بدأ محمود مراهقا يرسله تاجر المخدرات لتوصيل السموم البيضاء إلي المدمنين, فحاز الخبرة والجرأة وزادت مطامعه ووصل سقف طموحه للاتجاه نحو الاستقلال بتجارته ليسقط بعد سنوات في قبضة رجال الأمن متلبسا ببانجو وسلاح. كان محمود هو الابن الأوسط لأسرة بسيطة تعيش في إحدي قري مركز إدفو بأسوان يعمل عائلها في مجال المعمار التي يقتات منه يوميا ما يكاد أن يدبر به احتياجات أسرته وبمرور الأيام دارت الدنيا دورتها وانقلب حال الأسرة بعد أن تعرض الأب لمرض أقعده الفراش مما جعله غير قادر علي الكسب فخرج أبناؤه للبحث عن عمل لعلهم يساعدون به والدهم القعيد الذي دائما ما أعطي لهم وكان المشهد اليومي مؤلما وهو يري فلذات أكباده يذوقون المر من أجل مساعدته في محنته حتي تراجع الواحد تلو الآخر وبقي محمود وحيدا يتحمل ما لا تنوء به الجبال. وأمام هذا الحال تمرد محمود علي اخوته ورفع راية العصيان فكان صيدا سهلا للشيطان الذي زين له طريق تجارة المخدرات وعاد لأسرته محملا بالمال والهدايا ليدور بينه وبين أبيه حوار استفسر من خلاله الأب القعيد عن مصدر هذه الأموال وبعدما اشتد الحوار بينهماكان جزاء الابن الطرد ليخرج أبو حنفي هائما من جديد في دنيا المخدرات وهو أكثر إصرارا علي الانتقام واثبات أن سطوة المال ستجعلهم نادمين فيما بعد علي طرده. بدأ محمود مشواره الاحترافي مع تجارة البانجو التي ربح من خلفها آلاف الجنيهات فتزوج وخرج من القرية ليمارس أعماله الإجرامية التي جعلته محط أنظار رجال المباحث الذين كانوا يترقبون تحركاته يوميا فسقط في قبضتهم6 مرات خرج منها بألاعيب المحامين وثغرات القانون وبطلان الإجراءات ومع هذا لم يكن ذلك رادعا له وعاد من جديد لاستئناف تجارة البانجو التي كان يقوم بتوزيعها في جنح الليل ثم يختفي عن العيون نهارا. ومن خلال سجله الإجرامي وقضاياه السابقة ومع التوجيهات الصارمة المشددة من اللواء نائل رشاد مساعد وزير الداخلية ومدير أمن أسوان لمساعديه بضبط جميع المسجلين وتجار السموم البيضاء في كل أنحاء المحافظة وضع اللواء إبراهيم مبارك مدير المباحث الجنائية خطة دقيقة استهدفت القبض علي هؤلاء المجرمين, وكان طرف الخيط تطوير النقاش مع أحد عملائه من صغار التجار الذي أفضي بمعلومات تفيد عزم أبو حنفي استلام كمية كبيرة من البانجو استعدادا لتوزيعها علي العمل والمدمنين, وعلي الفور تم إبلاغ مباحث مديرية أمن أسوان بهذه المعلومات حيث قامت بشن حملة مشددة وتمكنت في هدوء وسرية شديدة من تحديد مكان الهدف ومداهمته وسط محاولات منهللفرار, ولكن ببراعة رجال المباحث نجحوا في إحباط محاولته الخائبة, ليسقط مغشيا عليه وبحوزته12 كيلو بانجو وبندقية آلية غير مرخصة وهو يردد هذا ما جنيته علي أبي; لكنه الوقت الذي لا ينفع فيه الندم.