تخيل أن تستيقظ من النوم لتجد جارك بلطجيا أو استولي علي شقتك لتتحول حياتك إلي جحيم. هذا ماحدث لعشرات الأهالي بعدد من المحافظات. حيث فوجئوا باقتحام البلطجية للشقق الخالية واستولوا عليها بالقوة ولم يكتفوا بذلك بل يمارسون العديد من أعمال البلطجة ويتم بيع المخدرات علنا دون حسيب أو رقيب. وقد تلقي الأهرام المسائي العديد من الشكاوي حول اقتحام البلطجية لعدد من الشقق السكنية بمدينة السادات بالمنطقة الرابعة الجديدة حيث أكد الأهالي أنهم عاشوا لحظات مليئة بالرعب والخوف حيث أستولي عدد من البلطجية وتجار المخدرات علي عدد كبير من العقارات بالمنطقة. ورغم تمكن المجلس العسكري من إخلاء عدد من الوحدات السكنية بالمنطقة التي تم الاستيلاء عليها بالمخالفة للقانون بعد تعدد الاستغاثات والشكاوي إلا أن هناك العديد من عمليات البلطجة التي مازالت تمارس في المنطقة في محاولة لمعاودة اقتحامها من جديد. فأغلب الشقق السكنية ضمن المشروع القومي للاسكان حيث استولي البلطجية علي الشقق بدون وجه حق وبدأوا يمارسون العديد من أعمال البلطجة من إطلاق للأعيرة النارية وتجارة المخدرات علنا دون حسيب أو رقيب. بداية يروي حسين مجدي أحد القاطنين بمدينة السادات أنه تقدم للحصول علي الشقة ودفع المبلغ المقرر وذلك قبل الثورة بستة أشهر تقريبا ثم فوجئ بأن البلطجية بعد الثورة اقتحموا الشقة عنوة واحتلوها ولم يتمكن من اخراجهم رغم تقدمه ببلاغ حول الواقعة وأحتل البلطجية الشقة دون وجه حق ولم يكتفوا بذلك. ويقول أيمن فتحي موظف ويقطن بالمنطقة أنهم أثناء الثورة فوجئنا باقتحام البلطجية للشقق حاملين أمتعتهم من أجل الاقامة ورغم محاولات التصدي لعمليات البلطجة إلي اننا لم نتمكن من التصدي لهم وتقدمنا بعدة بلاغات للشرطة ولكن لا حياة لمن تنادي حتي تمكنت الشرطة العسكرية من التصدي لهم وتحرير محاضر بالواقعة. ويتابع قائلا: أزمة الاسكان التي عانت مصر منها طوال ثلاثين عاما هي السبب في محاولات البعض للاستيلاء علي الشقق بالقوة ولكن يجب أن تعمل الدولة علي توزيع شقق محدودي الدخل لمستحقيها حتي لاتصبح مشاعا للبلطجية وتشديد الحراسات علي المدن الجديدة. ويقول عمرو إبراهيم من سكان المنطقة أن مشروعات الاسكان القومية مهددة بالفشل في حالة عدم حراستها مع الحرص علي العدالة في توزيعها للمستحقين حيث يؤكد أنه في حالة الانفلات الأمني فوجئوا بالعشرات من البلطجية والمسجلين خطر حاملين الشوم والسنج والأسلحة البيضاء قائلا عانينا الأمرين لمدة شهرين فالوضع أضاع النوم من أعيننا فوصل الأمر لاننا كنا نتخوف من الخروج من باب المنزل ونتخوف علي أبنائنا من مجرد التفكير في الخروج. ويوضح أن البلطجية لم يكتفوا باحتلال الوحدات السكنية بل كانوا يتعرضون لنسائنا وأطفالنا وهو مادفعنا لترك الشقة حتي تمكن المجلس العسكري من اخلائها من البلطجية لكنهم مازالوا يتعمدون ممارسة بعض أعمال البلطجة بالمنطقة مثل إطلاق أعيرة في أوقات متأخرة من الليل وتتعدد حالات السرقة. وطالب الأهالي بتسليم الشقق لمستحقيها في أسرع وقت وأن تتحقق العدالة في توزيعها بدلا من الوساطة حيث أنها كانت توزع علي أعضاء مجلس الشعب والمحاسيب لأن عملية الاستيلاء تقع علي الشقق التي لم يتم تسليمها لحاجزيها بعد تاركين الشقق التي تعلوها أقفال أو الموجود بداخلها أسر مقيمة ولكنهم يتجهون للاستيلاء علي الشقق الجاري تشطيبها وإعدادها للتسليم ورغم وجود عدد قليل من الخفراء المخصصين لحراسة تلك المساكن إلا أنهم لم يستطيعوا أن يتصدوا لهم مع استمرار المحاولات مما جعل عنصر الأمان مفقودا بالمنطقة. اقتحام البلطجية للوحدات السكنية خاصة الوحدات الخاصة بالمشروعات القومية لاسكان الأولي بالرعاية حدث بأكثر من منطقة ومحافظة منها طنطا وفي الغربية وبني سويف وبعض المدن الجديدة بالقاهرة ومع ذلك لم يتم اتخاذ خطوات حاسمة لوقف عمليات البلطجة ولكن المجلس العسكري تمكن من استعادة عدد من الشقق السكنية. المقاولون أعربوا عن قلقهم من صعوبة استكمال عمليات البناء نتيجة تعرض البلطجية للسائقين والاعتداء علي العمال ليلا فيوضح سيد خطاب مقاول أن استمرار أعمال البلطجة أصبح يعوق استكمال عمليات البناء بالمدن الجديدة نتيجة صعوبة تأمين المدن الجديدة كما يصعب نقل الأسمنت والطوب لاستكمال الوحدات السكنية وهناك تخوف بين العاملين من العمل بالمناطق الجديدة. وأكد شهود العيان أن البلطجية يكونون تحت قيادة أحد البلطجية المعروف بتلك المدن وفي محاولات قوات الأمن التدخل يقف البلطجية أمام أبواب العمارات حاملين الشوم والأسلحة البيضاء لاستغلال حالة الانفلات الأمني, والأدهي من ذلك هو استغلال البلطجية كل مكان لوضع أكشاك خشبية مما يتسبب في مشاجرات يومية بسبب التسابق لاحتلال المناطق المتميزة والتي تعد بالأساس ملكا للدولة فإلي متي تستمر أعمال البلطجة سيدة الموقف بالقاهرة والمحافظات ومتي سيشعر المواطنون بالأمان داخل منازلهم. ويشدد الأهالي في نهاية الجولة علي ضرورة عودة الأمن وتعيين دوريات أمنية علي الوحدات السكنية ليعود الأمن مرة أخري الذي افتقدوه مع غياب الشرطة لأن هذه الظواهر كلها في رأيهم تبعات لغياب رجل الشرطة الذي أدي إلي حدوث الجرائم الغريبة عن المجتمع المصري وبشكل دائم ومكثف.