سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ا لخطاب الديني العصري.. وبناء الإنسان أحكام الشريعة الإسلامية السمحة تقبل التغيير حسب الزمان والمكان
العلماء: حان وقت التجديد بما يتناسب والمستجدات المعيشية
الشريعة الإسلامية وتطورها وقابليه الحكم الشرعي للتغير من عصر لعصر ومكان لمكان ومن شخص لأخر يجعل الخطاب الديني مواكب لمستجدات العصر ولذلك أصبح الخطاب الديني العصري ضرورة حتمية لبناء الإنسان وتحصينه ضد التطرف وإيجاد نوع من التماسك والتكاتف بين أبناء الوطن عن طريق تصحيح المفاهيم وإزالة الشبهات المغلوطة التي أدت لانحراف بعض الشباب وسقطوا في براثن الإرهاب والتطرف المذموم الذي يأكل الأخضر واليابس ويزعز استقرار الأوطان في البداية يوضح الدكتور عادل المراغي من علماء الأزهر الشريف أن الخطاب الديني العصري هو الذي ينادي به الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف باعتباره صالحا لكل زمان ومكان وهو الذي يواجه التحديات العالمية الآن لأنه يدعو للتعايش السلمي ونبذ العنف والإرهاب والتصدي لخفافيش الظلام ويدعو للعمل علي لإصلاح منظومة الخطاب الديني ولأن الإسلام ينقسم إلي شقين الأول روحي ويتضمن الصلاة والصوم والزكاة والحج وباقي الشعائر التعبدية أما الشق الثاني وهو الشق المدني والعمراني والتنموي الذي من خلاله تبني الأوطان ونعمر ولا نخرب حتي نكون في مصاف الدول المتقدمة لأن الإسلام جاء لإستعمار الأرض و ليس للتدمير و الهدم, وبذلك فدعوة رئيس الجمهورية جاءت متوافقة مع مقاصد القران الكريم حينما وأوضح إن الهدف من خلق الإنسان ثلاثة أهداف الأول أن الإنسان خليفة الله في الأرض والخليفة يجب أن يكون علي قدر المسئولية الثاني إن الإنسان خلقه الله لإستعمار الأرض لقوله تعالي هو الذي أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها ثالثا أن الله تعالي خلق الإنسان لعبادته وإذا أردنا تجديد للخطاب الديني يتواكب مع العصر فلابد من إبراز صورة العبادة كما فهما أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم الذين شيدوا الحضارات وبنوا الممالك وعمروا الأرض وأن كل ما يرضي الله عنه فهو عبادة ومن ذلك العمل فهو عبادة وتعمير الصحراء عبادة وإدخال السرور علي الناس عبادة وإغاثة الملهوف عبادة وتعليم الجاهل عبادة والشرطي في الشارع لتنظيم المرور في عبادة والجندي المرابط علي حدودنا فهو في عبادة بل من أفضل العبادات لقولة صلي الله عليه وسلم عينان لاتمسهما النار عين بكت من خشية الله وعين باتت تحرس في سبيل الله ويشير المراغي إلي أن المسلمين أخفقوا إخفاقا كبيرا في العصور الماضية وأصبحوا تابعين لامتبوعين وعالة علي أمم الأرض ولا يؤثرون والله تعالي كما انزل الحديد من السماء فيه بأس شديد إشارة إلي الثورة الصناعية التي غاب عنها المسلمون وكذلك الملابس انزلها الله من السماء لقولة تعالي يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوي ذلك خير ذلك من آيات الله إشارة لإقامة المصانع والاكتفاء الذتي لأمة الإسلام وهذا الخطاب هو الذي تنهض به الأمم وتتقدم المجتمعات مؤكدا أن الأمة في أمس الحاجة لخطاب ديني عصري يوحد ولا يفرق بين فصائل الوطن الواحد فهناك قواسم مشتركة بين الجميع, فنحن في حاجة لخطاب ديني انساني يهتم بالجانب الإنساني باعتبار إن الإنسان بنيان الله وهذا ما تعمل الأوقاف حاليا علي تحقيقه بالفعل فلم تعرف خطبة الجمعة الجانب المدني إلا فئ عهد الدكتور مختار جمعة وزير الأوقاف حيث قامت بدورها النهضوي و التنموي لإحياء هذا الشق المدني في خطبة الجمعة فتارة تكون عن النظافة وتارة عن العمل والاتقان ونبذ العنف والتعايش السلمي والوطنية كل ذلك يصب في بناء الأوطان والإنسان وهذا هو الخطاب الديني العصري الذي نحتاج إليه ويري الدكتور صابر عبد الدايم عميد كلية اللغة العربية الأسبق بجامعة الأزهر الشريف أن الخطاب الديني المعاصر يجب ان ينطلق من فهم لقضايا العصر والتسلح بالثقافة الشاملة المتنوعة بمعني ان يكون الداعية في كل حي ومسجد بمثابة منارة إشعاع وان يلتحم مع الجماهير ويتعرف علي مشكلاتهم وأن تكون الخطب والدروس منصبة علي قضايا الناس الواقعية والقران الكريم اشتمل علي الحلول لكل المشاكل فليس بمعقول أن يتكلم الداعية عن حكاوي وقضايا لا ترتبط بالواقع المعاش فإذا تكلم عن النظافة مثلا فلابد من أن يربطها بالوضوء ثم يربطها بعد الصلاة بنظافة الشارع والبيئة المحيطة وهذا يلزمه ثقافة دينية وصحية حتي يوضح للناس الإضرار الناتجة عن التلوث وإذا تكلم عن الإسراف مثلا عليه أن يربطه بالواقع من حيث أهمية المياه ومدي حاجة الناس لمياه النيل وهكذا وفي صلة الأرحام فهذه من القضايا المعاصرة الأسرة والميراث وربطها بمصلحة الوطن ن فكلما استقر الناس وأصبحت العلاقات أمنة أصبح الوطن أمنا وبذلك يؤثر الخطاب الديني في الحفاظ علي الأوطان وحمايتها وصيانة أفراد المجتمع ويضيف الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف أن خطة لوزارة الكبري الخاصة بتجديد الخطاب الديني هدفها العام أن يكون الخطاب الديني مواكبا لمتغيرات العصر ملبيا لكل المتطلبات ويتناول كل المشكلات والقضايا المستجدة من منظور الشريعة الإسلامية السمحة التي تقبل الإحكام فيها التغير حسب الزمان والمكان والأشخاص لما تتمتع به من مرونة تتماشي مع المتغيرات والقضايا المستجدة بالإضافة للقضايا العصرية التي غابت عن التعددية في الفكر وقبول الأخر و الاهتمام بالفقه المقاصدي والتأكيد علي أن مقاصد الأديان لاتنفك عن مقاصد الأوطان وحمايتها وحماية الإنسان مشيرا إلي أن تجديد آليات الخطاب الديني بما يتناسب والمستجدات المعيشية بما لا يتعارض مع الثوابت أصبح ضرورة عصرية أيضا لقطع الطريق علي الجماعات المتطرفة التي تلوي أعناق النصوص وفهمها فهما غير صحيح لتوظيف الدين لتحقيق مصالح خاصة وهو ما تقوم به الوزارة حاليا في اطار خطتها الكبري لتجديد الخطاب الديني لتصحيح المفاهيم والأفكار المغلوطة لتحصين الشباب ضدها عن طريق الندوات والأمسيات الدينية والدروس والخطب التي تتناول قضايا ومشكلات واقعية بجانب ورش العمل والمؤتمرات التي تتبني موضوعات تصب في خدمة تجديد الخطاب الديني وبناء شخصية الانسان