شبرا الخيمة. إلي أن جاءت تكليفات الرئيس السيسي للحكومة بسرعة الاهتمام بهذه الصناعة وإعادة تشغيل المصانع المتوقفة والمتعثرة من خلال دعوة كل خبراء الصناعة لإيجاد الحلول المناسبة وعودتها إلي عهدها السابق وتوفير آلاف من فرص العمل للشباب. أسعار الغزل يقول سمير البدري صاحب مصنع نسيج للتيشيرتات والترنجات بحي شرق شبرا الخيمة إن مشكلات الغزل والنسيج أدت لتوقف معظم المصانع بالقليوبية وأهم أسبابها ارتفاع أسعار الغزل الذي يتم استيراده بالدولار وبالتالي يصعب التحكم في سعره ويؤدي ذلك لعدم استقرار السوق.. وكذلك ارتفاع أسعار الكهرباء وقال إن لديه6 ماكينات نسيج مستعملة كانت تستهلك شهريا2800 جنيه كهرباء وأصبحت الآن تتجاوز12 ألف جنيه رغم ركود السوق وحركة البيع والشراء. وأشار البدري إلي ارتفاع أسعار اكسسوارات وقطع غيار الماكينات المستعملة التي كان يتراوح سعرها بين100 و150 ألف جنيه.. إلا أن سعرها الآن تجاوز400 ألف جنيه مستعملة وأكد أن تكليفات الرئيس السيسي الأخيرة للحكومة بسرعة إعادة تشغيل المصانع المتوقفة والمتعثرة.. تعد بارقة أمل كبيرة وننتظرها جميعا منذ فترة. 300 مصنع وأكدت رحاب نبيه مصطفي تاجرة مستلزمات النسيج بشبرا الخيمة أن مساحة مدينة المصانع بشبرا الخيمة تقلصت حيث تم إغلاق ما يقرب من900 مصنعا ولا يعمل حاليا سوي نحو300 مصنع وكذلك تقلصت أعداد الورش من400 ورشة إلي200 بسبب زيادة الديون علي أصحاب الورش وارتفاع التكاليف وهجرة العمالة بسبب ركود هذه الصناعة التي تدهورت وتحولت إلي مصدر للتلوث والإزعاج.. مشيرة الي إن أسعار الخامات زادت بنسبة تتجاوز50 % ومنها الصبغات والطباعة ونسيج الفتلة مشيرا الي أن30% من العمالة في مصر يمتهنون صناعة الغزل والآن فإن أغلبهم يعاني من البطالة بسبب غلق بعض الورش والمصانع. وقال أشرف أبو عقدة صاحب أحد مصانع النسيج بشبرا الخيمة إن هناك ركودا كبيرا في حركة البيع والشراء بسبب المستورد القادم من الصين الذي يمتاز برخص سعره قليلا عن منتجاتنا وجودته بسبب استخدام الماكينات الحديثة التي تستخدم تجهيزات عالية الجودة.. وذلك علي الرغم من جودة منتجاتنا.. ولذلك نطالب بمنع الاستيراد حفاظا علي المنتج المحلي. أسواق جديدة وطالب أشرف أبو عقدة بفتح أسواق جديدة والاتجاه إلي إفريقيا لقدرتنا علي المنافسة في هذه الدول كما أننا نجد رواجا لمنتجاتنا في الفترة من شهر3 إلي شهر6 من كل عام.. حيث يقبل الأفارقة علي شراء منتجاتنا.وبيعها في بلادهم وخاصة السودان وبعض الدول المجاورة لها بالإضافة الي فلسطين.. وباقي العام نعود الي الركود في الأسواق.. موضحا أن المنتجات الشتوية بها ركود بسبب تكلفتها العالية التي قد تصل إلي400 جنيه في ثمن التيشيرت الواحد ويرجع ذلك الي مشكلة الإيجارات العالية للمحال. المهندس مصطفي شلبي, صاحب مصنع نسيج, قال إن ضعف القوة الشرائية, وضعف السيولة النقدية, تسبب في غلق الكثير من المصانع, فضلا عن تقاعس بعض أصحاب رءوس الأموال. 400 ألف عامل بينما أكد المستشار حمدي أبو العينين وكيل الغرفة التجارية بمحافظة القليوبية ورئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية الإنتاجية لأصحاب مصانع النسيج أن ارتفاع أجور العمالة وسعر الغزول والخامات الخاصة بالصناعة نتج عنه ارتفاع تكلفة المنتج المحلي في مواجهة المستورد الأرخص ثمنا والأكثر جودة نظرا لاستخدامه الماكينات الحديثة, كما تقلص عدد العمال في تلك المهنة إلي أقل من40%, خاصة بعد اتجاه معظمهم للعمل كسائقين للتكاتك. وأوضح المستشار أبو العينين أن أعداد العمالة في العصر الذهبي لصناعة النسيج بشبرا الخيمة قاربت علي نحو مليوني عامل وفني, تقلصت إلي400 ألف عامل بعد تدهور أحوال المصانع وغلق معظمها وتسريح عمالها.