بالصور.. حملات مكبرة بحي العجوزة لرفع الإشغالات وتحقيق الانضباط بالشارع العام    خلافات النسب تنتهي بالقتل في الوراق.. النيابة تأمر بتشريح الجثة وحبس المتهم    «الجارديان»: من المرجح أن تقود مصر «قوة الاستقرار» في غزة واستبعاد تركيا    مصرع شخص وإصابة 5 آخرين إثر حادث تصادم سيارتين فى إمبابة    لتفادي النوبات القلبية.. علامات الذبحة الصدرية المبكرة    الصحة: مصرع شخصين وإصابة 41 آخرين في حادث مروري على طريق (القاهرة - السويس)    الحزن يسيطر على محمد صلاح بعد خسارة ليفربول الرابعة في البريميرليج.. صور    ترامب: أراقب إعادة حماس لجثث الرهائن خلال 48 ساعة    مدرب إيجل نوار: الأهلي كان قويا رغم الطرد    وزير الرياضة: سنساعد الزمالك وفقا للوائح والقوانين.. وقد نمنحه قطعة بديلة لأرض أكتوبر    انتخابات الأهلي – الغزاوي: التنمية والاستثمار هما هدف المرحلة المقبلة للمجلس    محمد عبد الجليل: يانيك فيريرا أقل من تدريب الزمالك.. وأنا أفضل من زيزو بمراحل    أشرف صبحي: هدفنا الوصول لنهائي كأس أمم إفريقيا    وزيرة التضامن تتابع إجراءات تسليم الأطفال لأسر بديلة كافلة    استعدادات مكثفة لافتتاح «المتحف المصرى الكبير».. والحكومة: السبت المقبل إجازة رسمية    هيئة سلامة الغذاء تُكرّم 10 مصانع لدخولها القائمة البيضاء لتصدير التمور    الصحة: نقل مصابي حادث طريق "القاهرة - السويس" إلى مستشفيات بدر الجامعي والشروق    مصرع شاب وإصابة شقيقه فى حادث تصادم سيارة نقل بدارجة نارية بالمنوفية    مصرع شخص في حريق شقة سكنية بالعياط    تعرف على برجك اليوم 2025/10/26.. «الأسد»: لا تشتت نفسك بالانتقادات.. و«الجوزاء»: تحقق نتائج إيجابية بالصبر    بعد الظهور في حفل "وطن السلام"، محمد سلام يعلن عن مسلسله الجديد    الانتخابات.. تحية للأغلبية وكشفٌ لواقع المعارضة    خليل الحية: سنسلم إدارة غزة بما فيها الأمن.. وتوافقنا مع فتح على قوات أممية لمراقبة الهدنة    غادة عبد الرحيم تدعو وزارة التعليم لتبني حقيبة "سوبر مامي" لدعم أطفال فرط الحركة وتشتت الانتباه    أكثروا من الألياف.. نصائح فعالة لعلاج شراهة تناول الطعام    السر في فيتامين B12.. أبرز أسباب الإرهاق المستمر والخمول    معاينة حادث طريق السويس: تهشم كامل ل10 سيارات و«تريلا» السبب.. وضبط السائق المتورط    مفاجأة.. اعتذار الدكتور محمد ربيع ناصر مالك جامعة الدلتا عن الترشح بالقائمة الوطنية ممثلًا عن حزب الجبهة بالدقهلية    عيار 21 الآن.. أسعار الذهب اليوم بعطلة الصاغة الأحد 26 أكتوبر 2025    عشاء رومانسى يجمع على الحجار وزوجته.. صورة    أحمد الجنايني يغازل زوجته منة شلبي: بالنسبة للعالم نجمة.. وبالنسبة لي كل شيء (صور)    عليك الموازنة بين الحزم والمرونة.. حظ برج العقرب اليوم 26 أكتوبر    بنغازي تتلألأ بانطلاق المهرجان الثقافي الدولي للفنون والإبداع تحت شعار "من بنغازي... الإبداع يوحدنا والإعمار يجمعنا"    أسعار الموز (بلدي و مستود) والتفاح بالأسواق اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025    صلاح يسجل أمام برينتفورد وليفربول يخسر للمرة الرابعة تواليا في الدوري الإنجليزي    عضو إدارة بتروجت يكشف كواليس انتقال حامد حمدان للزمالك    محمد الغزاوى: أخدم الأهلى فى جميع المناصب ونمتلك أقوى لاعبى اسكواش بأفريقيا    «الداخلية» تكشف ملابسات اعتداء قائد سيارة على سائق أجرة بمدينة نصر    الطفل آدم وهدان: فخور بوقوفى أمام الرئيس ومحمد سلام شخص متواضع    ترامب يؤكد استعداده لخفض الرسوم الجمركية على البرازيل فى ظل الظروف المناسبة    الهلال الأحمر الفلسطينى: أكثر من 15 ألف حالة مرضية بحاجة للعلاج خارج قطاع غزة    رئيس جامعة المنيا يشارك الاحتفالية العالمية «مصر وطن السلام» بمدينة الفنون بالعاصمة الإدارية    ترامب: لن ألتقي بوتين ما لم أتأكد من وجود اتفاق بشأن أوكرانيا    عمرو أديب: مُهمة التدخل للبحث عن جثث الرهائن فى غزة تظهر قوة مصر وحكمتها    بالصور.. محافظ الجيزة يشارك في افتتاح معرض الوادي الجديد الزراعي الثاني    يوسف زيدان: قصة أبرهة الحبشي غير دقيقة.. واستخدام الفيل لهدم الكعبة تصور غير عملي    الأزهر للفتوى: الاعتداء على كبير السن قولًا أو فعلًا جريمة فى ميزان الدين والقيم    امتحانات أكتوبر.. تعليم القاهرة تشدد على الالتزام بالنماذج الامتحانية المعدة من قِبل الموجهين    خالد الجندي: لو تدبرنا إعجاز القرآن لانشغلنا بالخير عن الخلاف    6 صور ترصد تفاصيل حفل وطن السلام بحضور الرئيس السيسي    غدا..مؤتمر جماهيري للجبهة الوطنية بالبحيرة دعمًا لشعراوي وعماد الدين حسين في انتخابات النواب    جلسة خاصة بمؤتمر الإيمان والنظام تسلط الضوء على رجاء وثبات المسيحيين في الشرق الأوسط    فتح باب التقديم للأجانب بمسابقة بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم    الصناعة: طرح 1128 قطعة أرض صناعية مرفقة بمساحة 6.2 مليون متر    مواقيت الصلاه اليوم السبت 25 أكتوبر 2025 في المنيا    مصر توقع على إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة السيبرانية    قلق عالمي.. الأمير هاري وميجان يدعوان إلى حظر الذكاء الاصطناعي الفائق    اليوم.. جورج إلومبي يتسلم رئاسة «افريكسم بنك» رسميا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خلال المؤتمر الصحفى المشترك لزعماء مصر واليونان وقبرص..
السيسى: القمة الثلاثية حصن منيع فى مواجهة التحديات وعلى رأسها الإرهاب والهجرة غير المشروعة والجريمة المنظمة

* الرئيس: اللقاء يمثل أساسا استراتيجياً راسخا فى المنطقة وانعكاسا لرغبة الدول الثلاث فى تعزيز شراكتها
* لا بديل عن استعادة الشعب الفلسطينى حقوقه المشروعة..وأكدنا ضرورة استئناف المسار السياسى فى سوريا
* توافق الرؤى حول عدم ترك ليبيا ساحة للتدخلات الخارجية أو جعلها بيئة حاضنة للتنظيمات الإرهابية
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن المشاركة فى القمة السادسة لآلية التعاون بين مصر واليونان وقبرص باتت تمثل أساسا استراتيجيا راسخا فى المنطقة، وانعكاسا لرغبة الدول الثلاث الصادقة فى المُضى قدماً فى مسيرة شراكتها الممتدة، التى لا تتأسس على حقائق الجوار الجغرافى فحسب، وإنما تستمد قيمتها وأهميتها المضافة من ميراث تاريخي، وقاسم ثقافى مشترك.
وأعرب الرئيس ، فى كلمته خلال المؤتمر الصحفى المشترك مع رئيس الوزراء اليونانى »أليكسيس تسيبراس« والرئيس القبرصى »نيكوس أَناستاسيادِس«، عن ثقته فى أن القمة الثلاثية، وما تشهده من زخم سياسى واقتصادي، إلى جانب علاقات الصداقة ستمثل دائما حصنا منيعا فى مواجهة التحديات المتصاعدة، وعلى رأسها اتساع دائرة التطرف والإرهاب الذى يسعى لتحقيق أهدافه باسم الدين، سواء لهدم مفهوم وكيان الدولة الوطنية ومؤسساتها، أو لتدمير المجتمعات والحضارة الإنسانية، فضلاً عن التحديات المتعلقة بقضايا اللاجئين والهجرة غير المشروعة والجريمة المنظمة.
وأضاف الرئيس أن التطورات الجارية فى المنطقة استأثرت بجزء مهم من المباحثات، مشيرا إلى أنها تناولت سبل التعامل مع الصعوبات القائمة التى تحيط بالواقع الإقليمي، مع تأكيد أهمية اضطلاع الأطراف الإقليمية والدولية كافةً بمسئولياتها فى هذا الصدد، من أجل تجنيب المنطقة الأخطار التى تحيق بها، وذلك من خلال احترام المبادئ المستقرة بين الدول، وإعلاء قيم حسن الجوار والعيش المشترك، فى إطار من سعة الأفق ونبذ العنف والكراهية، واعتماد الحل السلمى للنزاعات، كسبيل وحيد لاستعادة الأمن والاستقرار فى منطقتى الشرق الأوسط والمتوسط.
وأكد الرئيس أن القمة شهدت تقاربا معهودا فى الرؤى تجاه القضايا والأزمات التى تمر بها بعض دول المنطقة، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، والأوضاع فى كل من سوريا وليبيا.
وشدد على أنه لا مجال لوقف نزيف الدم وإعادة البناء والإعمار إلا بتسوية الأزمات سياسيا، وتلبية طموحات الشعوب فى مستقبل أفضل، وبما يفوّت الفرصة على التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، التى تستغل تلك الأزمات للنيل من دولنا وترويع شعوبنا، مستندين فى ذلك إلى ما يتلقونه من دعم مالى وسياسى ولوجيستى من بعض الأطراف، التى لا تتردد فى الخروج عن القوانين والأعراف الدولية، كى توجد لنفسها موطئ قدم ونفوذ، وتُحقق مصالحها الضيقة على حساب أرواح ومقدرات الشعوب المُسالمة.
من جانبه، أكد رئيس الوزراء اليونانى اليكسيس تسيبراس أن اختيار جزيرة كريت لعقد القمة له رمزية عالية، ليس لانها منتصف الطرق بين مصر واليونان وقبرص فقط وإنما لاعتبار أن هذه الجزيرة ملتقى للثقافات المشتركة منذ آلاف السنين، انها تعتبر ملتقى طرق اقتصادى وسياحيا .
وأضاف تسيبراس أن جزيرة كريت تحتل أهمية جيواستراتيجية كبيرة من ناحية قطاع الطاقة ، وذلك بعد انتهاء الربط بين كريت وبقية اليونان ، كما تعتبر محطة لنقل الغاز الطبيعى والطاقة الكهربائية لبقية دول الاتحاد الأوروبي.
وأكد تسيبراس أن القمة الثلاثية تتميز بأهمية بالغة فى فترة تكثر فيها التحديات فى المنطقة التى تشهد عدم استقرار وصراعات، خاصة فى شرق المتوسط و شمال افريقيا، كما أنها تعمل علي تعميق التواصل بين الدول الثلاث.
وقال إن القمة أتاحت الفرصة للتحدث عن التطورات الاقليمية ودور اليونان وقبرص كمحور استقرار فى أوروبا ، فضلا عن دور مصر المهم ، واصفا إياه بأنه »لا بديل عنه«، مضيفا أنه لا يمكن وضع حلول للمشاكل فى المنطقة من دون دور مصر التى تعتبر شريكا مهما للاتحاد الاوروبى ، مشيرا إلى أن هذا ما أكدته كل من أثينا ونيقوسيا فى اجتماعات قادة الاتحاد الاوروبي.
وأشار رئيس وزراء اليونان إلى أن مصر محور تحقيق التوازن فى المنطقة، مشددا على أهمية دعم جهودها فى مكافحة الإرهاب والسيطرة على الهجرة غير الشرعية واستعادة اقتصادها ودعم استقرارها.
كما تطرق تسيبراس للقضية القبرصية ، مؤكدا أهمية وجود حل عادل ودائم للمشكلة القبرصية على اساس قرارات مجلس الامن، مشيرا إلى أن اليونان تدعم إعادة بدء المفاوضات بهدف حل المشكلة القبرصية من أجل السلام وأن تبدأ من النقطة التى توقفت عندها العام الماضى فى سويسرا وضرورة إلغاء الضمانات وانسحاب قوات الاحتلال من الجزيرة.
وأشار تسيبراس إلى أنه توافق فى الرؤى مع الرئيس السيسى حول أهمية ترسيم الحدود، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق على ايجاد الطريقة لتجاوز التعقيدات الفنية، مضيفا إلى أنه تم الحديث عن خارطة الطاقة فى المنطقة ونقل الغاز من خلال المحطات اليونانية وأنبوب نقل غاز من حوض المتوسط الى كريت و من ثم إلى أوروبا.
وقال إنه تمت خلال القمة مناقشة ضرورة ايجاد حل سياسى لسوريا ودعم جهود مبعوث الامم المتحدة فى ليبيا ودور مصر للوساطة فى خفض التوترات فى قطاع غزة وتحقيق المصالحة، و ضرورة التوصل لحل عادل للمشكلة الفلسطينية و تحقيق الامن للشعب الاسرائيلى و اقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية .
وأضاف أن القمة تطرقت إلى التعاون الثلاثى والثنائي فى مجالات التعليم والثقافة والسياسة الرقمية والمغتربين وفرص الاستثمار فى العاصمة الإدارية الجديدة والمنطقة الاستثمارية لقناة السويس الجديدة والمشروعات الصغيرة والاستثمار والجمارك واتفاقية ثنائية للتأمينات الاجتماعية والتعاون الاقتصادى.
واختتم كلمته بأن المباحثات تناولت أيضا كل ما يتعلق بالابتكارات وتفعيل برنامج العودة للجذور لتنشيط التعاون فيما بين المغتربين، وانشاء أمانة دائمة للتعاون الثلاثى ويكون مقرها قبرص لمتابعة ما يتم الاتفاق عليه فى القمم التى تعقد بين الدول الثلاث.
ومن جانبه أشاد الرئيس القبرصى »نيكوس أناستاسيادس باختيار رئيس الوزراء اليونانى لجزيرة كريت لعقد القمة الثلاثية فى جولتها السادسة ، وأشار أناستاسيادس إلى ان كريت تعتبر ملتقى للحضارات والثقافات منذ سنوات طويلة للأجيال اليونانية والقبرصية والمصرية.
وأضاف رئيس قبرص ان اللقاء مع الرئيس السيسى ورئيس وزراء اليونان يعد ثمرة للتعاون والبناء على نتائج اللقاءات الخمسة السابقة وإضافة للآفاق المتاحة لتعزيز أواصر الصداقة بين الدول الثلاث.
وأكد نيكوس أناستاسيادس إنه تم التأكيد أيضا على أهمية تجسيد رؤية لآلية التعاون الثلاثى على المستوى السياسى والاقتصادى من أجل مصلحة شعوبنا .
وقال أناستاسيادس أن قادة الدول الثلاث مصرون على تكثيف الحوار فيما بيننا وتعميق التعاون فى مجالات الطاقة والتكنولوجيا والسياحة والتجارة والكثير من الموضوعات الأخرى .
وتابع رئيس قبرص : خلال المباحثات تطرقنا لأهمية تحقيق السلام والاستقرار فى منطقة المتوسط والشرق الاوسط ، مضيفا ان هذا التعاون الثلاثى لا يقصد به إقصاء أى طرف ولكننا نود تعميق وتوسيع التعاون بيننا .
وأوضح نيكوس أناستاسيادس ان هناك تعاونا بين اليونان وقبرص مع كل من الاردن ولبنان وإسرائيل ونريد أن نتعاون فى مجال الطاقة والأمن بشكل عام فى المنطقة .
وأكد رئيس قبرص أنه أطلع الرئيس السيسى ورئيس وزراء اليونان بتطورات الوضع فى قبرص وإصرارنا على الاستمرار فى الحوار لإحلال السلام وان يكون هذا مناسبا لدولة تفرض عليها التزامات على الصعيد الاوروبى والاحترام المطلوب لقواعد ولوائح القانون الدولي.
وقال انه قدم الشكر للرئيس السيسى ورئيس وزراء اليونان على الدعم والموقف الحاسم للقضية والحقوق القبرصية والتى تستند على المبادئ .
وأشاد نيكوس أناستاسيادس بالدور الذى تقوم به مصر تحت رئاسة السيسى لمعالجة موضوع الهجرة غير الشرعية .
وأكد ان مصر بمثابة الحصن المنيع فى المنطقة أمام الهجرة غير الشرعية خاصة لدول أوروبا .
وأعرب رئيس قبرص عن سعادته بالترتيب لعقد اجتماع فى المستقبل بين الدول العربية برئاسة مصر والاتحاد الأوروبى لمناقشة قضايا كثيرة تهم الجانبين ، مشيرا الى انه سيتم أيضا بحث سبل دعم مصر باعتبارها دولة مهمة وركيزة لتحقيق الاستقرار والسلام فى المنطقة .
وأشار الى انه تم الاتفاق على تشكيل أمانة دائمة لمتابعة ما يتم الاتفاق عليه بين قادة الدول الثلاث لتكون آلية تنسيقية لزيادة التفاعل والتعاون وتكون نقطة ربط إضافية بيننا فى علاقاتنا وإعطاء دفعة أخرى للعلاقات وسيكون مقرها هو قبرص.، مشيراً الى أهمية تنسيق المواقف بين الجانبين فى جميع المجالات والدفاع والمغتربين وتنسيق النشاطات الخاصة بالمواطنين بالخارج وتوحيد الإمكانيات المشتركة فى تلك المجالات خاصة الطاقة لتوفير الغاز لأوروبا .
وفيما يلى نص كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال المؤتمر الصحفى للقمة السادسة لآلية التعاون الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان بجزيرة كريت فى اليونان:
دولة رئيس الوزراء «أليكسيس تسيبراس» رئيس وزراء جمهورية اليونان،
فخامة الرئيس «نيكوس أَناستاسيادِس» رئيس جمهورية قبرص،
السيدات والسادة،
إنه لمن دواعى سرورى أن أتواجد معكم اليوم فى جزيرة كريت اليونانية، هذه الجزيرة الرائعة، وأن أعرب عن امتنانى للسيد رئيس الوزراء »أليكسيس« على حسن الاستقبال وكرم الضيافة.
فسعادتى بالغة بالمشاركة فى القمة السادسة لآلية التعاون بين دولنا الثلاث، والتى باتت تمثل أساساً استراتيجياً راسخاً فى المنطقة، وانعكاساً لرغبتنا الصادقة فى المُضى قدماً فى مسيرة شراكتنا الممتدة، التى لا تتأسس على حقائق الجوار الجغرافى فحسب، وإنما تستمد قيمتها وأهميتها المضافة من ميراث تاريخي، وقاسم ثقافى مشترك، تشكلت معالمه على مدار عقود متتالية من التواصل الحضارى بين شعوبنا عبر ضفتَى المتوسط.
لقد أكدنا فى اجتماعنا صباح اليوم التزامنا بالعمل سوياً، من أجل ترجمة إرادتنا المشتركة إلى مزيد من الخطوات العملية، للانطلاق بمختلف مجالات التعاون إلى أبعد مدى، استناداً إلى قناعة راسخة بما تُضفيه هذه الآلية من قيمة حقيقية وما تشكله من نموذج يحتذى به للتعاون الإقليمى فى خضم التحديات المتصاعدة التى تمر بها المنطقة.
إننى على ثقة فى أن قمتنا الثلاثية، وما تشهده من زخم سياسى واقتصادي، إلى جانب علاقات الصداقة والتعاون فيما بين دولنا وشعوبنا، ستمثل دائماً حصناً منيعاً فى مواجهة تلك التحديات المتصاعدة، وعلى رأسها اتساع دائرة التطرف والإرهاب الذى يسعى لتحقيق أهدافه باسم الدين، سواء لهدم مفهوم وكيان الدولة الوطنية ومؤسساتها، أو لتدمير المجتمعات والحضارة الإنسانية، فضلاً عن التحديات المتعلقة بقضايا اللاجئين والهجرة غير المشروعة والجريمة المنظمة.
ولقد استأثرت التطورات الجارية فى المنطقة بجزء مهم من مباحثاتنا، حيث ناقشنا سبل التعامل مع الصعوبات القائمة التى تحيط بالواقع الإقليمي، مع تأكيد أهمية اضطلاع الأطراف الإقليمية والدولية كافةً بمسئولياتها فى هذا الصدد، من أجل تجنيب المنطقة الأخطار التى تحيق بها، وذلك من خلال احترام المبادئ المستقرة بين الدول، وإعلاء قيم حسن الجوار والعيش المشترك، فى إطار من سعة الأفق ونبذ العنف والكراهية، واعتماد الحل السلمى للنزاعات، كسبيل وحيد لاستعادة الأمن والاستقرار فى منطقتى الشرق الأوسط والمتوسط.
كما شهدت قمتنا اليوم تقارباً معهوداً فى الرؤى تجاه القضايا والأزمات التى تمر بها بعض دول المنطقة، وفى مقدمتها القضية الفلسطينية، والأوضاع فى كل من سوريا وليبيا، فلا مجال لوقف نزيف الدم وإعادة البناء والإعمار إلا بتسوية الأزمات سياسياً، وتلبية طموحات الشعوب فى مستقبل أفضل، وبما يفوّت الفرصة على التنظيمات الإرهابية والمتطرفة، التى تستغل تلك الأزمات للنيل من دولنا وترويع شعوبنا، مستندين فى ذلك إلى ما يتلقونه من دعم مالى وسياسى ولوجيستى من بعض الأطراف، التى لا تتردد فى الخروج على القوانين والأعراف الدولية، كى توجد لنفسها موطئ قدم ونفوذا، وتُحقق مصالحها الضيقة على حساب أرواح ومقدرات الشعوب المُسالمة.
وفى هذا السياق، فقد أكدنا أنه لا بديل عن استعادة الشعب الفلسطينى جميع حقوقه المشروعة، وعلى رأسها الحق فى إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. كما أكدنا ضرورة استئناف المسار السياسى فى سوريا فى أقرب فرصة بقيادة أممية وعلى أساس إعلان جنيف وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفى مقدمتها القرار رقم 2254، والعمل فى الوقت نفسه على معالجة الوضع فى »إدلب« بصورة تحول دون تسرب العناصر الإرهابية المتطرفة إلى سائر دول المنطقة.
وانطلاقاً من المبدأ نفسه، أكدنا خلال قمتنا اليوم أهمية عدم ترك ليبيا ساحة للتدخلات الخارجية، أو جعلها بيئة حاضنة للتنظيمات الإرهابية، وهو ما يستدعى تنفيذ اتفاق »الصخيرات«، وجميع عناصر المبادرة الأممية للحل السياسى فى ليبيا التى سبق الإعلان عنها العام الماضي، مع العمل بالتوازى على توحيد المؤسسة العسكرية والأمنية فى ليبيا، وتمكينها من القيام بمهامها لإنهاء الاعتماد على الميليشيات فى تحقيق الأمن.
وفيما يتعلق بالقضية القبرصية، فقد أكدنا أهمية العمل على استئناف مسار المفاوضات من أجل توحيد البلاد وفقا لمقررات الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وبما يراعى شواغل الجميع، ودون فرض وصاية لأحد على الآخر.
كما احتلت موضوعات التعاون الثلاثى والمشروعات المشتركة أولوية متقدمة خلال جلسة المباحثات الموسعة بين وفود دولنا، انطلاقا من حرصنا المتبادل على تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستثمارية، وتحقيق الاستفادة القصوى مما تحظى به دولنا الثلاث من إمكانات هائلة ومواقع جيوإستراتيجية مميزة، تؤهلها للانطلاق بمسيرة التعاون لاسيما بمجال الطاقة ونقل الكهرباء وغير ذلك من المجالات الاقتصادية.
دولة رئيس الوزراء،
فخامة الرئيس،
لا يسعنى فى نهاية كلمتى إلا أن أتقدم لكما بخالص الشكر على الدور المحورى والبصيرة النافذة، والاقتناع الصادق بأهمية الارتقاء بآلية التعاون الثلاثى والانطلاق بها إلى آفاق أوسع، فى إطار من الاعتدال والانفتاح والحرص المتبادل على تعزيز دعائم الأمن والاستقرار فى المنطقة.
وشكرا.«


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.