* الرئيس في المؤتمر الصحفي لآلية التعاون بين مصر وقبرص واليونان: التطرف والإرهاب.. وقضايا اللاجئين والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة.. تتصدر المباحثات * القمة شهدت تقاربا في الرؤي تجاه كل الملفات والأزمات * ضرورة استئناف المسار السياسي في سوريا علي أساس إعلان جنيف وقرارات مجلس الأمن * أهمية تواصل المفاوضات من أجل توحيد قبرص وفقا لمقررات الشرعية الدولية * موضوعات التعاون والمشروعات المشتركة احتلت أولوية في المباحثات الموسعة بين وفود دولنا أعرب الرئيس عبدالفتاح السيسي عن ثقته في أن القمة الثلاثية المصرية اليونانية القبرصية, ستمثل دائما حصنا منيعا في مواجهة التحديات المتصاعدة وعلي رأسها اتساع دائرة التطرف والإرهاب الذي يسعي لتحقيق أهدافه باسم الدين سواء لهدم مفهوم وكيان الدولة الوطنية ومؤسساتها أو لتدمير المجتمعات والحضارة الإنسانية فضلا عن التحديات المتعلقة بقضايا اللاجئين والهجرة غير الشرعية والجريمة المنظمة. وقال السيسي في كلمته التي ألقاها خلال المؤتمر الصحفي للقمة السادسة لآلية التعاون الثلاثي بين مصر وقبرص واليونان بجزيرة كريت اليونانية إن التطورات الجارية في المنطقة استأثرت بجزء مهم من المباحثات; حيث ناقشنا سبل التعامل مع الصعوبات القائمة التي تحيط بالواقع الإقليمي مع تأكيد أهمية اضطلاع الأطراف الإقليمية والدولية كافة بمسئولياتها في هذا الصدد من أجل تجنيب المنطقة الأخطار التي تحيق بها, وذلك من خلال احترام المبادئ المستقرة بين الدول, وإعلاء قيم حسن الجوار والعيش المشترك, في إطار من سعة الأفق ونبذ العنف والكراهية, واعتماد الحل السلمي للنزاعات, كسبيل وحيد لاستعادة الأمن والاستقرار في منطقتي الشرق الأوسط والمتوسط. تقارب في الرؤي وأكد أن القمة الثلاثية شهدت تقاربا معهودا في الرؤي تجاه القضايا والأزمات التي تمر بها بعض دول المنطقة, وفي مقدمتها القضية الفلسطينية, والأوضاع في كل من سوريا وليبيا, فلا مجال لوقف نزيف الدم وإعادة البناء والإعمار إلا بتسوية الأزمات سياسيا, وتلبية طموحات الشعوب في مستقبل أفضل, وبما يفوت الفرصة علي التنظيمات الإرهابية والمتطرفة, التي تستغل تلك الأزمات للنيل من دول المنطقة وترويع الشعوب مستندين في ذلك إلي ما يتلقونه من دعم مالي وسياسي ولوجستي من بعض الأطراف التي لا تتردد في الخروج عن القوانين والأعراف الدولية كي توجد لنفسها موطئ قدم ونفوذ, وتحقق مصالحها الضيقة علي حساب أرواح ومقدرات الشعوب المسالمة. التعاون الإستراتيجي وشدد الرئيس علي أنآلية التعاون بين دولنا الثلاث, باتت تمثل أساسا إستراتيجيا راسخا في المنطقة, وانعكاسا لرغبتنا الصادقة في المضي قدما في مسيرة شراكتنا الممتدة, التي لا تتأسس علي حقائق الجوار الجغرافي, وتستمد قيمتها وأهميتها المضافة من ميراث تاريخي, وقاسم ثقافي مشترك, تشكلت معالمه علي مدار عقود متتالية من التواصل الحضاري بين شعوبنا عبر ضفتي المتوسط. وأوضح أنه تم التأكيد خلال اجتماع القمة علي التزامنا بالعمل سويا من أجل ترجمة إرادتنا المشتركة إلي مزيد من الخطوات العملية, للانطلاق بمختلف مجالات التعاون إلي أبعد مدي, استنادا إلي قناعة راسخة بما تضفيه هذه الآلية من قيمة حقيقية وما تشكله من نموذج يحتذي به للتعاون الإقليمي في خضم التحديات المتصاعدة التي تمر بها المنطقة. تأكيد ثلاثي علي وحدة الأوطان وقال الرئيس: لقد أكدنا أيضا خلال المباحثات, أنه لا بديل عن استعادة الشعب الفلسطيني لجميع حقوقه المشروعة, وعلي رأسها الحق في إقامة دولته المستقلة علي حدود الرابع من يونيو عام1967 وعاصمتها القدسالشرقية. كما أكدنا ضرورة استئناف المسار السياسي في سوريا في أقرب فرصة بقيادة أممية وعلي أساس إعلان جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة, وفي مقدمتها القرار رقم2254, والعمل في الوقت ذاته علي معالجة الوضع في إدلب بصورة تحول دون تسرب العناصر الإرهابية المتطرفة إلي سائر دول المنطقة. وأشار الرئيس إلي أنه تم التأكيد انطلاقا من المبدأ ذاته, خلال قمتنا علي أهمية عدم ترك ليبيا ساحة للتدخلات الخارجية, أو جعلها بيئة حاضنة للتنظيمات الإرهابية, وهو ما يستدعي تنفيذ اتفاق الصخيرات, وكل عناصر المبادرة الأممية للحل السياسي في ليبيا, والتي سبق الإعلان عنها العام الماضي, مع العمل بالتوازي علي توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية في ليبيا, وتمكينها من القيام بمهامها لإنهاء الاعتماد علي الميليشيات في تحقيق الأمن. القضية القبرصية وأضاف الرئيس, قائلا: بشأن القضية القبرصية, فقد أكدنا أهمية العمل علي استئناف مسار المفاوضات من أجل توحيد البلاد وفقا لمقررات الشرعية الدولية وقرارات الأممالمتحدة, وبما يراعي شواغل الجميع, ودون فرض وصاية لأحد علي الآخر. وأشار الرئيس إلي أن موضوعات التعاون الثلاثي والمشروعات المشتركة احتلت أولوية متقدمة خلال جلسة المباحثات الموسعة بين وفود دولنا انطلاقا من حرصنا المتبادل علي تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية, وتحقيق الاستفادة القصوي مما تحظي به دولنا الثلاث من إمكانات هائلة ومواقع جيوإستراتيجية مميزة, تؤهلها للانطلاق بمسيرة التعاون لاسيما بمجال الطاقة ونقل الكهرباء وغير ذلك من المجالات الاقتصادية. واختتم الرئيس السيسي كلمته بالقول, لا يسعني إلا أن أتقدم لكما بخالص الشكر علي الدور المحوري والبصيرة النافذة والاقتناع الصادق بأهمية الارتقاء بآلية التعاون الثلاثي والانطلاق بها إلي آفاق أوسع, في إطار من الاعتدال والانفتاح والحرص المتبادل علي تعزيز دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة.