تمرد حمدي علي عادات وتقاليد أسرته الريفية وقاده فكره الشيطاني إلي دخول عالم الإجرام من أوسع أبوابه من خلال الاتجار في جوهر الحشيش المخدر, حيث استغل حمدي عمله حارس في إحدي المزارع لاستقبال الزبائن الراغبين في شراء الحشيش الخام واشترط عليهم سداد ثمن البضاعة كاش. أصبح حمدي في وقت قصير مشهورا وسط العملاء الذين يتوافدون عليه من محافظات الوجه القبلي للحصول علي احتياجاتهم من الحشيش وبالكميات التي يريدونها واستمر حمدي علي هذا الحال وتضخمت ثروته وأقنع المحيطين به أن السبب وراء ذلك يعود لسمسرة الأراضي وليس لشيء آخر حتي لا يشكوا في أمره واستقطع جزءا من المال الحرام لإيداعه في أحد البنوك والآخر لتشغيله في مشروعات تنموية وبعد أن اتسعت دائرة نشاطه طلب من صديقه السائق أن يعاونه في تجارته مقابل منحه مميزات مادية يصعب أن يجدها في أي مكان آخر وقتها سال لعاب رفيقه وتحمس للعمل معه ولمس مدي التغيير الذي حدث بعد أن تدفقت الأموال بين يديه. ونظرا لخطورتهما الشديدة علي المجتمع المحيط بهما وتعدد الشكاوي بشأنهما وضعتهما مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة ضبطهما وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية عقب مجهودات مضنية من البحث والتحري ورصد الأماكن التي يترددون عليها أجروا اتصالا مع المتهم الأول والعقل المدبر وأغروه برغبتهم تدبير حصة من الحشيش الخام وعند التسليم والتسلم كشفوا عن هويتهم وألقوا القبض علي الجناة وتحرر المحضر اللازم لهما وتولت النيابة العامة التحقيق. كان اللواء محمد علي حسين مدير أمن الإسماعيلية قد وردت إليه معلومات بشأن وجود بؤر ثابتة ومتحركة يتردد عليها تجار الكيف والمدمنين للحصول علي احتياجاتهم من المواد المخدرة الهيروين والأفيون والحشيش والبانجو والبرشام لتعاطيها. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمد فوزي مدير إدارة البحث الجنائي ضم العقيد عصام عطوان رئيس مباحث الإسماعيلية والمقدم محمد فيصل رئيس مباحث التل الكبير, حيث دلت تحرياتهم أن المدعو حمدي37 سنة خفيز زراعي- سييء السمعة ليست لديه معلومات جنائية يزاول الاتجار في الحشيش الخام منذ سنوات بحرص شديد داخل مقر عمله حيث اعتاد استقبال زبائنه في الصباح والمساء وغالبيتهم من الطبقات الراقية التي يتواصل معها عبر هاتفه المحمول ويدعوها لشراء الكميات التي يريدونها وبأسعار مخفضة عن مثيلتها في أماكن أخري. وأضافت التحريات أن المتهم استعان بصديقه أيمن27 سنة سائق سييء السمعة لكي يتحرك معه بسيارته الملاكي لتوصيل البضاعة للزبائن حسب الطلب في الوقت الذي يريدونه. وأشارت التحريات إلي أن المتهمين حققا أرباحا مادية لا بأس بها ولم يفكر أي منهما في التوبة والبحث عن كسب لقمة العيش بالحلال بل فضلا المضي في تجارتهما الفاسدة ضاربين عرض الحائط بالنصائح المسداة إليهما بالكف عنها رحمة بالشباب الذي يدفعونه للهلاك علي أيديهما. وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط الجناة وأعد النقباء محمود فراج وأحمد يحيي ويوسف الحفناوي معاونو المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة للإمساك بهما بدعم ومساندة من رجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر قاموا بالاتصال بالمتهم حمدي وحددا موعدا للقائه بصحبة شريكه للحصول علي كمية من الحشيش الخام وقتها سال لعاب الصديقين وأثناء تسليم البضاعة كشف ضباط الشرطة عن هويتهما واستهدفا المتهمين بالمضبوطات واقتادوهما لغرفة التحقيقات وسط حراسة أمنية مشددة وبمواجهتهما بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترف تفصيليا بالاتجار في مخدر الحشيش للتربح من ورائه وبعرضهما علي علي غنمي وكيل النائب العام باشر التحقيق معهما تحت إشراف يوسف الدفتار رئيس نيابة التل الكبير الذي أمر بحبسهما أربعة أيام علي ذمة التحقيق ومراعاة التجديد لهم في الميعاد.