إنه التمكين الذي وعدت به دولة30 يونيو شبابها, الذي انتشلته من سنوات التهميش والإقصاء, إلي موائد الحوار وصناعة القرار, من خلال اللقاءات المباشرة مع رئيس الدولة ووزراء الحكومة, في مشاهد ديمقراطية تليق بمصر الجديدة. نحن نتحدث عن أكبر منصة حوار للشباب في العالم بلا فخر.. حوار مستنير يناقش تطلعات قيادات العالم المستقبلية إلي المناخ الذي يريدون العيش فيه, ليعبروا بمجتمعاتهم إلي البر الآمن, أسوة بمصر التي نجح شعبها وشبابها في عبور تحديات كثيرة ما زالت مثار إعجاب العالم. في رحاب مدينة السلام تتجدد الأيام الاستثنائية في مسيرة هذا الوطن, الذي لا يقبل إلا الأحداث العظيمة والإنجازات الكبيرة, منذ انطلق إلي المستقبل قبل5 سنوات. أنظار العالم تتابع بشغف أكبر تجمع شبابي تعرفه الدنيا, يجلس الآن في مدينة شرم الشيخ, تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي, ليتعلموا, في هذه الأرض الطيبة, كيف يكون الإخاء والحوار والتكامل والتعايش والقبول وتذويب الخلافات في اللون واللغة والجنس. هنا شرم الشيخ, ومن هنا, ننقل للعالم أجمع هذا الحدث الكبير, في مصر الكبيرة, التي تثبت كل يوم أنها تسع الجميع ويذوب فيها الجميع, وترسم خارطة النجاة, ليس لوطننا فحسب, ولا لمنطقتنا, ولا لإقليمنا, وإنما للعالم بأسره, فهنا يجلس5 آلاف شاب من شتي بقاع الأرض, يحملون طموحهم وأحلامهم في مستقبل آمن لبلادهم التي سيصبحون فيها قيادات الغد.. الغد الذي يريدونه بلا حروب ولا صراعات.. إنهم يبحثون عن سلام دائم, وهل يطلب الشيء إلا ممن يملكه؟ وهل يكون السلام إلا في أرض السلام؟ وهل أرض السلام إلا مصر؟ ومن غير مصر يبتغي سلامها؟! إذا تحدثنا عن هذا المنتدي العالمي فإننا أمام محورين لا يجب أن نتجاوزهما قبل أن نلقي الضوء عليهما, وننطلق من خلالهما إلي الاحتفاء بهذا الإنجاز المصري للعالم: المحور الأول: فلسفة ثورة يونيو الشبابية; إذ لا يمكن أن نغفل أو ننسي أن تلك الحقبة الذهبية من تاريخ مصر المعاصر, تعتمد في نجاحها وانطلاقها نحو المستقبل علي ما بدأت به, فهي دولة فتية شابة, تعتمد منذ يومها الأول علي تجنب عيوب الماضي وإصلاح ما شاب السنوات السابقة عليها من خلل في كل شيء, وكان من ضمن, بل في قلب, هذه الإصلاحات الشباب الذي عاني كثيرا من التهميش والإقصاء وفقدان اليد الحانية التي تمتد إليه بالمساعدة, واللسان الناصح الأمين الذي يفتح له باب الحوار, والقيادة السياسية التي توفر له بيئة آمنة وخصبة ليزرع فيها أحلامه, وكانت البداية من رأس الدولة الرئيس عبدالفتاح السيسي, الذي لم يخل له حوار, ولا حتي خطاب, حتي قبل أن يتولي مقاليد السلطة, من الحديث عن شباب مصر, الذين رأي فيهم قوة الحاضر وقادة المستقبل, ولذلك وضع يديه علي وجع هذه الفئة الضاربة في الشعب المصري, وفتح لها باب الأمل في العبور إلي مستقبل يليق بها من ناحية, ويليق بمصر الناهضة والطامحة بقوة شبابها من ناحية أخري. لقد كان الرئيس السيسي صاحب السبق في توجه الدولة نحو الشباب وتمكينهم علي جميع الأصعدة, هذا التوجه الذي بدأه الرئيس بالمؤتمر الوطني الأول للشباب بشرم الشيخ التي نجلس علي أرضها الآن, وهنا كانت البداية, فالحدث الذي شهده العام2016 كان جديدا وفريدا من نوعه, وشهدنا لأول مرة رئيس الجمهورية يحضر فعاليات المؤتمر, ويحاور شباب مصر في كل القضايا التي تهمهم, يناقش هذا, ويجيب علي ذاك, في مداخلات دشنت قاعدة ديمقراطية من رحم دولة30 يونيو, تقوم علي أنه لا دولة بدون شباب, خاصة مصر التي يشكل الشباب أكثر من40% من قوتها البشرية, ولذلك كان الرئيس علي علم بمكامن هذه القوة, وكيفية استغلالها لبناء الوطن الذي رسمته خارطة طريق دولة30 يونيو.. وطن يقوم علي أكتاف شبابه, وينهض بأفكارهم, ويسير إلي المستقبل مدفوعا بطموحاتهم وأحلامهم. لا أنسي تلك اللحظة التي وقف فيها الرئيس أمام الشباب المجتمعين في مؤتمر شرم الشيخ ليقول لهم: فخور بكم.. وأتمني أن يقف مكاني شاب مصري ليكون رئيسا للجمهورية, هذه الجملة التي عبرت بصدق عن طموحات القائد لأبنائه من خيرة الشباب الذين يؤمنون بقدراتهم وقدرات وطنهم. جعل الرئيس السيسي عام2016 عاما للشباب, استمع إلي آراء الشباب وترجمها إلي توصيات, وألزم الحكومة بتنفيذها بالشراكة مع هؤلاء الشباب, ليحول هذه الفئة الضاربة من مستمع إلي مشارك, ومن مشاهد إلي صانع للقرار, وأعقب مؤتمر شرم الشيخ الأول للشباب مزيد من المؤتمرات في الإسماعيلية وأسوان والإسكندرية والقاهرة, وكان قبلها البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب للقيادة يمضي علي الطريق الصحيح, ليصنع لمصر قيادات من الشباب الواعد المتسلح بالعلم والأخلاق والوطنية. ليس هذا فحسب ما قدمه الرئيس السيسي للشباب, ولكنه قام برعاية كل المبادرات الشبابية في جميع المجالات, مد لها يد العون, وكلف الحكومة بالتفاعل والمساعدة لكل فكر ينهض بالوطن وأفرزته عقول الشباب, ثم تكلل الأمر بما رأيناه من تمكين يليق بشباب مصر في الوزارات والهيئات وتحت قبة البرلمان بالتعيين. إنه التمكين الذي وعدت به دولة30 يونيو شبابها, الذي انتشلته من سنوات التهميش والإقصاء, إلي موائد الحوار وصناعة القرار, من خلال اللقاءات المباشرة مع رئيس الدولة ووزراء الحكومة, في مشاهد ديمقراطية تليق بمصر الجديدة. أما المحور الثاني: فهو استحضار قوة التاريخ وعراقة الماضي, وهي الفكرة التي يستند إليها ويقوم عليها منتدي شباب العالم, الذي أفخر بوجودي في رحابه وأنا أكتب هذه السطور, فلأن دولة30 يونيو تؤمن ألا مستقبل بدون حاضر, ولا حاضر ولا مستقبل بدون تاريخ, ولأننا نمتلك تاريخا متنوعا وملهما, فقد تم اختيار كتاب الأعمدة السبعة للشخصية المصرية, للدكتور ميلاد حنا, محورا لمنتدي شباب العالم, هذا الكتاب القيم الذي استوحي منه القائمون علي المنتدي فكرة التأكيد علي وحدة النسيج المجتمعي المصري, تلك الأعمدة السبعة التي تجسد انتماء مصر الفرعوني واليوناني والروماني والقبطي والإسلامي والعربي, وانتماءها كذلك لحوض البحر المتوسط, ثم انتماءها إلي القارة السمراء, وانطلاقا من هذا التنوع والزخم الحضاري والتاريخي, يتم عقد جميع فعاليات المنتدي في إطار تلك الأعمدة والرؤية المبهرة للمجتمع المصري الذي استطاع علي مدار تاريخه أن يكون مركزا للتواصل بين المجتمعات, كما هو مركز الآن لهذا التجمع المبهر من شباب العالم باختلاف مشاربه في هذا المنتدي. لقد تحول حلم المبادرة التي أطلقها الشباب في المؤتمر الوطني للشباب بالإسماعيلية في أبريل2017 لإجراء حوار مع شباب العالم إلي حقيقة, بعد أن تبني الرئيس السيسي هذه المبادرة واستجاب لها, وأعلن في يوليو من العام نفسه في أثناء فعاليات المؤتمر الوطني للشباب بالإسكندرية عن انطلاق منتدي شباب العالم في نوفمبر2017, إذن الفكرة ولدت من الشباب في مؤتمر الشباب, واستجاب لها الرئيس راعي مؤتمرات الشباب في مؤتمر للشباب أيضا.. فهل هناك عصر للشباب أزهي من ذلك العصر الذي نعيشه؟ إننا هنا الآن نجني ثمار النجاحات التي حققها منتدي شباب العالم في نسخته الأولي العام الماضي, والذي حظي باهتمام إعلامي عالمي غير مسبوق, وذاع صيته في ربوع الأرض, وألهب حماس الشباب من كل أنحاء الكرة الأرضية, حتي وصل عدد الراغبين في حضور المنتدي إلي128 ألف شاب من163 دولة, تم اختيار5 آلاف منهم, تتزين بهم مدينة السلام الآن. نحن نتحدث عن أكبر منصة حوار للشباب في العالم بلا فخر.. حوار مستنير يناقش تطلعات قيادات العالم المستقبلية إلي المناخ الذي يريدون العيش فيه, ليعبروا بمجتمعاتهم إلي البر الآمن أسوة بمصر التي نجح شعبها وشبابها في عبور تحديات كثيرة ما زالت مثار إعجاب العالم. يجلس شباب العالم الآن في حضرة مصر الجديدة, من خلال منتدي شباب العالم الذي يعقد تحت مظلة الأكاديمية الوطنية لتأهيل وتدريب الشباب, يتبادلون الخبرات في مناقشات تدور حول محاور السلام والتطوير والإبداع, ويحضرون نموذج محاكاة القمة العربية الإفريقية, ويشهدون فعاليات أخري متنوعة لإطلاق الطاقات الإبداعية للشباب وأحدث ابتكاراتهم, إلي جانب عدة ورش عمل شبابية لمناقشة أبرز المشروعات والقضايا الدولية الملحة. هو إذن تجمع يهدف إلي خلق مجتمعات آمنة تحب السلام وتنبذ العنف والتطرف, وتكتشف طاقاتها وتسخر مواهبها وابتكاراتها في بناء الأوطان, وهو ملتقي للحضارات والثقافات المختلفة, يدشن قاعدة جوهرية من أرض مصر; مفادها أن العالم يسع الجميع, وأن الحوار هو الحل, والسلام هو المنقذ لهذا العالم من الصراعات والحروب التي لا تجني منها الإنسانية سوي دمار الإنسان وخراب الأوطان, وهو ما لن يحدث أبدا طالما كان الشباب, وهم قادة المستقبل, يتسلحون بالوعي, ويستلهمون التجارب, ويتبادلون الأفكار, ويعبرون عما يدور بأذهانهم ويشغل فكرهم. لقد نظمت مصر هذا المنتدي العالمي بسواعد شباب آمنوا بما يفعلون, وأمضوا الليالي الطويلة يسهرون من أجل الإعداد لهذا الحدث الذي خرج بهذه الصورة المشرفة. الآن, ينعقد منتدي شباب العالم, والأنظار تتطلع إليه كما تتطلع إلي مصر التي تستضيفه, وسوف ينبهر الجميع بأجندة المنتدي, وما سيقدمه الشباب في هذا المحفل الكبير, وسوف يحتفي العالم بشبابه الذي سينطلق من هنا, من شرم الشيخ, بخارطة طريق لمستقبل أوطانه ممهورة بتوقيع: صنع في مصر من أجل مستقبل العالم.