لم يخطر ببال أسرة المدعو محمد الشهير بلقب كفتة أن يدخل نجلهم إلي عالم الإجرام ويصطحب معه شقيقه الأصغر, بالرغم من صغر أعمارهما, حيث رفض مع أخيه أن يعيش مثل باقي الشباب حياة كريمة يبحث عن عمل يكسب منه رزقه بالحلال, وحلم مع شقيقه بالثراء وتعرف الاثنان علي صديق لهما بنفس سلوكهما. اجتمع الثلاثي علي الشر, يخرجون معا ويقضون أوقاتا طويلة خارج منزلهم والسهر حتي الساعات الأولي من الصباح وتعاطي المواد المخدرة التي أدمنوها, وعندما لم يجدوا المال اللازم لشرائها اتفقوا علي الاتجار في الحشيش وظلوا يبحثون عن المصادر السرية التي توفر لهم احتياجاتهم من هذا المخدر حتي وجدوها وبدأوا التعامل معها في أضيق الحدود, يحصلون علي بضاعتهم ويروجونها بين الشباب. ازدهرت أحوالهم المادية بشكل لافت للنظر ساعد علي قيام الشريك الثالث باستقطاع جزء من مكاسبه المالية واشتري سيارة وأقنع الأخوين باستخدامها في تنقلاتهم بين الزبائن ورحبا بفكرته واعتبرا هذه الوسيلة وكرا متحركا لهما يجوبا بها كافة الأماكن التي يتم استدعاؤهم لها من قبل المدمنين الذين وجدوا ضالتهم لديهم بأسعار تقل عن مثيلاتها في الأسواق. أصبح ثلاثي تجارة الكيف من المشهورين في محل سكنهم وتعددت قضاياهم في دهاليز المحاكم بعد أن أصبحوا هدفا للأجهزة الأمنية التي احتارت بشأنهم من كثرة خرقهم للقانون وواصلوا عملهم بالنهار والليل حتي في شهر رمضان يخرجون من مساكن أسرهم ويتجولون بحثا عن عملاء جدد للتعامل معهم وتصريف الحشيش لديهم, ونظرا لخطورتهم الشديدة وضعتهم مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية علي قائمة المطلوب سرعة ضبطهم, وتمكن رجال مباحث الإسماعيلية بعد مجهودات مضنية من البحث والتحري من استهداف المتهم الأول والثالث وعثر بحوزتهما علي كمية من مخدر الحشيش قبل طرحها في الأسواق وتحرر المحضر اللازم لهما وتولت النيابة العامة التحقيق. وكان اللواء علي العزازي مدير أمن الإسماعيلية قد عقد اجتماعا مع اللواء محمود خليل مدير إدارة البحث الجنائي لمناقشة المعلومات الواردة لهما حول وجود بؤر ثابتة ومتحركة تضم عناصر إجرامية خطرة تروج المواد المخدرة بمختلف أصنافها. علي الفور تم تشكيل فريق بحث بإشراف العميد محمود فاروق رئيس مباحث الإسماعيلية ضم المقدمين محمد سليمان مفتش المباحث الجنائية وأحمد الصغير رئيس مباحث ثالث ومعاونوي النقباء محمد سكر ومحمد المحمدي ومصطفي عاطف وعمرو رجائي وأحمد السيد. ودلت تحرياتهم أن المدعو محمد الشهير بلقب كفتة24 سنة عاطل, سيئ السمعة اتجه قبل سنوات للاتجار في المواد المخدرة وسجله الجنائي حافل بثلاث قضايا في هذا المجال وحيازة الأسلحة النارية, أقنع شقيقه الأصغر حازم21 سنة عاطل, سبق اتهامه في سبع قضايا ما بين مخدرات وسرقة بالإكراه وحيازة أسلحة نارية وبيضاء, بالعمل معه وصديقهما أحمد الشهير بلقب أبو خليل28 سنة عاطل, سبق اتهامه في قضيتي مخدرات وسلاح أبيض. وأشارت التحريات إلي أن الجناة الثلاثة يتمتعون بالذكاء الشديد الذي يمكنهم من الهروب وقت شعورهم بأي تحركات غير طبيعية من حولهم وإخفاء بضاعتهم بأساليبهم الملتوية وأنهم يستعدون قبل حلول عيد الفطر لطرح المزيد من الحشيش اللبناني والمغربي الأكثر رواجا بين المدمنين, وبعرض التحريات علي النيابة تم استصدار إذن لضبط تجار الكيف وأعد ضباط المباحث أكمنة ثابتة ومتحركة في محيط سكن الجناة بمساعدة رجال الشرطة السريين وعندما حانت ساعة الصفر تم استهدافهم أثناء استقلالهم السيارة121818 ملاكي الإسماعيلية قيادة المتهم الثالث, والتي تواجد فيها مع الأول وبتفتيشهما عثر علي كميات من الحشيش اللبناني الخام وتم اقتيادهما وسط حراسة أمنية مشددة لغرفة التحقيقات وبمواجهتهما بما أسفرت عنه التحريات وواقعة الضبط اعترفا تفصيليا بالاتجار في المخدرات وأرشدا علي المصادر السرية التي تتعامل معهم وزبائنهم الذين يقصدونهم والكثير من المعلومات الدقيقة التي تساعد ضباط المباحث علي توسيع دائرة استهداف متهمين آخرين فضلا عن اعتراف الأول علي أخيه الثاني بالانضمام لتشكيلهم العصابي في تجارة الحشيش وبعرضهما علي أحمد الفرارجي وكيل النيابة العامة باشر التحقيقات معهما تحت إشراف محمد النحاس رئيس نيابة ثان وثالث الذي أمر بحبسهما أربعة أيام علي ذمة التحقيق وسرعة ضبط شقيق المتهم الأول الهارب.