إننا نقف الآن نجني ثمار قوتنا كل يوم, في حجم المشروعات القومية العملاقة والطفرة الهائلة في الجولات المكوكية التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لافتتاح منشآت صحية ومستشفيات تنافس أحدث الصروح الطبية في العالم, ومنشآت تعليمية ومدارس للمتفوقين تأتي بالتزامن مع مشروع مصر القومي لتطوير منظومة التعليم. الآن نستطيع أن نقول مطمئنين: إن مصر أصبحت دولة قوية كاملة الأركان, وفق الإستراتيجية الوطنية الطموح, التي وضعتها دولة30 يونيو لصياغة مستقبل مصر الجديدة, بعد أن نجحت في نضالها ضد قوي الرجعية والظلام, وأيدلوجيات العنف والدمار, وتجار الدين والدم. نجحت مصر في أن تجعل العالم كله يري بوضوح كيف تحولت من دولة أرهقتها المؤامرات والأزمات, وتعرض اقتصادها وأمنها لهزات عنيفة وسط محاولات مستميتة لإسقاطها, من قبل أجهزة استخبارات وتنظيمات إرهابية, إلي دولة عصرية, شابة فتية, تتسلح بالعزيمة والأمل في المستقبل, وتقف في المنطقة الملتهبة من العالم لتقدم نموذجا ملهما لكل من أراد أن يقهر الصعاب ويتحدي المؤامرات, وهذا ما كان ليحدث لولا قيادة حكيمة, وشعب مدرك, وإرادة وطنية خالصة ولدت من رحم دولة30 يونيو المجيدة. وبنظرة عميقة إلي مصر الآن, سنجد مقومات الدولة القوية متجسدة في بنيانها الرصين, وتحركاتها المحسوبة الرزينة وخطواتها السديدة علي جميع الأصعدة; محليا وإقليميا, ودوليا. محليا, نجحت مصر في أن تكون دولة قوية يشار إليها بالبنان, لأنها انتهجت نهجا جديدا يقوم علي بناء الإنسان, هذا المصطلح الذي تكمن في باطنه أسرار قوة الصرح المصري الذي شيدته30 يونيو, واستهدافا لذلك القصد النبيل, كانت الخطط والرؤي والإستراتيجيات التي وضعها الرئيس عبد الفتاح السيسي, والتي ترتكز علي محوري التعليم والصحة باعتبارهما ركنين رئيسيين في تأهيل المواطن, وصقل مهاراته, وتعزيز بنيانه الفكري والجسدي, ليكون قادرا علي الإبداع والانطلاق بوطنه نحو المستقبل, وفي هذا السبيل أيضا رأينا ما أبهرنا من إنجازات في هذين القطاعين, ولا أكون مبالغا إذا قلت: إن الإنجازات عبرت أزمات الوقت والظروف الاقتصادية وعقبات البيروقراطية والأحلام المؤجلة منذ عشرات السنين. إنها مصر الجديدة, التي أرادت أن تكون قوية, ولا تتنازل عن تلك المكانة التي حلم بها الرئيس وأصر عليها, وطمح فيها الشعب وصبر عليها, حتي نالها واكتمل البناء. إننا نقف الآن نجني ثمار قوتنا كل يوم, في حجم المشروعات القومية العملاقة, والطفرة الهائلة في الجولات المكوكية التي يقوم بها الرئيس عبد الفتاح السيسي لافتتاح منشآت صحية ومستشفيات تنافس أحدث الصروح الطبية في العالم, ومنشآت تعليمية ومدارس للمتفوقين تأتي بالتزامن مع مشروع مصر القومي لتطوير منظومة التعليم, وغير ذلك من المشروعات الخدمية التي تهدف إلي الارتقاء بالمواطن وتعويضه خيرا عن المعاناة التي عاشها وتجرع مرارتها علي مدار السنوات الماضية قبل قيام ثورة30 يونيو. لم تظهر مصر دولة قوية في إنجازاتها فقط, وإنما أيضا في مواجهة الأزمات, والسر في ذلك, من وجهة نظري, يرجع إلي سيف القانون الذي أشهرته الدولة في وجه مافيا الفساد والإهمال, والراغبين في إعادة الدولة إلي مرحلة ما قبل الانطلاق, وفي هذا الصدد أشير إلي الوقفة الحاسمة للدولة في حادث الغسيل الكلوي الذي شهده مستشفي ديرب نجم بمحافظة الشرقية, إذ إن الانحياز كان للمواطن, الذي يشكل عصب دولتنا القوية, وتم رفع سيف العقاب ضد من يتهاون في صحته, وهو ملمح مهم من علامات قوة الدولة التي تقول: إن للمواطن دولة تمثل درعا حصينة لحمايته, وسيفا مسلطا علي رقاب من يلحقون به الضرر ويمنعونه من العيش بسلام في الوطن القوي الذي حلم كثيرا بالعيش في رحابه. إن المؤسسات ذات الهيبة, والرقابة الشديدة المحكمة, وتفعيل مبدأ الثواب والعقاب, هي أمارات القوة التي تدعم بناء الدولة من الداخل, وتثبيت أركانها بالقوة والمحاسبة. وإقليميا, تبدو الدولة المصرية حاضرة أكثر من أي وقت مضي في محيطها الإقليمي, كقوة محورية رائدة لا يستهان بها, خاصة علي الساحة الإفريقية, التي باتت دولها تدرك جيدا أن تصدر مصر للمشهد في القارة السمراء يضيف إليها, ويعضد من مواقفها في المجتمع الدولي, في وقت تترقب فيه القارة عام2019 الذي تتسلم فيه مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي. ودوليا, تظل قوة مصر محط أنظار المتابعين لشئون الشرق الأوسط وأحواله المتردية, وهم يرونها تغرد في سرب آمن مستقر بعيدا عن المصائر السوداء التي منيت بها دول المنطقة جراء ما يسمي بالربيع العربي العاصف, الذي شهدت المنطقة أسوأ سنواتها بعد اندلاعه وما استتبعه من عنف وتخريب ودمار للأوطان. وخلال ساعات يقف الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة, يلقي كلمة مصر, ويطرح رؤيتها للمستقبل وحلولها البناءة لأزمات المنطقة. هي إذن دولتنا الكبيرة التي تنطلق بقوة من الداخل, إلي استعادة هيبتها ومكانتها علي الساحتين الإقليمية والدولية.. دامت دولتنا قوية ودمنا بها فخورين.. ودائما وأبدا.. تحيا مصر.