أكد دبلوماسيون وخبراء في تصريحات خاصة لالاهرام المسائي أن لقاء القمة بين الرئيسين عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترامب تسطر صفحة جديدة في العلاقات الإستراتيجية بين البلدين, وأن ذلك يأتي في إطار اهتمام الولاياتالمتحدةالأمريكية بمصر باعتبارها مفتاح الاستقرار في الشرق الأوسط ودورها الرائد في حل المشكلات الإقليمية, علاوة علي بحث العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها قضية الإرهاب باعتباره ظاهرة عالمية تحتاج لتضافر الجهود الدولية لمواجهتها. من جانبه قال السفير د. السيد أمين شلبي المدير التنفيذي السابق للمجلس المصري للشئون الخارجية لالأهرام المسائي: إن لقاء القمة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلي جانب لقائه مع عدد من رؤساء الدول والحكومات يمثل الفرصة التي تتيحها اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة, والتي يحضرها الرئيس السيسي للمرة الخامسة في دليل علي اهتمام مصر بالمجتمع الدولي وانخراطها في قضاياه. وأشار السفير شلبي إلي أن لقاء القمة بين الرئيسين جاء استمرارا للقاء آخر حدث في2017, وكان الرئيس ترامب مرشحا لرئاسة أمريكا. وأضاف أن اجتماع القمة بين الرئيسين أتاح الفرصة لاستعراض العلاقات بين البلدين التي توصف بالإستراتيجية, علاوة علي العلاقات الأمنية, والأبعاد الثنائية المختلفة. وأعرب السفير شلبي عن أمله في أن تكون القمة بين الرئيسين بداية لصفحة متطورة في العلاقات المصرية الأمريكية. وقال السفير شلبي: إن القمة تناولت العديد من الملفات, وتم من خلالها شرح رؤية مصر للمشكلات التي تعانيها المنطقة, وسبل حل هذه الأزمات, وفي مقدمتها القضية الفلسطينية, وجهود إحياء السلام, وجهود مصر للمصالحة الفلسطينية الفلسطينية. وأوضح شلبي, أن الرئيس السيسي ركز أيضا علي جهود مصر في مكافحة الإرهاب, وهي جهود تحظي بتقدير أمريكي, مشيرا إلي أن مكافحة الإرهاب مهمة في العلاقات المصرية الأمريكية لأن قضية الإرهاب عالمية تهم القوي الكبري خاصة أمريكا. ومن جانبه, قال الدكتور أشرف سنجر أستاذ العلوم السياسية, مدير مركز الدراسات الدولية بجامعة قناة السويس, عضو المجلس المصري للشئون الخارجية, إن هذا اللقاء هو الخامس من نوعه خلال عامين, والعام الحالي شهد مناورات النجم الساطع مما يعكس عمق الشراكة الإستراتيجية في القضايا الأمنية ومحاربة الإرهاب ودعم دور مصر الإقليمي. وأشار إلي أنه رصد خلال وجوده أخيرا في أمريكا أن لمصر ثقلا كبيرا داخل الإدارة الأمريكية الحالية مع وصول الجمهوريين للحكم وهو لم يحدث مثله منذ حكم الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر. وقال سنجر: إن هناك انتفاضة أمريكية علي كل ما يقيد العلاقات المصرية الأمريكية, مشيرا إلي أن الإدارة الأمريكية أعادت النظر لمصر ودورها بما يتسق مع حجم مصر وثقلها في المنطقة. وأوضح أن الرئيس السيسي سيعقد لقاءات مع الحزبين الأمريكيينالديمقراطي والجمهوري, مشيرا إلي أن التحدي كان يأتي من أعضاء الحزب الديمقراطي الذين لم يقبلوا بالتغييرات السياسية في مصر, لكنها لاقت قبولا لدي الجمهوريين وهم أصحاب السلطة الآن, وقد أدركوا أن الشعب المصري يقف خلف القيادة السياسية, وأن مصر تعد نموذجا للتكامل بين القيادة والشعب. وقال سنجر: إن واشنطن أدركت أن قوة مصر تعد ضمانا للاستقرار في المنطقة, كما أن أمريكا تنظر لميراث السادات/ كارتر علي أنه يحذي به لبناء السلام والثقة بين شعوب في المنطقة العربية, مشيرا إلي أن الإدارة الأمريكية تعي أن مصر بدورها القوي ستساعد في حل الأزمات الإقليمية خاصة في سوريا وليبيا, كما أنها تنظر لمصر كشريك إقليمي ذي مصداقية. من جانبه, قال السفير رخا حسن مساعد وزير الخارجية الأسبق, عضو المجلس المصري للشئون الخارجية: إن القمة بين الرئيسين السيسي وترامب تعد بداية لتجاوز مرحلة شهدت توترا في العلاقات بدليل قطع المعونات الاقتصادية وعدم تعيين سفير جديد منذ ديسمبر2017, مشيرا إلي أن هناك مؤشرات علي عودة العلاقات إلي مسارها الصحيح خاصة مع إصدار الإدارة الأمريكية قرارا بإعادة جزء محتجز من المعونة العسكرية لمصر, مضيفا أن الإدارة الأمريكية أرسلته للكونجرس الأمريكي لاعتماده, كما أن مناورات النجم الساطع بين البلدين دليل علي ذلك, علاوة علي ترشيح أمريكا لسفير جديد في مصر. وبالنسبة للملفات العربية التي تناولتها القمة قال السفير رخا: إن مصر تري أن الحرب التي بدأت منذ7 سنوات في سوريا شيء مدمر للشعب السوري وأمن المنطقة, مضيفا أن مصر تدافع عن سلامة الأراضي السورية وفقا لقرار مجلس الأمن2254, والحل السلمي وإعادة الإعمار. وبالنسبة للملف الليبي يقول السفير رخا: إن هناك صراع قوي دولية وإقليمية, وأن مصر لها موقف من جماعة الإخوان الإرهابية,يختلف عن أطراف أخري مما يجعل الملف الليبي يتذبذب في الصعود والهبوط, كما أن هناك تنافسا بين فرنسا وإيطاليا علي الكعكة الليبية. وأشار السفير رخا إلي أن القضية الفلسطينية تعد مأزقا كبيرا لأن أمريكا اعترفت بالقدس وقطعت المعونات عن السلطة الفلسطينية, كما أوقفت مساعداتها لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الأونروا لتصفية قضية اللاجئين والمستوطنات والقدس لتصبح فلسطين دولة بلا حدود, بينما أكد أن رؤية مصر تتركز علي ضرورة القبول بحل الدولتين وأمن وسلام المنطقة.