لم تكد تمر أشهر قليلة علي التحاقها بإحدي الجامعات حتي كشفت ميادة عن إدمانها المواد المخدرة, وباتت معروفة لجميع أقرانها من طلبة السنة الأولي وأصبحت الطالبة الجامعية إبنة الثمانية عشر ربيعا تعاني من شرود الذهن, وعدم التركيز وهو ماظهر جليا خلال حضورها للمحاضرات وهو مادفع زميلاتها للتساؤل عن الحالة التي تمر بها زميلتهن بعد أن تغيرت ملامح وجهها وتغيرت طباعها وتحولت من طالبة نشيطة إلي كسولة لا هم لها سوي النوم داخل المحاضرات. وبعدما كانت هي تشيع المرح والنشاط وتنال إعجاب كل من يعرفها باتت كئيبة مكفهرة لاتعرف الابتسامة وتمر الأيام وتزداد الطالبة سوءا حتي اكتشف زملاؤها بالكلية أنها مدمنة مخدرات, كانت هذه الفتاة قادمة من إحدي قري الوجه البحري مع أسرتها وأقامت في منطقة فيصل بالجيزة وتعرفت علي أسماء(20 سنة) ربة منزل سابق ضبطها في قضية تحريض علي الفسق بقسم العجوزة. ومع مرور الأيام أصبحت ميادة تتقابل مع أسماء يوميا بحكم أنها جارتها التي بدأت تصطحبها في بعض الرحلات النيلية والتنزه بالحدائق العامة, وفي أحد الأيام كانت ميادة مرهقة من كثرة المحاضرات وضغط المذاكرة, فقدمت لها جارتها قرصا مخدرا علي أنه منشط ومقو للذاكرة حتي اعتادت تعاطي هذه الأقراص في كل مقابلة بينهما لدرجة أنها أصبحت لاتقوي علي الاستغناء عن هذه الأقراص لتكتشف بعد ذلك أنها كانت تتناول حبوبا مخدرة. وفي إحدي المقابلات طلبت ميادة من صديقتها الجرعة اليومية ولكنها أخبرتها بأن الأقراص نفدت منها ودعتها إلي الذهاب معها إلي رجل أعمال صديقها يدعي أحمد(30 سنة) مقيم بالهرم لتحصل منه علي عدد من الأقراص المخدرة فرفضت في بادئ الأمر إلا أنها وأمام رغبتها في تناول الجرعة اليومية وإلحاح صديقتها ذهبت معها وبعد أن دخلتا شقة رجل الأعمال رأي الأخير في ميادة أنها وجه جديد يمكنه استغلاله في نقل وجلب المخدرات من الساحل الشمالي بالإسكندرية بسهولة, لكونها طالبة جامعية بعيدة عن شكوك رجال المباحث, وبعد أول مقابلة أعطاهما عددا من الأقراص المخدرة في جلسة لم تستغرق أكثر من عشر دقائق تبادل خلالها الطرفان التعارف وانصرفت الطالبة وصديقتها في هدوء وبعد عدة أيام أخبرتها أسماء بأن رجل الأعمال معجب بها ويريد مقابلتها, وبالفعل استجابت ميادة لكلام صديقتها وتقابلت مع أحمد الذي أوهمها بأنه مغرم بها وأنه أحبها من أول نظرة فصدقت ميادة. وبدأت تنقطع عن دراستها لتذهب للتنزه مع محبوبها, وفرحت بحياتها الجديدة التي لم تعهدها من قبل لاسيما وأنه أبلغها برغبته في التقدم لخطبتها إلا أن ظروفه المالية تحول دون إتمام رغبته في الوقت الحالي, وطلب منها أن تساعده في جلب كمية من المواد المخدرة من الإسكندرية لترويجها علي بعض أصدقائه مقابل حصولها علي مبالغ مالية يستطيع من خلالها التقدم لخطبتها وإتمام زواجه منها فوافقت علي الفور ودون تفكير وبدأت تذهب معه إلي الإسكندرية بصحبة أسماء وعامل يدعي عبد الرحمن حتي ذاعت شهرتهم بين المدمنين وتجار المخدرات واستأجر صاحبها سيارة ملاكي لتسهيل تنقلاتهم وجلب كمية من المخدرات خلال أحداث الثورة والانفلات الأمني دون أن ترصدهم عيون رجال الشرطة, ولكن أحمد لم يكتف بذلك نزولا علي رغبة ميادة التي طلبت منه ذلك ولكن الشيطان سيطر علي قلبه وأخبرها بأن هذه التجارة تدر عليهم الكثير من الأموال بكل سهولة وأنه يريد أن يصبح من أصحاب الملايين في أسرع وقت ولكن عيون رجال المباحث كانت أسرع فقد وردت معلومات إلي اللواء جمال عبد الباري مدير مباحث أكتوبر تفيد بقيام المتهمين الأربعة بجلب كمية من مخدر الحشيش من الساحل الشمالي لترويجها علي عملائهم بمنطقة فيصل والهرم فتم تشكيل فريق بحث بقيادة العميد رضا العمدة رئيس فرع البحث الجنائي ودلت تحريات المقدم محمد عبد الواحد رئيس مباحث قسم ثان علي أن المتهمين يستقلون سيارة رقم س.ن.أ571 وسيمرون علي طريق المحور مع الساعات الأولي من الصباح فتم عمل عدة أكمنة نجح خلالها الرائدان فوزي عامر وكريم أبو العباس معاونا المباحث في ضبط المتهمين وبتفتيش السيارة عثر بداخلها علي13 كيلو من نبات الحشيش المخدر و100 شريط ترمادول المخدر ومبلغ11 ألف جنيه وبمواجهتهم أمام العميد مجدي عبد العال رئيس مباحث المديرية اعترفوا بحيازتهم المضبوطات بقصد الاتجار والمبلغ المالي من تحصيلات البيع. تم تحرير محضر بالواقعة وأمر اللواء عابدين يوسف مدير أمن الجيزة بإحالتهم إلي النيابة التي أمرت بحبسهم علي ذمة التحقيق.