قرر اللواء ناصر طه رئيس مركز ومدينة المحلة الكبري تشكيل لجنة من الشئون الاجتماعية لدراسة أزمة سكان المناطق العشوائية بمنطقة سوق الجمعة الشعبية بالمحلة وإجراء بحث اجتماعي وحصر شامل لأعداد المتضررين الذين يسكنون الأكشاك الخشبية والعشش والخيام علي أرض الواقع من أجل وضع خطة لبناء مساكن جديدة لاحتضان هذه الفئات. وقال اللواء طه إن الخطة تتضمن توفير إسكان لقاطني الخيام علي قطعة أرض مملوكة للدولة مساحتها882 مترا مربعا بمنطقة داير الناحية مشيرا إلي أن هدف الدولة هو الحد من المخاطر الناتجة عن العشوائيات والمساهمة بشكل إيجابي في القضاء عليها. وتقول سعاد متولي من سكان المنطقة العشوائية بسوق الجمعة أقيم بعشة مع وأولادي الخمسة منذ تم هدم منزلنا أصبحنا نعيش منذ سنوات طويلة داخل عشة صغيرة تفتقد لأبسط الخدمات الآدمية وكأننا نعيش الحياة البدائية في العصور الوسطي ونحصل علي مياه الشرب من المساجد وأيضا قضاء حوائجهم وقد باءت جميع محاولانا للحصول علي مسكن صحي بالفشل الذريع رغم حصولنا علي الوعود تلو الأخري من السادة المسئولين بالوحدة المحلية لمدينة المحلة. وقالت زينب متولي شعرنا بفرحة كبيرة للإعلان عن خطة تطوير المناطق العشوائية ونأمل في أن يشملنا القرار وأشارت إلي أنها تقدمت بطلب للوحدة المحلية للحصول علي مسكن ينقذها هي وبناتها اللذين يتعرض للمعاكسات والمضايقات المستمرة بهذه المنطقة والتي تضم العديد من الشباب العاطل وغير المتعلم ولكنها فوجئت بارتفاع قيمة المقدم المطلوب للحصول علي مسكن بالإضافة إلي ارتفاع قيمة القسط الشهري والتي سوف تتحمل سداده وهو ما فشلت في تدبيره خاصة وأكدت أنها لا تملك قوت يومها ورغم ذلك لا تزال تعيش علي أحلامها في أن يتم انتشالها من هذه البؤرة العشوائية غير الآدمية وأن ينصفها المسئولون ويمنحوها سكنا صحيا وآدميا يمكن ان يؤويها مع أولادها الذين أصبحوا في سن الزواج. بينما أكد إبراهيم حسن شوقي عامل يومية أنه يعيش مع أسرته حياة غير آدمية داخل عشة خشبية بعد ان تعرض مسكنه للإزالة وسط مياه الصرف الصحي التي تغرق المنطقة بشكل دائم وتنبعث منها الروائح الكريهة وتحوي جميع الحشرات والحيوانات الضارة وكأنهم في منطقة منعزلة عن العالم وقد ضاعت استغاثتهم وسط أدراج المسئولين بهدف توفير أبسط الخدمات والحصول علي شقة ولكن دون جدوي. وأشار محمد السيد العشري من سكان منطقة سوق اللبن إلي أنه في الوقت الذي تشهد فيه مدينة المحلة الكبري أعمال تطوير وتجديد إلا أن هذا التطوير لا يزال يسير ببطء شديد بمعظم المناطق العشوائية فالطرق والشوارع غير مرصوفة ومحفورة ومياه المجاري تغرق الشوارع بشكل دائم ومياه الشرب مقطوعة بصفة متكررة.