أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن مصر اهتمت دوما بتعزيز التنسيق والتعاون بين الدول النامية, بما يضمن تمثيل وجهة نظرها علي الساحة الدولية وحماية مصالحها السياسية والاقتصادية والاجتماعية ولعل جهود مصر خلال رئاستها الحالية لمجموعة ال77 والصين, خير دليل علي توافر الإرادة والعزيمة لتطوير التعاون بين الدول النامية بما يحقق عالما أكثر إنصافا, يضمن فيه كل إنسان نصيبا عادلا من التنمية والعيش الكريم, وستستمر مصر خلال الأعوام المقبلة في العمل علي تطوير وتعزيز أطر التعاون جنوب جنوب, ومنصات التعاون الثلاثي, لخدمة مصالح الشعوب الإفريقية والدول النامية. ونوه الرئيس, في كلمته خلال جلسة المائدة المستديرة بمنتدي التعاون الصين إفريقيا أمس, بأهمية الشراكة الإفريقية الصينية, التي نجحت, ولا تزال, في تنسيق مواقف الدول النامية علي الصعيد الدولي في العديد من الملفات المحورية, مثل ترسيخ مبدأ الملكية الوطنية لبرامج التنمية, في إطار مفاوضات إصلاح منظومة تمويل التنمية الأممية, فضلا عن تأييد الصين الثابت للموقف الإفريقي الموحد بالنسبة لإصلاح مجلس الأمن وفقا لتوافق أوزليني ومخرجات قمة سرت وإزالة الظلم التاريخي الواقع علي الدول الإفريقية. وأوضح أن تحقيق التنمية المستدامة وتوفير مزيد من فرص العمل للشعوب الإفريقية, وتطوير البنية التحتية القارية, وتعزيز حرية التجارة في إطار اتفاقية التجارة الحرة الإفريقية القارية, وتطوير المنظومة الاقتصادية الإفريقية وتنويعها, وتعزيز المنظومة الصناعية, هي عناصر رئيسية ضمن أجندة أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقي في2019, حيث بات جليا أن التنمية والتحديث هما أقوي سلاح لمجابهة أغلب التحديات المعاصرة السياسية والاقتصادية والاجتماعية كالإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة, والفقر والمرض, والحمائية الاقتصادية والتجارية. المنتدي مثال يحتذي به وقال الرئيس: لقد أضحي منتدي التعاون الصين إفريقيا مثالا يحتذي به, للتعاون الفعال والبناء بين الدول النامية, ونموذجا فاعلا لأطر التعاون الإفريقي متعددة الأطراف; فاليوم استعرضنا النجاح المتحقق في تنفيذ خطة العمل المشترك الصادرة عن قمة جوهانسبرج, والتي حددت آفاق التعاون المشترك في الفترة من2016 إلي2018, وسنعتمد خطة عمل جديدة وطموحا للسنوات الثلاث القادمة, تتطرق إلي مختلف مجالات التنمية, سعيا لتحقيق تطلعات شعوبنا في العيش الكريم والاستقرار والرخاء, من خلال تهيئة المناخ المناسب للتنمية المستدامة, والتغلب علي تحديات العصر, استنادا إلي حزم من الحلول المبتكرة, التي تتناسب مع المعطيات المعاصرة وإمكانات شعوبنا وثرواتها البشرية, وتقوم علي الربط بين مبادرة الحزام والطريق الصينية, وأجندة إفريقيا التنموية2063, وهو نهج إيجابي يجمع بين مقدرات النمو للطرفين من ناحية, ويدلل علي وحدة الهدف والثقة المتبادلة بين الجانبين الإفريقي والصيني من ناحية أخري. تفعيل الشراكة الإفريقية الصينية وأشار الرئيس إلي تأكيد مصر أهمية مواصلة العمل علي تعزيز وتفعيل الشراكة الإفريقية الصينية, لما تمثله من فاعلية ومصداقية, فضلا عن قيامها علي أساس المنفعة المتبادلة والمكاسب المشتركة, وستحرص مصر كل الحرص خلال الفترة المقبلة, علي تكثيف التعاون والتنسيق مع الرئاسة المشتركة للمنتدي, لتفعيل خطة عمل20222019 للتعاون بين إفريقيا والصين. ونوه الرئيس بأن مصر تؤمن بأهمية التكامل بين مبادرات التنمية المختلفة, وفي هذا الإطار, تقدم مصر المنطقة الاقتصادية لقناة السويس للعالم كمركز لوجيستي واقتصادي, يسهم بفاعلية في تطوير حركة الملاحة الدولية, ويعزز من حرية التجارة العالمية, ويفتح آفاقا استثمارية رحبة في مجالات النقل والطاقة والبينة التحتية والخدمات التجارية, ليكون محور قناة السويس رابطا تجاريا واقتصاديا وإنسانيا, يتكامل مع مبادرة الحزام والطريق ويربطها بإفريقيا. تنمية مستدامة فعلية وثمن الرئيس السيسي, التوجه الصيني بقيادة الرئيس تشي جين بينج, لتعزيز التعاون وتكثيف التشاور مع إفريقيا, بالاستناد إلي مقاربة إيجابية صادقة, تقوم علي ترسيخ القواسم المشتركة, وتعزيز أواصر الصلة بين شعوبنا, وتعني بتحقيق تنمية مستدامة فعلية, تستجيب لمتطلبات الشعوب الإفريقية, في إطار من المصلحة المشتركة واحترام سيادة الدول ومقدراتها. مصر داعمة لقضايا القارة وقال الرئيس: إنه لا يفوتني في هذا المقام كذلك, أن أجدد الشكر للرئيس تشي جين بينج, رئيس جمهورية الصين الشعبية, ولشعب الصين الصديق, علي ما لمسته من حفاوة الضيافة والاستقبال خلال استضافة بكين لهذه القمة المهمة, ولرئيس جمهورية جنوب إفريقيا الشقيقة سيريل رامافوزا, علي ما بذله من جهود صادقة خلال رئاسة جنوب إفريقيا المشتركة لمنتدي التعاون الصين إفريقيا خلال السنوات الماضية, لتوطيد الشراكة الإفريقية الصينية, ما جعل هذا المنتدي علامة بارزة وأحد أهم الشراكات الإفريقية الاستراتيجية, وأن أتوجه بالتهنئة أيضا للرئيس ماكي سال, بمناسبة تولي السنغال الرئاسة المشتركة للمنتدي للأعوام الثلاثة المقبلة, وكلي ثقة في قدرة السنغال علي استكمال مسيرة الرئاسة المشتركة للمنتدي لتحقيق الأهداف المرجوة. واختتم الرئيس كلمته بالتأكيد علي أن مصر ستظل داعمة لجهود التعاون الدولي, حريصة ومنفتحة علي تعظيم الاستفادة من أطره المختلفة لتحقيق التنمية المستدامة, بما يلبي آمال وتطلعات الشعب المصري وجميع الشعوب الشقيقة والصديقة.