أكد الكاتب عادل حمودة كاتب مذكرات المخرج الراحل صلاح أبو سيف, أنه كان شخصية نادرة, ومتواضعا, وبسيطا كما كان حريصا علي قيمة الوقت; حيث كان يستيقظ مبكرا في منزله في حي عابدين ثم يجلس علي مكتبه ومعه ورقة وقلم يكتب جدول أعماله. وأضاف حمودة خلال ندوة كتاب صلاح أبو سيف مذكرات مجهولة التي أقيمت أمس ضمن فعاليات الدورة ال40 لمهرجان القاهرة السينمائي وأدارها الناقد طارق الشناوي بحضور الفنانة لبلبة وعدد كبير من السينمائيين أنه تواجد مع صلاح أبو سيف في منزله وبدأ يروي له عبر المسجل كل تفاصيل حياته والمشاكل الفنية لأفلامه يوميا, موضحا أن صياغة مذكرات لرجل بحجم وقيمة صلاح أبو سيف شيء ليس بالسهل لخوفه من الكتابة ولذلك كان يعرض عليه فصل إلي أن تعرض لوعكة صحية أدت إلي الوفاة. واستكمل حمودة حديثه قائلا: اختصرت المذكرات علي ما وافق عليه صلاح فقط, ولم أضف لها; حيث كتبتها في شتاء1992 ووالد صلاح أبو سيف كان عمدة قرية في صعيد مصر تسمي الحومة تبعد عن القاهرة نحو125 كليو مترا, وكان ثريا يملك أغلب أراضي القرية, ولكن والدته كانت من القاهرة, تسكن في حي بولاق, مشيرا إلي أنه لم يكمل تعليمه لأسباب اقتصادية ولذلك عمل كمدير شركة ومن هنا بدأت معرفته بنيازي مصطفي فور رجوعه من ألمانيا; حيث قرر زملاؤه جمع مبلغ من المال ليسافر إلي باريس ليكمل تعليمه, قبل الحرب العالمية الثانية وبالفعل سافر إلي أوروبا حاملا حقيبة بها ملابس بسيطة. وأوضح أنه سجل مذكرات صلاح أبو سيف ثم قام بصياغتها في بداية التسعينيات, وهو تاريخ يجب أن يتذكره قارئ المذكرات حتي يستوعب الأحداث التاريخية الماضية, وقبل أن ينهي تسجيلاته مع المخرج الراحل تعرض لمرضه الأخير فقرر صياغة ما سجله ليراجعه وهو ما فعل, ولكن المرض لم يمهله لمواصلة التسجيل, فكانت هذه الصفحات هي كل ما خرجت منه, وفي زحام الحياة فقدها وحزن كثيرا عليها, ولكن سعد بالحصول عليها وتحمس لاقتراح الناقد السينمائي طارق الشناوي بنشرها ضمن مطبوعات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي, وهنا شعر بأن قيمتها ستتضاعف. ومن جانبه قال طارق الشناوي: إنه علم بالصدفة من الكاتب عادل حمودة, أنه التقي في التسعينيات بالمخرج صلاح أبو سيف في أحد المقاهي الشهيرة التي شكلت حالة ثقافية وفنية من الكتاب والمبدعين وكان وقتها صاحب كتاب مذكرات مجهولة ثم نقل لإدارة المهرجان إصدار مذكرات صلاح أبو سيف التي أطلق عليها عادل حمودة المذكرات المجهولة لأنها بالفعل مجهولة وتعتبر من أهم أحداث هذه الدورة.