مع اقتراب شهر رمضان بدأ العديد من المحال التجارية في عرض الشنط الرمضانية التي تحتوي علي كل احتياجات الأسرة وبأسعار منخفضة ومنذ سنوات عدة وتشهد الشنطة الرمضانية تزايدا وإقبالا من المواطنين خاصة مع ارتفاع أسعار السلع يوما بعد الآخر. وشنط رمضان هذا العام فتختلف أسعارها حسب عدد الأصناف والوزن وايضا حسب منفذ البيع سواء مجمعات استهلاكية أو محال كبري فبالمجمعات تبدأ من25 جنيها وتصل إلي70 جنيها. أما بالمحال الكبري فيبدأ سعر الشنطة من36 جنيها ويصل إلي100 جنيه, وتحتوي علي الاحتياجات الاساسية من سكر وزيت ومكرونة وسمن ودقيق وصلصة وشاي وتختلف الشنط من حيث الوزن وارتفعت إسعارها بنسبة20% عن العام الماضي يقول طاهر علي بائع بأحد محلات السوبر ماركت إن المحلات تتسابق وتتنافس علي بيع اعداد ضخمة من الشنط وعلي إعدادها قبل شهر. رمضان, وارتفعت نسبة الشراء نحو25% علي العام الماضي, حيث ان كل محل يقوم بإعداد خمسة احجام من الشنط تبدأ أسعارها من36 وتصل إلي70 جنيها, وبالشنطة12 صنفا من المواد الغذائية الاساسية مثل الارز والسكر والسمن والزيت والمكرونة والفول والبلح وقمر الدين وتأتي الشنطة الرمضانية في محاولة لتخفيف الأعباء علي المستهلكين وهناك الكثير من أهل الخير يلجأون إلي شرائها لمساعدة المحتاجين في ذلك الشهر وتبادر العديد من الجمعيات الخيرية بحجزها قبل شهر رمضان لتوزيعها علي الفقراء مع بداية الشهر الكريم. ويقول محمد كامل صاحب مجموعة محال المحال يبيع شنطة رمضان منذ13 عاما ونسبة الاقبال علي الشراء تزداد بشكل كبير في شهر رمضان خاصة هذا العام والكثير يلجأون إلي شرائها باعتبارها أوفر وأرخص وتشمل جميع السلع الاساسية وتوفر نحو7 جنيهات علي سعرها وهي تعد فرصة جيدة لترويجها نظرا لاقبال اعداد كبيرة من أهل الخير علي شراء الشنطة ومساعدة المحتاجين بها. ويقول الحاج طلبة أحد المداومين علي إقامة موائد الرحمن كل عام انه سيستعيض عنها بتوزيع شنط رمضان نتيجة الارتفاع الجنوني للاسعار لتقليل نفقات السرادق لتجنب مضايقات الحي ولوصولها لمستحقيها, موضحا أنه برغم اتهام البعض باستغلالها لتحقيق مصالح شخصية لكن مما لاشك فيه أن الكثيرين يستفيدون منها ولكل امرئ ما نوي, لكنه يؤكد أن مهما نجحت الشنطة الرمضانية في الوصول إلي المستحقين لن تختفي الموائد من الميادين لما تحققه من جو عائلي بين الصائمين. ويؤكد المواطنون أن الشنطة الرمضانية تنقذ ميزانية الأسرة فيقول علي خالد موظف إن الشنطة الرمضانية تمثل لي ولاسرتي شهر رمضان الكريم وتحميه من جشع التجار خاصة مع ارتفاع الأسعار بطريقة غير معقولة لسلع التجزئة التي تباع من خلال محلات السوبر ماركت ويقوم بشراء احتياجات المنزل طوال الشهر كله من خلال عرض شنطة رمضان حيث ان هذا العرض يوفر أموالا كثيرة خلال شهر رمضان الذي يتزايد فيه الانفاق. بينما تري ثناء علي ربة منزل ان شنطة رمضان لم يتعد زي زمان حيث أصبح يتحكم فيها التجار المزايدون للأسعار مطالبة الحكومة بتفعيل الأجهزة الرقابية لضبط السوق ومعاقبة التجار المتجاوزين وأن تكون هناك الية لضبط الأسواق وتسعير السلع الضرورية وتفعيل دور الجمعيات الاستهلاكية خاصة مع استغلال التجار لهذا الشهر. كما بدأت الجمعيات تتسابق علي توزيعها كبديل عن موائد الرحمن وأصبحت الآن تباع في العديد من محال السوبر ماركت إلا أن البعض لا يؤيد الفكرة لانها نوع من الصدقة الجارية يجب أن توزيع في الخفاء والبعض الآخر يستغلها لتحقيق مكاسب شخصية والبعض الآخر للتباهي والتفاخر والوجاهة الاجتماعية أو تحقيق أهداف سياسية خاصة هذا العام مع موسم انتخابي ساخن بعد الثورة والبعض الآخر يجدها وسيلة عصرية لايصال الطعام لمستحقيه في منازلهم. وعن تفضيل الجمعيات هذا العام توزيع الشنط بدلا من إقامة موائد الرحمن تقول تهاني البرتقالي رئيسة جمعية أحباء مصر الجمعية كانت حريصة علي إقامة المائدة لمدة18 عاما لتخدم الطلبة المغتربين لكن مع ارتفاع الأسعار وعدم توافر عمالة لن نتمكن من اقامتها هذا العام وسنلجأ إلي تقديم شنط رمضان كخزين للاهالي كما أن الجمعية وجدتها البديل العصري والأمثل من خلال شراء كميات كبيرة من المواد الغذائية من محلات الجملة. وتضيف شنطة رمضان أفضل للأسرة حتي تقوم بطهي احتياجاتها من الطعام فقط ويقوم بهذا الدور العديد من الجمعيات طوال العام وهناك أنواع من موائد الرحمن توجد نوعا من الحقد الاجتماعي والطبقي فيجب ألا يتحول الشهر إلي موسم للانفاق والبذخ والاسراف. وتقول عواطف السيد رئيسة جمعية الشعب الخيرية موائد الرحمن والشنطة الرمضانية من أنواع التكافل وواجب اجتماعي داخل الأسر المصرية ومن ثم داخل المجتمع ونحاول كجمعية الحفاظ علي روح التكافل طوال العام وليس في شهر رمضان فقط لان الأسر الفقيرة تحتاج إلي هذه المعونات طوال العام خاصة للاسر المعدمة المسجلة بالجمعيات لكن في شهر رمضان ترتفع التبرعات وعدد الأسر المسجلة بالجمعية ونحاول تحديدها من خلال بحث ميداني حتي تصل إلي مستحقيها وبالفعل تفوقت الشنطة الرمضانية خلال الأعوام الأخيرة لأنها الأفضل وتصل إلي المستحقين بعكس الموائد التي يدخلها الغني والفقير. ويوضح الدكتور مختار الشريف خبير اقتصادي أن رخص ثمنها يرجع إلي انها تباع بسعر الجملة ومن الأفضل بيعها طوال العام حتي تكون أملا للفقراء خاصة مع أزمة ارتفاع الاسعار ولانها نجحت بالفعل في تلبية احتياجات الكثيرون اثناء الشهر والوصول إلي الاسر المعدمة التي تحتاج إلي رفع المعاناة عنهم. ويري انها أفضل من اقامة بعض الموائد لأن بعضها يعد اسرافا غير مبرر وهو له ابعاد اقتصادية واجتماعية فما لا يقل عن60% من الطعام المقدم يتم إهداره في موائد الرحمن والأفضل ان يقوم أهل الخير بارسال الشنط الرمضانية إلي مستحقيها في المنازل بدل إهدار كميات كبيرة من الاطعمة. وفي النهاية فالرقابة علي ضبط الأسواق هي ما نحتاجه فعليا حتي لا يقع المواطنون ضحية ولا يتمكنوا من الاستفادة من مثل هذه العروض التي توفر الكثير لميزانية الأسرة المصرية بدلا من ارهاقها.