اتخذت الحكومة قرارات حاسمة في محاولة لإنقاذ صناعة الدواجن بالمحافظات, من أجل استعادة السيطرة علي أسعار بيع الطيور التي تكبد الكثير من الأسر معاناة مع عدم استقرارها وارتفاعها المستمر وأمام إصرار بعض التجار تحمل المواطن فاتورة ارتفاع تكلفة العلف وخلافه من مشتملات الدواجن. وفي الوقت الذي كشف مسئولون بالمحافظات عن بدء التنسيق مع الجهات المعنية بوزارة الزراعة لتفعيل قانون تنظيم تداول الدواجن الحية في الأسواق, اتفق العديد من الأهالي أن القرار الأخير انحاز للفقراء ومحدودي الدخل, وفي المقابل أعلن عدد كبير من التجار والمربين عن تسبب تفعيل القانون في تكبيدهم خسائر فادحة.. الأهرام المسائي يقدم بعض الحلول علي لسان الخبراء للنهوض بإحدي الصناعات الغذائية الكبري المرتبطة بالأسر المصرية.. لإنقاذ تربية الدواجن.. الثروة المنسية بالمحافظات.. وكانت السطور التالية. الأسعار نار في البحيرة المربون: ارتفاع العلف والذرة والفول والردة السبب.. المحافظ: تطبيق حاسم للقرار تشهد أسواق محافظة البحيرة ارتفاعا جنونيا في أسعار الدواجن, الفترة الأخيرة, حيث وصل سعر كيلو الدجاج الحي إلي45 جنيها للمستهلك, الأمر الذي جعل المواطن البسيط ومحدود الدخل في حيرة, باعتبار أن الدواجن هي البديل الأساسي له عن اللحوم الحمراء التي لا يقدر علي شرائها, وأرجع المتخصصون أن سبب هذه الزيادة هي ارتفاع أسعار الأعلاف وارتفاع سعر الردة, مع زيادة سعر الذرة الصفراء وبعض المستلزمات الأخري. يقول خيري حسن- سائق تاكسي- كيف لي أن أدفع ثمن دجاجة واحدة لا تكفي نصف أولادي فكيلو الدجاج وصل اليوم إلي45 جنيها, يعني أقل دجاجة قد تصل إلي70 جنيها وأكثر, وأضاف إذا أردت أن أطعم كل أولادي علي أن احضر دجاجتين ب150 جنيها علي الأقل.. وهو أمر صعب. تقول ليلي الغول موظفة اضطررت أن أشتري من الدجاج المجمد بالمجمعات الاستهلاكية التابعة لوزارة التموين وفوجئت أن أسعارها ارتفعت هي الأخري فكيلو الدجاج المجمد ب40 جنيها فالدجاجة تباع ب48 جنيها. الارتفاع الجنوني وفي السياق نفسه يؤكد الحاج رجب الملا- صاحب محل طيور- أن تاجر الجملة هو السبب الرئيسي في ارتفاع الأسعار حيث يتحكم في السعر الذي يبيع لنا به وبالتالي نضطر إلي رفع السعر علي المستهلك لتحقيق هامش ربح. ويقول أحمد الخولقة- أحد المربين- إن سبب أرتفع أسعار الدواجن يرجع لارتفاع أسعار الأعلاف بنسبة وصلت لأكثر من50% حيث وصل سعر العلف إلي أكثر من7000 جنيه للطن, فضلا عن انتشار الأمراض التي تتسبب في نفوق أعداد كبيرة من الكتاكيت التي لا تتحمل الأمراض. ويضيف سامي شفيق أحد المربين- أن الكتكوت عمر يوم يباع الآن ب7 جنيهات ونصف الجنيه وبالتالي هو سعر مغالي فيه لقلة المعروض مما يضطر المربي لرفع سعر كيلو الدجاج بالمزرعة إلي30 جنيها وهو سعر لا يحقق مكسبا بسبب ارتفاع أسعار الدولار لأنه مرتبط بالأدوية والأعلاف التي يتم استيرادها من الخارج. وقال كل هذه الفروق في الأسعار يتحملها المربي والمستهلك, هذا بخلاف ارتفاع سعر الذرة الصفراء والتي يتم استيرادها, والفول الصويا الذي ارتفع سعره إلي4500 جنيه للطن, وارتفاع سعر الردة التي ارتفع سعرها بعد تحرير سعر الدقيق فأصبح يتحكم فيها مافيا السوق السوداء, هذا بخلاف الارتفاع الجنوني في سعر الأعلاف والتي يتم استيرادها. ويقول نجيب سمعان تاجر- سمعت عن قرار حظر نقل الطيور الحية وفتح باب الاستيراد للدواجن المجمدة والتي تنتشر بغزارة في الأسواق ويتم الاعتماد عليها بجانب الطيور الحية ونتمني أن يسهم قرار تداول الفراخ المجمدة في زيادة المعروض منها ومن ثم هبوط أسعارها والتي وصلت إلي حد الجنون بعدما وصل سعر الكيلو جرام إلي ما يزيد علي45 جنيها للكيلو وهو أمر يفوق طاقة الجميع خاصة وأن أقل أسرة تتكلف في وجبه الغذاء طبقا للأسعار الحالية ما يزيد علي مائة جنيه. وأضاف سمعان نتمني أن تسهم هذه القرارات في سد عجز السوق وتلبية احتياجات المواطنين ومن ثم الهبوط بالأسعار. أسلوب علمي ويؤكد الدكتور حمدي جابر- استشاري أمراض الدواجن- أن الارتفاع في الأسعار كان متوقعا بسبب قلة الإنتاج نتيجة تعرض معظم المزارع للأمراض وعدم اتباع أسلوب علمي في إدارة هذه الصناعة بدلا من العشوائية وقد طالب بإنشاء وزارة للثروة الحيوانية والداجنة تكون مستقلة عن وزارة الزراعة حتي يمكن تطبيق قواعد الأمان الحيوي. وأضاف جابر يجب علي الدولة الاهتمام بتشجيع المزارعين علي زراعة الذرة الصفراء وفول الصويا. يضيف الدكتور شوقي عبد المقصود بالطب البيطري أن الأمراض المختلفة تسببت في نفوق أكثر من30% من الدواجن وهذه النسبة كبيرة جدا لأنه يجب أن لا تتعدي تلك النسبة5% علي أكثر تقدير وهذا أدي إلي قلة المعروض بالإضافة علي اعتماد المربين علي الأعلاف بنسبة80% التي يتم استيرادها بالدولار, والذي ارتفع سعره مقابل الجنية المصري هذا بخلاف زيادة الطلب علي الدجاج وقلة المعروض في الأسواق وهذا يرجع إلي عزوف بعض المربين علي تربية الدواجن لانها أصبحت بالنسبة لهم تجارة غير مربحة بالإضافة إلي زيادة نفوق أعداد كبيرة من الكتاكيت أما بسبب ارتفاع درجات الحرارة هذا العام او انتشار الأمراض التي ظهرت خلال موسم الصيف الماضي والذي يؤدي إلي نفوق الكتاكيت. قانون الحظر من جانبه أكد اللواء هشام آمنة محافظ البحيرة أنه اتخذ كل التدابير اللازمة لتنفيذ قرار تفعيل قانون حظر نقل الدواجن الحية بين محافظة البحيرة والمحافظات المجاورة وذلك من خلال تشديد الرقابة علي الأكمنة الحدودية بوضع طبيب بيطري لفحص التصاريح المرافقة لسيارات نقل الدواجن المجمدة والتأكد أنها سليمة وغير مصابة وأشار محافظ البحيرة إلي أنه تم تشكيل لجان متخصصة من مديرية الطب البيطري والصحة والتموين للمرور علي مزارع الدواجن بالمحافظة وبصفة منتظمة للتأكد من تحصينها بلقاح إنفلونزا الطيور ومتابعة الحالة الصحية بها, وأشار المحافظ إلي ضرورة متابعة الثروة الداجنة بالمحافظة سواء بالمزارع أو بالمنازل لفحصها والتأكد من خلوها من المرض طوال فترة التربية وأخذ عينات من المزارع قبل النقل والذبح للتأكد منها ومنحها التصاريح اللازمة للنقل والذبح بالمجازر.مؤكدا مشاركة الأطباء البيطريين مع الشرطة بالمنافذ الحدودية والأكمنة علي مدي الساعة لضبط أي سيارات محملة بالطيور بدون تصريح نقل من الطب البيطري واتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين بالإضافة إلي عدم السماح بنقل الطيور الحية المعدة للذبح داخل المحافظة أو خارجها إلا بعد فحصها ظاهريا للتأكد من خلوها من المرض وإصدار تصاريح لها بعد ذلك.