مع الغياب الزمني ظهر العديد من العصابات التي تعمل علي تزييف الأموال ووقع عدد من المواطنين ضحايا لهذه المحاولات وفي تقدمهم لبلاغات لم يحصلوا علي اجابة مرضية حيث القانون لا يحمي المغفلين وفي محاولات لاستغلال الغياب الأمني يسقط العديد من الضحايا ولم يجدوا من ينصفهم ورغم تعدد البلاغات ضدهم لم يتم ضبطهم حتي الآن. تنتشر هذه العصابات تحديدا بالمناطق الشعبية خاصة بمنطقتي المرج وعين شمس حيث تعرض العديد من الأهالي لعمليات نصب استغلالا للغياب الأمني ولم يكتفوا بذلك بل بدأوا يمارسون البلطجة علي أهالي الحي وأي شخص يحاول الابلاغ عنهم. كشف لنا شهود عيان أن العصابات منتشرة بجميع أنحاء الحي وبدأوا يظهرون تدريجيا بالمنطقة بعد الثورة حتي بدأوا بتكوين عصابات مكتملة الأطراف قادرة علي تزييف الأموال بسهولة وبحرفية وتغزو الحي وتسيطر عليه تماما كما أن هناك تعاونا بينهم وبين بلطجية المنطقة ليعملوا علي حمايتهم وبعد تعرض عديد من الأهالي لعمليات نصب بدأوا في التعامل مع مواطنين من خارج الحي حتي لا يكشف أمرهم ويمارسوا البلطجة مع أي شخص يحاول الابلاغ عنهم. تقول شادية السيد من سكان المنطقة انها تعرضت لعملية نصب من قبل العصابات التي انتشرت في الفترة الاخيرة بالمنطقة ورغم تعرض العديد من الأهالي لعمليات نصب لكنهم لم يتمكنوا من القاء القبض عليهم لما تمارسه هذه العصابات من اساليب تهديد وترويع للأهالي لعدم الإبلاغ عنهم. أما سمير صبري فتعرض للضرب من قبل بلطجية هذه العصابات في محاولة للابلاغ عنهم بعد تعرضه لعملية نصب ومن حينها لم يبلغ أهالي الحي عن أي محاولات لعمليات نصب. وتروي عليه أحمد سيدة تعمل بمحل ملابس أنها تعرضت لعملية نصب حيث عرضت عليها زبونة استبدال مبلغ كبير مع قدوم شهر رمضان لتوزيعه علي أقاربها وبالفعل دفعت لها300 جنيه وبالفعل استبدلت بهااموالا جديدة ثم اكتشفت انها مزورة بعد الذهاب إلي البنك لايداعها حيث أكد لي الموظف المختص انها مزورة وبالفعل توجهت لقسم الشرطة وحررت محضرا بالواقعة لكن لا حياة لمن تنادي. ولم تقتصر عمليات النصب علي المناطق الشعبية بل تعرض عدد من المواطنين لعمليات نصب فيقول صابر علي موظف في احدي المرات كنت استقل تاكسي وقال السائق لي انه يود تجميد اموال وطلب مني تجميد200 جنيه وبالفعل اعطيته المبلغ وبعد نزولي من التاكسي تشككت في الأمر وتوجهت إلي أحد البنوك وعرضت عليهم الأموال فاكتشف أنها مزورة ولم اتمكن من الوصول إليه بالطبع. أما محمد كمال فتعرض لعملية نصب شبيهة حيث عرض عليه أحد الجيران استبدال2000 جنيه متحججا باستثماره لهما في مشروع وبالفعل دفع المبلغ وبدأت أرباح المشروع تنهال عليه فانبهر بالمكسب السريع ودفع له مبلغا آخر ليكتشف بعد شهرين أن الأموال مزيفة وكشف مصدر مسئول من مباحث الأموال العامة عن ان هناك حملات مكثفة للقبض علي عصابات تزوير الأموال خاصة مع تزايدها بعد الثورة استغلالا لحالة الانفلات الأمني وذلك بناء علي بلاغات مقدمة من الأهالي وأغلب العصابات يتم ضبطها بأجهزة كمبيوتر وورق طباعة وهواتف محمولة وبعد الثورة يتلقي العديد من البلاغات بوجود أشحاص يروجون لأموال مزيفة ويكون اغلبهم مسجلين خطر. وحول تأثير عمليات تزييف الأموال علي الاقتصاد يوضح الدكتور سعيد عبدالخالق خبير اقتصادي ان تزوير الأموال يضرب الاقتصاد في مقتل فمع انتشار العصابات ومع تدهور الاقتصاد يعد الجنيه المصري من اصعب العملات التي يمكن تزويرها لذلك يجب جمع الاموال التالفة واعادة طبعها من جديد مع تقديم كل المعلومات للمواطنين حول كيفية اكتشاف الأموال المزورة والفرق بينها وبين السليمة حتي لا يقع المواطنون ضحية لها مع عقد دورات تدريبية حول كيفية اكتشاف الأموال المزورة حتي لا يستغلها هذه العصابات في النصب علي المواطنين موضحا ان المشكلة تكمن في تداولها بين اكثر من شخص وصعوبة الوصول إلي مصدرها الحقيقي وفي حالة التشكك في أمرها يجب التوجه إلي أحد البنوك وأماكن الصرافة هي الأماكن التي يمكن التأكد فيها من سلامة الأموال من عدمها. وفي النهاية فمع استمرار الغياب الأمني تنتشر مثل هذه العصابات بدون رقيب لذلك لابد من وضع حد لانتشار مثل هذه العصابات وتكثيف عمل مباحث الأموال لضبط هذه العصابات.