باتت إعادة تقديم أغاني نجوم الزمن الجميل بتوزيع جديد وبصوت بعض نجوم الشباب أشبه بالموضة التي يتبعها قطاع عريض من المطربين في الوسط الغنائي, كنوع من لفت الأنظار إليه والبحث عن زاوية جديدة لجماهير هذا المطرب التي ربما تكون لا تعرف من يعيد غناء الأغنية لكنهم في الوقت نفسه مهتمون بالاستماع للأغنية التي لطالما استمعوا إليها وأحبوها بصوت نجمهم المفضل, ليروا ما إذا كان هذا النجم قد أضاف جديدا بصوته علي الأغنية أم أن القديمة تحلي. حالات كثيرة لمطربين شباب وسوبر ستار لجأوا إلي إعادة توزيع الأغاني منهم من كان يفعل ذلك حبا في الأغنية وآخرون غنوها بحثا عن الجماهيرية, وكان آخر من قام بإعادة غناء أغنية لنجوم الزمن الجميل, المطرب أحمد سعد الذي طرح إعادة توزيع لأغنية تمر حنة للفنانة الراحلة فايزة أحمد التي لحنها الموسيقار الكبير محمد الموجي وكلمات جليل البنداري, كما قام بتصوير الأغنية بإحدي الدول الأوروبية. القائمة طويلة لكنها انتشرت بكثرة خلال الفترة الماضية, وجاءت في مقدمتها الفنانة إليسا التي تحرص دائما علي إعادة توزيع أغاني كبار المطربين في أغلب ألبوماتها مستعينة بأغاني وردة أو عبد الحليم حافظ, وكان آخر ما قدمته في ألبومها الأخير إلي كل اللي بيحبوني والذي طرح قبل ثلاثة أشهر وأعادت فيه أغنية وحشتوني للراحلة وردة, حيث لاقت انتقادات وقتها بسبب عدم أدائها للأغنية بشكل جيد, ولم تكن هذه المرة الأولي التي تعيد فيها تقديم أغنية للراحلة وردة حيث سبق أن قدمت قبل6 سنوات أغنية لولا الملامة ألحان بليغ حمدي, كما قدمت أغنية أول مرة تحب يا قلبي للفنان عبد الحليم حافظ والتي طرحتها في ألبوم حالة حب, لم تكتف إليسا بإعادة تقديم الأغاني المصرية ولكنها أعادت تقديم أغنية قالوا لي العيد, للفنانة اللبنانية سلوي القرطيب. يعد الفنان محمد منير واحدا من النجوم الذين يحرصون علي التدقيق في اختيار الأغاني التي يعيدون تقديمها من جديد سواء من ناحية جودة الأغنية وحبه لها وكذلك مدي ملاءمتها لصوته, وهو الأمر الذي يسهم بشكل كبير في خروج الأغنية بشكل مختلف ومميز لا يتسبب في تشويه الأغنية القديمة بقدر ما يشكل حالة جديدة, وهو ما حدث في أغنية أنا بعشق البحر للمطربة الكبيرة نجاة, وأغنية شيء من بعيد نداني للمطربة ليلي جمال والتي قدمتها في فيلم النداهة وهي من كلمات محمد الموجي, والشاعر مرسي جميل عزيز, حيث طرحها في ألبومه قلبي مساكن شعبية قبل18 عاما وهي أغنية, كما أعاد تقديم أغنية يا اسمراني اللون, للمطربة شادية, في ألبومه أحمر شفايف, كلمات الشاعر عبد الرحمن الأبنودي, وألحان بليغ حمدي. قدم منير أيضا أغنية حارة السقايين للمطربة شريفه فاضل, كما قدم أغنية فات الكتير يا بلدنا, وهي أغنيه من الفلكلور الشهير في السويس, وأغنيه آه يالالي للفنان محمد حمام, ويا أبو الطاقية للفنانة صباح, كما قدم أغاني لمطربين عرب ومن بينهم أغنية تحت الياسمينة للفنان الهادي الجويني. وأخيرا قام محمد منير بإعادة تقديم اللي غايب وهي جزء من أغنية لقيتك فين للفنانة الراحلة فايزة أحمد, وهي من ألحان الموسيقار الكبير محمد سلطان, وكلمات الشاعر الكبير عمر بطيشة. كما اشتهر الفنان خالد عجاج في بداياته بإعادة تقديم أغاني كبار المطربين مثل أغنية وحشتني للمطربة سعاد محمد, وحققت نجاحا كبيرا وقت طرحها, ومبيسألش علي أبدا للمطرب محمد عبدالمطلب. وكذلك الفنان حسين الجسمي, الذي أعاد تقديم بعض من أغاني الزمن الجميل, ومنها أغنية نسم عليا الهوا, التي سبق وتغنت بها الفنانة القديرة فيروز, كما قدم أغنية أما براوة والتي قامت المطربة نجاة الصغيرة بغنائها وهي من ألحان محمد الموجي, وحققت نجاحا كبيرا بصوت الجسمي. كما قامت المطربة نانسي عجرم, بإحداث ضجة كبيرة عندما قدمت أغنية مستنياك للفنانة عزيزة جلال رغم أن هذه الأغنية لم تحقق نفس درجة النجاح لدي الجمهور إلا بعد غناء نانسي لها. وحققت أغنية يانا يانا نجاحا كبيرا بعدما قامت الفنانة رولا سعد, بإعادة تقديمها بالاشتراك مع صاحبة الأغنية الفنانة الراحلة صباح التي سبق وغنتها في عام1970 في فيلم كانت أيام وهي من كلمات مرسي جميل عزيز وألحان بليغ حمدي, واستطاعت رولا سعد أن تجذب الأنظار إليها بعد هذه الأغنية, لتقدم في في العام الجاري ألبوم جمعت فيه عددا كبيرا من أغاني صباح ومنهم أغنية عاشقة وغلبانة وزي العسل, ويا دلع. وقدمت دوللي شاهين كليب لأغنية يا حلو صبح التي سبق أن قدمها الفنان الراحل محمد قنديل, وهي من ألحان محمد الموسي وكلمات مرسي جميل عزيز, ويعد الكليب أولي تجارب دولي, الإخراجية; حيث اعتمدت علي الألوان الزاهية في الديكورات والملابس, وبعض التفاصيل البسيطة لإضفاء الروح المصرية علي الكليب مثل استخدام الطربوش. ويعمل فريق بلاك تيما, علي إعادة تقديم بعض أغاني التراث في ألبومهم الغنائي الجديد الذي يحمل اسم خمسة نوبي ويشمل عددا كبيرا من الأغاني القديمة النوبية, حيث قال أحمد بحر عضو الفريق إنهم قاموا بإعادة توزيع بعض الأغاني النوبية القديمة المشهورة, بعد الحصول علي موافقة أصحابها والرجوع لهم, وستكون هذه الأغاني مفاجأة للجمهور. كل هؤلاء المطربين الذين أعادوا تقديم روائع نجوم الزمن الجميل جعل منها ظاهرة مهمة في الوسط الغنائي تؤكد عدم قدرة البعض علي تقديم أغان مماثلة تحقق نجاحا مماثلا أم أنها محاولة لإعادة اكتشاف أغان لم تأخذ حقها من النجاح وقت طرحها. من جانبه, اعتبر الموسيقار محمد سلطان هذا الأمر نوعا من التسلق علي نجاح الآخرين, مستنكرا قيام بعض المطربين الحاليين بإعادة تقديم أغاني نجوم الزمن الجميل. وأضاف ل الأهرام المسائي أن كل مطرب يقوم بإعادة الأغاني القديمة للمطربين الكبار لا يضيف شيئا إلي نفسه لأن أداءه لا يمكن أن يكون مثل أداء صاحب الأغنية, مؤكدا أنه يرفض هذا الأسلوب لأنه دليل علي الإفلاس وتسلق علي نجاحات الآخرين الذين وبذلوا الكثير لتقديم أغاني تترك بصمة لدي الجمهور, ليأتي بعد ذلك شخص بسهولة يعيد غناءها ليحقق لنفسه نجاحا بدون بذل جهد, خاصة أنه من المفترض أن يقوم المطرب بإضفاء شخصية لذاته من خلال أعماله الجديدة وليس بإعادة توزيع وتقديم أغاني زمان. تابع محمد سلطان: نصيحتي لهؤلاء المطربين أن يجددوا في أعمالهم لأن الجمهور واع ويعرف كيف يقيم كل مطرب, فلكي ينجحوا لابد أن يثبتوا أنفسهم أولا, لأن المطربين القدامي كان لهم شخصياتهم الفنية التي لا تزال تعيش حتي هذه اللحظة من خلال أغانيهم رغم رحيلهم. وأكد أنه ليس لديه مانع في أن يقوم مطرب بغناء تراثي الشخصي, ولكن سيخضع أولا لاختبار أمامي لتقييم صوته, فإن كنت أري أن صوته لا يستحق فلن أجعله يقوم بغناء أغاني قمت بتلحينها. بينما هاجم الملحن حلمي بكر, حالة الاستسهال لقيام بعض المطربين بإعادة تقديم أغاني مطربي الزمن الجميل, معتبرا ذلك نوعا من الإفلاس الإبداعي. وأضاف أن المطربين الحاليين عملوا علي تخريب الغناء في مصر من خلال الكم الهائل من الأغاني التي ليس لها أي قيمة, وعندما شعروا بسقوطهم قام بعضهم بإعادة للأغاني القديمة التي يدركوا جيدا أنها الأصل وأنهم غير قادرين علي الوصول للمستوي الذي وصل إليه المطربون السابقون وأن أغانيهم لن تعيش مثلما عاشت أغاني الزمن الجميل. وأوضح بكر أن محاولات البعض تقديم أغاني زمان هي مساع فاشلة منهم بعدما خربوا الغناء في مصر, ولن ينجحوا لأنهم يسيرون في طريق خاطئ, ولا أملك أي نصيحة لهم لأنهم لا يستحقونها, مؤكدا أنه لا ينكر وجود أصوات جيدة ولكن تم توظيفها بشكل سيئ فوصلنا لما نحن عليه من ركود في سوق الغناء.