البرلمان الجزائري يصادق بالاجماع على قانون يجرّم الاستعمار الفرنسي    مصر ضد جنوب أفريقيا| حسام حسن عن الأمطار في أكادير: خير لينا «شاهد»    الداخلية تكشف حقيقة فيديو متداول وتؤكد: الواقعة قديمة وتم اتخاذ إجراءات تأديبية    الذهب يقفز لمستويات غير مسبوقة وعيار 21 يتجاوز ال 6 آلاف جنيه لأول مرة    إتاحة الاستعلام عن القبول المبدئي للمتقدمين لشغل 964 وظيفة معلم مساعد بالأزهر    بدء المحادثات بشأن النزاع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا    أسرع أهداف أمم أفريقيا 2025.. رياض محرز يكتب التاريخ مع الجزائر    رئيس جامعة الإسكندرية يعلن صدور قرار بإنشاء فروع للجامعة في الإمارات وماليزيا    الإدراية العليا تحيل 14 طعنا للنقض على نتيحة انتخابات النواب للدوائر الملغاة    القبض على المتهم بإنهاء حياة والدته في المنيا    محمد سامي يفاجئ مي عمر أثناء تصوير "الست موناليزا"    رئيس الوزراء: مصر كانت بتتعاير بأزمة الإسكان قبل 2014.. وكابوس كل أسرة هتجيب شقة لابنها منين    محافظ الغربية يفتتح عددًا من الأقسام والوحدات المطوّرة بمستشفى المحلة العام| صور    القبض على المتهم بإنهاء حياة والدته بسبب مشغولات ذهبية بالمنيا    بالأسماء.. مصرع شخص وإصابة 18 آخرين إثر انقلاب ميكروباص في أسوان    مدرب بنين: قدمنا أفضل مباراة لنا رغم الخسارة أمام الكونغو    البورصة المصرية تربح 4 مليارات جنيه بختام تعاملات الأربعاء    التعاون الاقتصادي والتجاري والمباحثات العسكرية على طاولة مباحثات لافروف والشيباني    الكنيست الإسرائيلي يصدق بقراءة تمهيدية على تشكيل لجنة تحقيق سياسية في أحداث 7 أكتوبر    اليمن يدعو مجلس الأمن للضغط على الحوثيين للإفراج عن موظفين أمميين    السكة الحديد: تسيير الرحلة ال41 لنقل الأشقاء السودانيين ضمن مشروع العودة الطوعية    بعد الاعتداءات.. ماذا فعل وزير التعليم لحماية الطلاب داخل المدارس؟    محافظ قنا يعقد اجتماعًا موسعًا للاستعداد لانطلاق الموجة ال28 لإزالة التعديات    هذا هو موعد ومكان عزاء الفنان الراحل طارق الأمير    المتحف المصري بالقاهرة يحدّث قواعد الزيارة حفاظًا على كنوزه الخالدة    المستشار حامد شعبان سليم يكتب عن :شكرا توتو وتوتى ..!؟    تقارير: نيكولاس أوتاميندي على رادار برشلونة في الشتاء    الصحة تواصل العمل على تقليل ساعات الانتظار في الرعايات والحضانات والطوارئ وخدمات 137    جامعة قناة السويس تعلن أسماء الفائزين بجائزة الأبحاث العلمية الموجهة لخدمة المجتمع    ڤاليو تعتمد الذكاء الاصطناعي لتعزيز تجربة العملاء    غدا.. استكمال محاكمة والد المتهم بقتل زميله وتقطيع جثته فى الإسماعيلية    أمم أفريقيا 2025| شوط أول سلبي بين بوركينا فاسو وغينيا الاستوائية    النائب محمد رزق: "حياة كريمة" نموذج للتنمية الشاملة والتحول الرقمي في مصر    كوت ديفوار تواجه موزمبيق في الجولة الأولى من كأس أمم إفريقيا 2025.. التوقيت والتشكيل والقنوات الناقلة    هل يجوز استخدام شبكات الواى فاى بدون إذن أصحابها؟.. الإفتاء تجيب    ميناء دمياط يستقبل 76 ألف طن واردات متنوعة    انتظام التصويت بالسفارة المصرية في الرياض    الاتصالات: إضافة 1000 منفذ بريد جديد ونشر أكثر من 3 آلاف ماكينة صراف آلى    وفاة أصغر أبناء موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب    حوار إسلامي مسيحي لأول مرة بقرية «حلوة» بالمنيا حول ثقافة التسامح في الجمهورية الجديدة (صور)    وزيرا التعليم العالي والرياضة يكرمان طلاب الجامعات الفائزين في البطولة العالمية ببرشلونة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 24-12-2025 في محافظة الأقصر    أمم إفريقيا – براهيم دياز: سعيد بتواجدي في المغرب.. والجمهور يمنحنا الدفعة    وزير الري: الدولة المصرية لن تتهاون في صون حقوقها المائية    ضبط 4 متهمين اعتدوا على مواطن بأسلحة بيضاء بسبب خلافات فى السويس    لتشجيع الاستثمار في الذهب.. وزير البترول يشهد التوقيع بالأحرف الأولى على اتفاق مع آتون مايننج الكندية    الأوقاف: عناية الإسلام بالطفولة موضوع خطبة الجمعة    فاضل 56 يومًا.. أول أيام شهر رمضان 1447 هجريًا يوافق 19 فبراير 2026 ميلاديًا    ضياء السيد: إمام عاشور غير جاهز فنيا ومهند لاشين الأفضل أمام جنوب إفريقيا    الصغرى بالقاهرة 11 درجة.. الأرصاد تكشف درجات الحرارة المتوقعة لمدة أسبوع    وزير الصحة: قوة الأمم تقاس اليوم بعقولها المبدعة وقدراتها العلمية    وكيل صحة بني سويف يفاجئ وحدة بياض العرب الصحية ويشدد على معايير الجودة    محمد إمام يكشف كواليس مشهد عرضه للخطر في «الكينج»    طريقة عمل شوربة العدس الأحمر بجوز الهند والزنجبيل    القومي للطفولة والأمومة يناقش تعزيز حماية الأطفال من العنف والتحرش    وزير الخارجية يتسلم وثائق ومستندات وخرائط تاريخية بعد ترميمها بالهيئة العامة لدار الكتب    إيران تنتقد الترويكا الأوروبية والولايات المتحدة لعدم التزامهم بالاتفاق النووي    واشنطن في مجلس الأمن: سياسات مادورو تهدد أمن الولايات المتحدة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. طارق فهمي رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية:
سيناء تحررت بسلام الانتصار وأكاذيب تل أبيب لا تزال مستمرة
نشر في الأهرام المسائي يوم 06 - 10 - 2018

أكد د. طارق فهمي رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط وأستاذ العلوم السياسية أنه منذ حرب أكتوبر1973 وحتي2018 تركزت انتصارات مصر في أمور كثيرة وليس في حرب أكتوبر فقط, فقد كانت الحرب الانطلاقة الرئيسية لاستعادة سيناء,
ولكن العملية سيناء2018 التي أطلقها الرئيس عبد الفتاح السيسي هي الاستعادة النهائية لأرض الفيروز وتحريرها من الإرهاب بصورة كاملة ومن العابثين بأمنها, موضحا أن الدولة تعمل علي إعمار سيناء مع العمليات العسكرية التي أوشكت علي الانتهاء, وذلك لأنه كلما كان هناك فراغ في سيناء ظلت المطامع موجودة, مشيرا إلي ضرورة وضع عين علي التعمير والأخري علي استمرار المواجهة العسكرية والإستراتيجية علي الإرهاب, مشددا علي أنه لا استراحة مع الإرهابيين لأن الإرهاب سيظل كامنا ويحتاج لمواجهة مستمرة, ووجه رسالة للأجيال القادمة بضرورة مراعاة أن إسرائيل تريد أن تضرب الأمن القومي المصري, وأن يظل هذا البلد مرتبكا بصورة كبيرة, محذرا من أن إسرائيل تحاول استهداف جيل الشباب المصري الذي لم يعاصر الحرب من خلال التشكيك في كل الرموز الوطنية والأحداث الوطنية ليصبح ذلك هدفا أصيلا للدولة الصهيونية, مشيرا في هذا الصدد إلي أشرف مروان الذي ادعت إسرائيل عمالته لها من خلال فيلم( الملاك) منبها إلي أن ما يحدث في إسرائيل الآن هو محاولة الأجهزة الاستخباراتية استعادة كرامتها المسلوبة في حرب أكتوبر من خلال نشر الشائعات والادعاءات لكسب بطولات وهمية, وكشف عن قيام تل أبيب بحرق كتاب( جهاد السادات) الذي كان يعترف بالبطولات المصرية في حرب أكتوبر والدور الوطني لأشرف مروان, وحول أحداث حرب أكتوبر وكيف تري إسرائيل الحرب اليوم, وتقييم اتفاقية كامب ديفيد وحروب إسرائيل الحالية ضد مصر, وضرورة التلاحم العربي كان هذا الحوار.
- بداية, كيف تري إسرائيل حرب أكتوبر في2018 ؟
حرب أكتوبر بعد كل هذه السنوات مرتبطة بما يعرف بيوم كيبور أو يوم الغفران الذي وقعت فيه الهزيمة الرئيسية لإسرائيل, حتي الآن الجدال لم يحسم في إسرائيل هل كانت هزيمة كاملة أم هزيمة جزئية أو مرحلية, بينما يشهد قادة الحرب في إسرائيل الذين سجلوا لهذه الحرب بأن ما جري يوم6 أكتوبر كان هزيمة حقيقية لإسرائيل, والمجتمع الإسرائيلي بكل ما فيه, وبناء عليه القضية مرتبطة بما كتبه قادة الحرب في إسرائيل, وقد منعت تل أبيب نشر وتوثيق بعض هذه الاعترافات المباشرة بحق الجيش المصري, والمؤسسة العسكرية المصرية والجنود والضباط المصريين, منعت إسرائيل أشياء كثيرة جدا بشأن هذه الحرب لأسباب تمس قطاعات من الرأي العام الإسرائيلي, ولم تفرج عنها حتي الآن, شكلت إسرائيل ما يعرف باسم لجنة( المحدال) أو التقصير, وكانت خاصة بالهزيمة الإسرائيلية في حرب أكتوبر, وانتهت إلي توصيات لمراجعة السياسات الخاصة بها, وتم توجيه التقصير لعدد كبير من قيادات الحرب الإسرائيليين, بعد كل هذه السنوات من الحرب نستطيع أن نقف أمام بعض النقاط الرئيسية وهي أنه لا تزال مصر تحظي باهتمام كبير أمني وسياسي وإستراتيجي بالنسبة لإسرائيل, ولا تزال رغم معاهدة السلام بين البلدين إلا أن المعاهدة بقيت في إطارها بمعني أنه أقرت سلاما باردا رسميا, لكنه لم يصل إلي سلام الشعوب.
- وما هو أهم شيء بالنسبة للأجيال المصرية التي لم تعاصر الحرب؟
ألا يثقوا فيما يبث إسرائيليا من فكرة التعايش معا بين مصر وإسرائيل, فمصر لا يمكن أن تدخل مع إسرائيل في سلام دافئ, فهذا كلام غير صحيح, الأمر الآخر الذي ينبغي أن تعلمه تلك الأجيال هو استمرار الأكاذيب الإسرائيلية بشأن حرب1973 وما دار بها ولعل فيلم( الملاك) الذي يتعلق بأشرف مروان من المنظور الإسرائيلي يقر بأن مصر لازالت مستهدفة إسرائيليا بشكل من الأشكال, لكن الأجيال الصاعدة عليها أن تثق جيدا في مصر وفي الأجهزة المصرية.
- كيف تري اعتراف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو أخيرا بشأن الفشل الذريع للمخابرات العسكرية الإسرائيلية في حرب أكتوبر, وأن تل أبيب تكبدت خسائر فادحة في الحرب؟
من الآن فصاعدا سنجد تصريحات لمسئولين كبار إسرائيليين بشأن كثير من الوقائع التي يجري تصحيحها, والمؤكد أن هناك جدالا كبيرا في إسرائيل في هذا التوقيت مرتبط بالهزيمة, فاليوم هناك صراع معلن في مراكز القوي داخل أجهزة المخابرات الإسرائيلية بأكملها, وهو صراع حقيقي وغير إعلامي بدون تهويل أو تهوين, وهو صراع بين أجهزة المخابرات الإسرائيلية أمان والموساد حول ما جري في حرب1973, وما جري بعدها, هذا الصراع ممتد للآن, وبالتالي ليس غريبا أن نجد مسئولين إسرائيليين بما في ذلك رئيس الدولة أو رئيس وزرائها يتحدثون عن الهزيمة أو الإخفاقات الإسرائيلية في هذه الحرب, ولعل آخر إخفاق لإسرائيل أن يكون في تل أبيب وزير بدرجة جاسوس, وهي نقطة غاية في الخطورة بصرف النظر عما أشيع بشأن تجنيد إيران لوزير الطاقة الإسرائيلي الأسبق جونين سيجيف.
الأمر الآخر أن أجهزة المخابرات الإسرائيلية تغير فلسفتها من التكتم, وعدم الإعلان إلي إفشاء الأسرار والوصول إلي الإعلام ومن ثم نتوقع أمورا كثيرة في هذا السياق.
- هل أوشكت العملية سيناء2018 علي القضاء علي الإرهابيين؟
لا يمكن أن نحدد انتهاء العملية سيناء2018 إلا بعد انتهاء العمليات الإرهابية علي أرض الواقع, وهذا يعني أن القوات المسلحة نجحت في الأمر, وهذا يقاس بأمرين, الأول انتهاء منسوب العمليات, والأمر الآخر هو نجاح القوات المسلحة في إعادة تمشيط المناطق التي كانت تتحرك بها الجماعات والتنظيمات الإرهابية, لكن علينا أن نؤكد أولا أن معركة مواجهة الإرهاب لن تنتهي بإعلان القوات المسلحة عن انتهاء العمليات, الأمر الآخر أنه لا يوجد جيش في العالم يعلن أخباره علي الملأ, ولكن نجاح العمليات العسكرية يشعر به الناس من خلال تراجع العمليات الإرهابية, والحقيقة أنه لا يوجد أمن مطلق ومن الممكن أن يحدث استهداف لأحد الكمائن, ولكن في النهاية لم يعد هناك ظهير للعناصر الإرهابية فهناك انحسار وانكسار تام كمي وليس فقط كيفيا, إذن ستصبح المعركة القادمة تأمين ما تم إنجازه, وأريد أن أذكر الناس بتهجير مدن قناة السويس وبورسعيد والإسماعيلية سنوات طويلة, واليوم أهالينا في شمال سيناء لا يعترضون علي القرارات التي اتخذتها القوات المسلحة لحماية أمن الوطن بالكامل, فالدولة لم تقصر, حيث دفعت تعويضات, وأعطت فرصا للأسر التي تريد الانتقال للعيش في مناطق أخري في العريش وغيره, ومشروع إقامة مدينة رفح الجديدة يتم علي قدم وساق.
- وماذا سيحقق هذا المشروع؟
يحقق إعادة توطين للأسر التي خرجت من شمال سيناء وتريد العودة مرة أخري, ورفح الجديدة جزء من العملية التنموية, وبالتالي هناك إعادة تنمية الأوضاع في سيناء بصورة كبيرة جدا, وهناك تغيير كامل لدي المواطنين في سيناء وهناك رضاء تام لديهم بالعملية سيناء.2018
- وماذا عن فشل المخابرات الأمريكية والإسرائيلية في توقع حرب أكتوبر؟
خطط الخداع الإستراتيجي التي اتبعتها القوات المسلحة, واتبعها الرئيس الراحل محمد أنور السادات تدرس حتي الآن في بعض الأكاديميات العسكرية والإستراتيجية, وهذه الخطط ترتبط بخداع الكثيرين وشارك أشرف مروان, هذا الخداع الإستراتيجي كان مهما للغاية وتم علي مستوي الجبهة الداخلية وعلي مستوي العلاقات الخارجية, وتوقعت المخابرات المصرية عدة مرات العمليات العسكرية وكانت ترفع حالة الاستعداد وهذا الاستعداد له تكلفة عالية, وهو ما عوضته أمريكا لإسرائيل من خلال الجسر الجوي, المخابرات الأمريكية كان تحذيرها لإسرائيل أنه سيكون هناك حالة حرب, والخطة200 كانت القوات المسلحة كلها تعرفها وهي تتعلق بإعادة تأهيل الجيش المصري, لكن للأمانة نجح الرئيس السادات وقيادات الجيش المصري مثل الشاذلي, والجمصي, أو المجموعة القتالية التي كانت موجودة في الحرب من أول الرئيس السادات والرئيس الأسبق مبارك وكل القادة أدوا دورهم بنجاح.
- بالنسبة للبحرية المصرية وسلاح المشاة والضربات الجوية ما أكثر سلاح أثر في انتصار مصر في حرب أكتوبر؟
الضربة الرئيسية ضربة القوات الجوية, القرار في الأصل يعود إلي خطة إعادة هيكلة القوات المسلحة بعد هزيمة67, وهذه الخطة تم إعدادها في أواخر68 وهي ما عرف بحرب الاستنزاف, والتي بدأت بحرب رأس العش, وأحداث أخري كثيرة منها إغراق المدمرة إيلات.
- دعم الدول العربية لمصر أثناء الحرب كان من أحد أسباب الانتصار, فهل آن الأوان لتشكيل قوة عربية مشتركة؟
حرب أكتوبر تعطي الأمل في التوحد العربي, الحرب بدأت بقرار مصري- سوري وبتنسيق مصري, وهناك دول عربية أرسلت بعض الكتائب والتشكيلات وبعض العناصر الرمزية للمشاركة في الحرب, ويبقي قرار السعودية من خلال الملك الراحل فيصل باستخدام سلاح البترول وهو أقوي سلاح, فمصر لم تكن بحاجة لسلاح وجيش سعودي, إنما كنا محتاجين لدعم اقتصادي.
- وماذا عن الخسائر الإسرائيلية في حرب73 ؟
الإسرائيليون خسروا نحو10 آلاف شخص ما بين قتيل وجريح, والقضية ليست كما, لأن ما أصاب المجتمع الإسرائيلي نفسيا من الهزيمة كان مزعجا حتي الآن, ويكفي أن كثيرا من الخبراء الإسرائيليين والجنرالات ناقشوا ذلك بتفاصيله, لأن إسرائيل هزمت في حرب أكتوبر علي يد جيش مقاتل وهو الجبش المصري.
-- متي توجه الرئيس السادات لمجلس الأمن, وما الموقف الروسي من دعم أمريكا لإسرائيل؟ وهل قرار وقف الحرب كان صائبا؟
الرئيس السادات توجه إلي مجلس الأمن ليلة21 أكتوبر بعد تهديد الروس بالتدخل ودعم مصر في الحرب, وإسرائيل لم تلتزم, دخلت السويس واحتلتها لعدة ساعات, وعملوا الثغرة ومن ثم اتخذت مصر قرارا بوقف الحرب, وفي تقديري هو قرار حكيم ولا بديل عنه, حيث حققنا الهدف السياسي والعسكري من الحرب, واستردت مصر جزءا من الأرض المحتلة وتفاوضت بعد ذلك علي باقي الأرض, والحل السياسي بدأ بمؤتمر جنيف ومر بفض الاشتباك الأول والثاني, ثم مبادرة السلام وسفر الرئيس السادات إلي الكنيست الإسرائيلي, ثم المفاوضات ثم معاهدة السلام, وبعض العسكريين كانوا يرون ضرورة استمرار حرب أكتوبر ولكن في تقديري أن استمرار الحرب كان سيكون له عواقب وخيمة, خصوصا إذا تم تصفية الثغرة بالشكل الكبير الذي كان سيحدث.
- ما هي أهم أسباب الانتصار في حرب أكتوبر؟
كان لابد أن تنتصر مصر في الحرب, لأن هزيمة1967, لم تكن مجرد هزيمة أو نكسة, لأن آثار الهزيمة أثرت حتي الآن في الشعب المصري, المصريون بطبيعتهم يستطيعون أن ينهضوا سريعا لأننا بلد كبير يستطيع أن يمتص أي شيء, بصرف النظر عمن يحكمه السادات أو عبد الناصر, عندما بدأنا إعادة تسليح الجيش المصري ينبغي أن ننتبه لنقاط مهمة أن الذي أعاد تسليح الجيش هم السوفيت أو روسيا حاليا, وشارك خبراء سوفيت في ذلك, والمصريون حاربوا في73 بسلاح روسي, وللأمانة الروس قاموا بعمل إعادة تأهيل للجيش المصري بعد هزيمة67, وهذا ما يفعلونه اليوم مع الرئيس السوري بشار الأسد.
- وماذا عن حرب الاستنزاف؟
حرب الاستنزاف كانت بدايات حرب أكتوبر, عندما أخر الرئيس السادات سنوات الحسم, وسمي عام71 عام الحسم, بدأ السادات في تجهيز الجبهة الداخلية بعد وفاة الرئيس عبد الناصر, فبدأ ينفذ اقتصاد الإعاشة, واقتصادا تنمويا, وبدأ يهيئ البلاد من خلال وزارة تموين ووزارة حرب وهكذا, وكان السادات يخطط لأن يشن الحرب أوخر1972, ولكن الذي أخر الحرب هو إعادة تأهيل الجيش مرة أخري.
- هل توجد حروب إسرائيلية من نوع جديد ضد مصر؟
الحروب الجديدة في إسرائيل تركز علي أمرين, حروب( السيبر) أو الحروب الإلكترونية, وحروب الاختراق الثقافي, وفي حروب( السيبر) أصبح هناك ما يعرف بالتجنيد الإلكتروني, الشباب الموجود علي مواقع التواصل الاجتماعي يتم تجنيد بعضهم, الأمر الآخر هو التغلغل في المجتمعات العربية والمجتمع المصري, وحروب السيبر تركز علي اختراقات فكرية وإلكترونية وتكنولوجية, وهي أخطر شيء لأنها تعتمد علي ليس حرب المعلومات المضللة والمزيفة فقط ولكن محاولة تغيير صور نمطية عن أحداث معينة, وهنا نشير إلي موضوع أشرف مروان والذي تدعي إسرائيل أنه العميل الذي خدم تل أبيب, والحقيقة أن أشرف مروان لم يكرم في إسرائيل, ولم يحصل علي وسام من إسرائيل, وفيلم( الملاك) الذي تدعي إسرائيل من خلاله عمالة مروان لتل أبيب عندما نعمل له تحليلا مضمونا كاملا سنجده يتكلم عن فكرة الحياة معا والتعايش مع إسرائيل, حيث بدأ بمنع الحرب الأخيرة وأنه مع السلام وما إلي ذلك, والحقيقة أن هذه المعلومات المضللة تخدع ناسا كثيرين, ولكن مصر لديها مناعة وطنية كبيرة كدولة ونسيج مجتمعي, والخطر علي الأجيال الصاعدة, لأن الذين شاهدوا الفيلم من هذه الأجيال الصاعدة لا يعرفون الخلفية.
- وماذا ينبغي أن نفعل لمواجهة ذلك التضليل؟
ينبغي أن يكون هناك قدر كبير جدا من الشفافية, وعدم التوقف أما سرد رواية أشرف مروان من الجانب الإسرائيلي, وتصحيح الصورة بشكل مباشر, لأن هناك خوفا أن إسرائيل الفترة القادمة تشتغل في محاولة تحطيم النماذج التي قمنا بتمجيدها مثل أحمد الهوان, ورفعت الجمال, فيمكن أن يفتحوا ملفات يجب أن نكون منتبهين إليها.
- هل تأتي ادعاءات إسرائيل بشأن أشرف مروان في إطار حرب نفسية إسرائيلية ضد مصر؟
موضوع أشرف مروان يجب أن يفهم في سياقه, أشرف كثرت الأحاديث حول شخصه, وعملية تجنيده, لكن توقيت عرض الفيلم هو المهم, حيث يستهدف إثارة الأقاويل والشائعات حول بطولة الحرب وقرار الحرب, لكنهم نسوا أن الدولة الإسرائيلية كلها تم محاكمتها في قياداتها وأدينوا, ولجنة الجنرال( اجرانت) حددت ذلك, أكثر من32 قيادة إسرائيلية تم توجيه الاتهام لها بالتقصير, وتم تحويلهم للتقاعد.
النقطة الثانية أن تصميم إسرائيل علي قضية أشرف مروان وادعاءات عمالته لها, له أهداف جزء منها معركة داخلية لاسترداد كرامة بعض قيادات الأجهزة الاستخباراتية, ولدي معلومة مؤكدة أن أسرة الجنرال ايلي زعيرا رئيس المخابرات العسكرية هي التي مولت الفيلم, وهو كلام منتشر في إسرائيل, وذلك لتحسين صورته, وطبعا إنتاج الفيلم إسرائيلي, ولكن من الصعب أن نقول إن الموساد هو الذي أنتجه, الأمريكان والإسرائيليون يقومون بدفع جهات كساتر أمني للقيام بذلك, المعركة حول تجنيد أشرف مروان قادها اثنان من قادة أجهزة المخابرات الإسرائيلية الجنرال ايلي زعيرا رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية( أمان) وقت الحرب والجنرال زمير رئيس الموساد في ذلك الوقت, والاثنان اختلفا, وتم تحويل الموضوع للمحكمة العليا في إسرائيل, وهي غير مختصة بالنظر في القضايا المخابراتية, فطلبت من الرقابة العسكرية حجب ما ينشر فتم حجبه, ولكن مذكرات الجنرال زعيرا حددت بالضبط من هو أشرف مروان حيث تحدثت عن دوره الوطني في الحرب, ومن هي القوات المصرية التي نجحت في الحرب, ولم تنشر أي معلومات عن مذكرات زعيرا, واختفي الرجل وانزوي ما زال حيا لكنه لم يتحدث عما حدث, وهناك كتاب لم تنشر منه كلمة وهو كتاب( جهاد السادات) للجنرال شيمون مانديز وهو إسرائيلي وله أصول أمريكية, هذا الكتاب من وثائق الحرب وتم منع نشره وتم حرقه, وهو متداول جدا ما بين قادة الحرب في إسرائيل, وهو ينصف تاريخ المخابرات المصرية في تجنيد أشرف مروان, وفي مقدمة الكتاب أهدي مانديز الكتاب إلي من أسماهم برجال الصمت في الجانب الآخر ثم كتب( المصريون الذين خدعونا), فطبعا واضح جدا أنهم شعروا بالإهانة, كما أن فؤاد نصار رئيس المخابرات المصرية وقت حرب73 أكد أن مروان خدع إسرائيل قبل يوم الغفران, وهو ما تناقلته صحيفة( هأرتس) الإسرائيلية.
- هل مازالت إسرائيل عينيها علي سيناء؟
إسرائيل كانت تخطط لعمل( ترانسفير) أو نقل للفلسطينيين من الأراضي المحتلة إلي سيناء خاصة خلال حكم الإخوان, ولكن مصر في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي أفشلت صفقة القرن, حيث قالت لأمريكا إننا لن نوقع علي شيء ولن نقوم بعمل اتفاق, وقالت مصر إن حل الدولتين هو الأمر الذي تقتنع به وبضرورة تطبيقه لإحلال السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين, وما كان من أمريكا إلا أن أعلنت أنها ستقوم بتطبيق صفقة القرن بدون موافقة أحد, فقامت أمريكا بمنع المساعدات عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين( الأونروا) بهدف تصفية حق عودة اللاجئين الفلسطينيين, وأطلقت يد إسرائيل لبناء المزيد من التوسعات في المستوطنات أفقيا ورأسيا, كما أعطي ترامب وعده للإسرائيليين باعتبار القدس عاصمة لهم وترتب علي ذلك تنفيذ إسرائيل لإجراءات تهويد المدينة المقدسة, وترحيل الأسر المقدسية, هذه الإجراءات تصفي القضية الفلسطينية من قلبها, بالتالي الفلسطينيون ليس لديهم خيارات وبدائل كثيرة, الرئيس الفلسطيني أبو مازن ذهب إلي الجمعية العامة ليس لديه بديل غير وضع الأراضي العربية المحتلة تحت الحماية الدولية.
- وما أهمية الإنجاز السريع للمصالحة الفلسطينية؟
إذا استمر تأخر المصالحة الفلسطينية- الفلسطينية سوف يستمر صراع المشروعات في غزة, فهناك المشروع المصري لإحلال المصالحة بين الفلسطينيين, ومشروع قطري, ومشروع أممي متمثل في إعمار القطاع والحل الإنساني, مشروع أبو مازن لتركيع قطاع غزة, وهي مشروعات متضاربة مع بعضها البعض, ولا يوجد توافق بينها.
- وما هو الحل؟
روشتة الحل تكمن أولا في إعادة تقديم القضية الفلسطينية للوجهة الدولية, الأمر الثاني أنه ينبغي أن تحدث المصالحة الفلسطينية كأولوية أولي, والأمر الثالث أن الأطراف الإقليمية العابثة بأمن قطاع غزة ينبغي أن تقف عند حدها, ومن المفترض أن يوقفها الفلسطينيون بأنفسهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.