قدم الفنان الكبير عزت العلايلي للفن المصري الكثير من الأفلام التي زينت قائمة أفضل100 فيلم في تاريخ السينما المصرية, ورغم ذلك قرر الابتعاد عن السينما خلال الفترة الأخيرة لما يقرب من17 عاما, الأمر نفسه بالنسبة للمسرح فرغم حبه الكبير للمسرح إلا أنه لم يقدم بعد أهلا يا بكوات عملا آخر, إلا أنه في عام2018 عاد من جديد ليصالح السينما من خلال فيلم تراب الماس الذي حقق نجاحا كبيرا أعاده إلي الشاشة الفضية, كما كرمه المسرح التجريبي في يوبيله الفضي قبل أيام قليلة, وعن أسباب الغياب والعودة واعتذاره عن عرض مسرحي وتفاصيل أخري كان هذا الحوار مع أحد أعمدة الفن المصري: كرمت قبل أيام في اليوبيل الفضي للمسرح التجريبي ما هو شعورك تجاه هذا التكريم؟ بالفعل كرمتني د.إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة والدكتور سامح مهران رئيس المهرجان في دورة اليوبيل الفضي لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح المعاصر والتجريبي, والحمد لله أنني شهدت التكريم الذي أسعدني في حياتي, بالرغم أنه ألقي علي عاتقي مسئولية كبيرة تجاه الجمهور الذي صفق لي بشدة أثناء التكريم ففاضت عيناي بالدموع, وجعلني أفكر بجدية في العودة للمسرح, ووعدني المخرج عصام السيد بإسناد عمل مسرحي جديد يليق بتاريخي الفني الطويل وسيكون مفاجأة للجمهور والنقاد ووافقت علي الفور لأني مشتاق للمسرح بعد فترة غياب دامت أكثر من12 عاما وتحديدا عقب مسرحية أهلا يا بكوات. إذن لماذا رفضت مسرحية هولاكو رغم اشتياقك للمسرح؟ الحقيقة أنني كنت متفائلا بدوري في مسرحية هولاكو وعودتي للمسرح لكن بسبب ارتباطي بعقود سينمائية وتليفزيونية تطلبت السفر المتكرر خارج البلاد حال دون ذلك, وهذا لا يعني ابتعادي عن المسرح لكن أنتظر الوقت المناسب. عدت للسينما بفيلم تراب الماس بعد غياب17 منذ آخر أفلامك جرانيتا لماذا كل هذا الابتعاد؟ لأن ما عرض علي من أعمال سينمائية كثيرة لا ترقي لتاريخي الفني الذي أحاول الحفاظ عليه بكل الطرق, خاصة أن لي10 أفلام سجلت ضمن أفضل100 فيلم قدمت في تاريخ السينما المصرية, ولهذا السبب فضلت الابتعاد عن السينما طيلة هذه الفترة. وما الذي جذبك للمشاركة في تراب الماس؟ القيمة الفكرية التي تحمله الدراما واحترام عقلية المشاهد, بجانب أسلوب الكاتب أحمد مراد والمخرج مروان حامد الذين قدما السهل الممتنع بصورة فائقة ولم يتفلسفا في الأحداث حتي وصلوا إلي المعني الحقيقي بكل جدارة, بعيدا عن الابتذال والإسفاف. هل الجمهور ضحية عدم تقديم مثل هذه النوعية من الأفلام؟ نعم.. وأعتذر لهم لأننا قصرنا في عدم تقديم الأفلام الجيدة في الفترة الماضية, والجمهور ليس غبيا والذين دخلوا تراب الماس أذكياء ومدركون جدية العمل الذين يشاهدونه, لكن لا أخفي سرا أن معظم مبدعي الفترة الحالية كانوا ظالمين للجمهور وقسوا عليهم ولم يقدموا أعمالا فنية تدعوهم للاحترام, لأن الاحترام متبادل بين الجمهور. هل كان لديك شروط حول مسألة كتابة اسمك علي تتر الفيلم؟ إطلاقا.. لكن صناع العمل فاجأوني عندما كتبوا كلمة شكر وتقدير في بداية التتر قبل الإعلان عن أسماء الأبطال المشاركة. ما شعورك عندما حقق الفيلم نجاحا ضمن له المركز الثاني من ناحية الإيرادات؟ خبر نجاح الفيلم واحتلاله المركز الثاني أثلج صدري وأكد لي تشوق الجمهور لمشاهدة مثل هذه الأفلام, وهو كان السبب الرئيسي في حصوله علي أكثر من23 مليونا من إيرادات الأفلام التي عرضت في موسم عيد الأضحي. هل كانت السينما علي مدار تاريخها تهتم بمسألة الإيرادات مثل الوقت الحالي؟ بالتأكيد الاهتمام بالجانب المادي والإيرادات متواجد منذ نشأة السينما المصرية, لكنها كانت بالآلاف وليس الملايين مثل الآن, وأيضا مقياس امتداد موعد العرض أكبر دليل علي نجاحه, في ظل وجود منافسة شركات الإنتاج الخاصة والقطاع العام. هل كشف تراب الماس زيف مقولة محمد رمضان أن فيلمه رقم واحد؟ الجمهور هو الحكم والدليل تأخر فيلم محمد رمضان في المنافسة واحتلاله مراكز متأخرة من حيث الإيرادات. كيف تري العمل مع الجيل الجديد؟ أسعد بنجاحهم لأني أريد استمرار صناعة السينما المصرية بدون توقف وأري نضوج الجيل الجديد ورؤيته الحديثة لمتطلبات العصر شيء جيد, خاصة أننا نمتلك البنية الأساسية لصناعة السينما منذ مؤسسها طلعت باشا حرب رجل الاقتصاد المصري آنذاك. في رأيك هل نحن مقصرون في تقديم سينما الروايات؟ نحن بحاجة ماسة للعودة للروايات وتجسيدها من خلال أفلام السينما لأنها تعكس الواقع, وعيب علي المبدعين من الكتاب والمخرجين أن يهربوا من معترك أفلام الروايات, لكن لا أخفي سرا عندما قرأت رواية تراب الماس لم أتوقع تحويلها إلي عمل سينمائي لكن أبهرني المخرج في معالجته السينمائية للرواية. هل كان هذا الدور إسقاط عن فترة بعض نواب الحزب الوطني؟ نعم أردت تجسيد إسقاط عن فترة الفساد الذي عاني منها الشعب وتفرد حزب واحد بالسلطة. لماذا لم ينل مسلسل قصر العشاق حظه من العرض؟ أقلاع الجمهور عن المشاهدة بسبب ثقل الموضوع الذي حمل جوانب كثيرة من السياسة, وهذا لم يجد صداه لدي الناس وكنت أتمني زيادة المشاهدة لأن المسلسل ينتمي إلي إعلاء فكرة عشق الحرية لكن غلفت في قالب سياسي بحت. ما هي أعمالك المقبلة؟ أعكف حاليا علي قراءة5 حلقات من أحد المسلسلات لا أريد الإعلان عنه حاليا, وأيضا الاستعداد لعمل سينمائي جديد سيكون مفاجأة للجمهور ولا يقل أهمية عن تراب الماس.