تحتضن مدن محافظة الغربية العديد من المناطق العشوائية التي تضم بين جنباتها اعدادا كبيرة من السكان الذين يمثلون السواد الاعظم من اصحاب المستوي المعيشي السييء وغير الآدمي والتي جاء تصنيفها طبقا لاخرحصرومسح شامل لجهاز تطوير العشوائيات بالمحافظة لتشمل40 منطقة غير مخططة و14 أخري غير آمنة حيث تأتي منطقتا كندلية وتل الحدادين من أبرز المناطق العشوائية بمدينة طنطا. وفي مدينة المحلة الكبري ذات الكثافة السكانية العالية هناك أكثر من12 منطقة عشوائية أشهرها مناطق صندفا ومحلة البرج وسوق الجمعة وهذه المناطق تضم مساكن ومباني قديمة معظمها آيل للسقوط وشوارعها ضيقة غير مرصوفة ومليئة بالحفر والمطبات وتغرقها دائما مياه المجاري. كما أن مياه الشرب مقطوعة بصفة مستمرة ومحرومة من خدمة توصيل الغاز الطبيعي هذا بخلاف العديد من العشش والخيام والأكشاك الخشبية التي يعيش فيها العشرات من الأسر الفقيرة التي لاتزال تنتظر عطف المسئولين بمنحهم شققا سكنية ضمن خطة الإيواء العاجل. وعن هذه المأساة يقول عادل عبد العزيز نجار من سكان منطقة كندلية العشوائية بطنطا والتي تقع علي مساحة ثلاثة افدنة ويسكنها ما يقرب من426 اسرة... نعيش في مأساة إنسانية سواء من شوارع ضيقة أو مبان تم بناؤها بالحوائط الحاملة والاسقف الخشبية مشيرا الي ان تلك الفئة يبدو انها قد سقطت من حسابات المسئولين برغم الوعود الماضية عن تخصيص52 مليون جنيه لتطوير المنطقة وازالة العشوائيات لتحويلها الي منطقة سكنية متطورة باقامة وتشييد مبان سكنية جديدة بارتفاعات عالية لاستيعاب جميع الاسر التي تسكن المنطقة لنقلهم الي حياة ومعيشة ادمية الا ان هذه الوعود الزائفة تذهب دائما ادراج الرياح ولم يتم تنفيذ اي شي منها سوي التعاقد مع30 أسرة فقط لتسكينهم بالوحدات السكنية الجديده بمنطقتي العجيزي والسلام ولا يزال وضع باقي الاسر محلك سر. واضافت سعاد محيي من سكان المنطقة العشوائية بسوق الجمعة بالمحلة انها لاتزال تعيش داخل عشة خشبية متواضعة هي واولادها الاربعة منذ سنوات طويلة بعد هدم منزلها وتفتقد لابسط الخدمات الادمية من مياه شرب والصرف الصحي مثل الحياة البدائية في العصور الوسطي حيث يضطرون من أجل الحصول علي مياه الشرب وقضاء حوائجهم من المساجد المحيطة بهم واشارت الي ان جميع محاولاتها في الحصول علي مسكن صحي قد باءت بالفشل الذريع. في حين أكد حمادة عزت عامل من سكان العشوائيات بمنطقة الوراقة انه يعيش مع اسرته حياة غير ادمية وسط مياه الصرف الصحي التي تغرق المنطقة بشكل دائم وتنبعث منها الروائح الكريهة وتحوي جميع الحشرات والحيوانات الضارة وكأنهم في منطقة منعزلة عن العالم وطالب المسئولين بتوفيرابسط الخدمات والمرافق التي من الطبيعي ان تتوافر للآدميين. وامام هذه الاوضاع المتردية واستغاثات البسطاء من سكان هذه المناطق العشوائية والذين يبحثون عن حياة ادمية بادر اللواء السيد سعيد سكرتير عام المحافظة بعقد اجتماع مع مجلس ادارة وحدة تطوير العشوائيات لوضع محاور خطة تطوير هذه المناطق والأسواق العشوائية واستعراض الأنشطة وبحث أفضل السبل والممارسات التي يتم العمل بها والتنسيق مع شركة المياه والكهرباء لوضع هذه المناطق في خطة العام المالي الجديد ومن خلال اتباع المنهج العلمي في التخطيط مع وضع برامج زمنية للتنفيذ بها خلال الفترة القادمة وتفعيل دورالجمعيات الاهلية ومشاركة المجتمع المدني التي تعمل في هذا المجال لانقاذ سكان هذة المناطق.