منطقة منقباد واحدة من المناطق الأثرية التي تبذل وزارة الآثار جهودا كبيرة للحفاظ علي شواهد أثرية تعود لمطلع العصر الإسلامي وكذلك العصر القبطي حيث تم اكتشاف مدينة أثرية كاملة علي مساحة نحو83 فدانا, من خلال البعثات المصرية التي تواصل حفائرها بهذه المنطقة البكر والغنية بالكثير والكثير الذي ربما تكشف عنها الأيام المقبلة. ولأهمية المنطقة تم توقيع بروتوكول تعاون بين وزارة الآثار وبين جامعة نابولي الايطالية لترميم ما تم الكشف عنه خوفا من تعرضه للاندثار بفعل عوامل الجو حيث تقدمت روزانا بيرلي القائم بأعمال رئيس جامعة نابولي الايطالية ورئيسة البعثة الايطالية بمنقباد, بطلب لوزارة الآثار لترميم وصيانة المكتشفات المعمارية بمنطقة منقباد الأثرية من خلال المشروع الإيطالي المصري لمنطقة منقباد الأثرية بأسيوط وإعادة إحياء المدينة الأثرية القديمة وعليه قامت اللجنة الدائمة للآثار بوزارة الآثار بالموافقة علي إجراء الترميمات تحت إشراف منطقة آثار أسيوط. يقول الدكتور أحمد عوض مدير عام الآثار الإسلامية والقبطية بأسيوط إن منطقة منقباد الأثرية تأثرت بالعوامل البيئية نظرا لقربها من المناطق العمرانية والسكانية وهو ما يحتاج إلي مجهود مكثف في إنجاز أعمال الترميم وبشكل دوري للحفاظ عليها باعتبارها منطقة غنية بالمكتشفات الأثرية. وأضاف عوض أنه تم اكتشاف مدينة أثرية كاملة بالمنطقة التي تقع علي نحو83 فدانا وتبعد عن مدينة أسيوط بنحو9 كيلو مترات شمالا وتضم آثارا مسيحية بها عدد من الكنائس والمنازل والقلايات والآنية الفخارية والعملات الذهبية الأثرية وأخري إسلامية منها علي سبيل المثال لا الحصر منازل ومنشآت خدمية وبقايا مسجد أثري مشيد علي غرار يماثل الكنائس القائمة بالمنطقة وتوجد علي الجدران كتابات عربية بالخط الكوفي غير المنقوط تشير إلي الآية القرآنية( قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك علي كل شيء قدير) وقال عوض أن الجميل والرائع في ذلك الاكتشاف أن بقايا المسجد التي عثر عليها تبين أنها ملاصقة لجدار الكنيسة التي كانت منشأة من قبل والتي سجلت الحفائر أنها ترمز إلي الزمن المسيحي من القرن الرابع حتي السابع الميلادي وهي الفترة التي شهدت هجرة العديد من رجال الدين المسيحي وهو ما زاد من عدد الأديرة والكنائس بأسيوط. نسيج واحد وقال عوض إن العمل بدأ بالمنطقة علي يد العالم المصري الراحل الدكتور عبدالرحمن عبدالتواب في عام1975 ومنذ ذلك الحين ووزارة الآثار تعمل جاهدة للحفاظ علي المنطقة واستكمال هذا الكشف العظيم, وهو ما دفع وزارة الآثار إلي توقيع بروتوكول مع المعهد الايطالي لترميم ما تم اكتشافه مؤكدا أن الحفريات تتم فقط من خلال البعثات المصرية فقط.واختتم عوض كلامه قائلا: أن الكشف العظيم يشير إلي دلالة واضحة وهي أن الشعب المصري كان نسيجا واحدا من مسلمين ومسيحيين لم تفرق المباني بينهم ولا الديانات وفيه دلالة واضحة علي تواصل الحضارات بعد الفتح الإسلامي خاصة أن هذه المنطقة كانت تعتبر استراحة للحجيج القادمين من منطقة الغرب ورغم وجود الفتح الإسلامي وانتشار المساجد بها فقد ظلت الكنائس موجودة جنبا إلي جنب فالدين لله والوطن للجميع والمنطقة مجموعة من الأطلال لافتا إلي أن المنطقة مليئة بالآثار المطمورة تحت الرمال لافتا إلي أن ما تم الكشف عنه جزء يسير جدا مما تحويه المنطقة من آثار. إحياء المدينة وقال الدكتور شحاتة غريب نائب رئيس جامعة أسيوط إن الجامعة احتضنت ندوة ثقافية تحت عنوان المشروع الايطالي المصري لمنطقة منقباد الأثرية بأسيوط وإعادة إحياء المدينة الأثرية القديمة للحفاظ علي المدينة الأثرية, تحت رعاية الدكتور طارق الجمال رئيس جامعة أسيوط, وطالب غريب بضرورة الاهتمام بمعالمنا الأثرية والحرص علي إعادة ترميميها والحفاظ علي شكلها الجمالي والتي تعكس ما تتمتع به الدولة المصرية من تاريخ عريق وحضارة تمتد إلي آلاف السنوات وهو ما يمثل محورا اقتصاديا وسياحيا وثقافيا يشارك في عملية التنمية داخل وطننا. وأشار الدكتور عزت حبيب مدير عام المواقع والمتاحف والقصور الرئاسية بوزارة الآثار إلي أن الهدف من الندوة هو إظهار ما تتمتع به منطقة منقباد من معالم أثرية ومتاحف قبطية وإسلامية واشتهارها بصناعة الفخار والتي يرجع تاريخها إلي القرن الخامس الميلادي, وكذلك الدعوة إلي الاهتمام بالمعالم والمتاحف التي تم اكتشافها وإعادة ترميمها بما يحافظ علي شكلها الحضاري والجمالي. 40 موقعا أثريا وأشادت الدكتورة روزانا بيرلي القائم بأعمال رئيس جامعة نابولي الايطالية ورئيسة البعثة الايطالية بمنقباد, بمكانة جامعة أسيوط علي المستوي الإقليمي والدولي في البحث والنشر العلمي وما تمتلكه من كوادر وأساتذة متخصصين في شتي المجالات, مؤكدة ضرورة التعاون المستمر وتبادل الخبرات بينها وبين جامعة نابولي الايطالية, كما استعرضت خلال الندوة أهم المناطق والمعالم والمتاحف المتواجدة بمنطقة منقباد والتي يرجع تاريخها إلي آلاف السنوات وقربها من المناطق العمرانية والسكنية في الوقت الحالي, وأشارت إلي أن محافظة أسيوط تضم أكثر من40 موقعا أثريا بعصور مختلفة حيث تم اكتشاف أول منطقة أثرية بمنطقة البداري, والعديد من المساجد الإسلامية والعملات الذهبية وما تمثله محافظة أسيوط كجزء مهم في رحلة العائلة المقدسة, وكذلك عرض الاكتشافات الأثرية التي تم اكتشافها مؤخرا والمناطق التي تحتاج إلي ترميم, وكيفية إجراء الدراسات والأبحاث العلمية عن المواد المستخدمة في أعمال الترميم لمراعاة العوامل البيئة المختلفة للمنطقة.