في مواجهة عاصفة قضائية أصبحت علي عتبة البيت الأبيض, هاجم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مجددا أمس وزير العدل غداة قيام جيف سيشنز بخطوة نادرة تمثلت بالرد علي انتقادات الرئيس, فيما حذر فريق ترامب من احتمال انهيار الاقتصاد واندلاع ثورة شعبية اذا ما تم عزل الرئيس.وقال ترامب إن الجمع يرون ما يحدث في وزارة العدل. وأصبحت الآن أضع كلمة العدلبين قوسين. وينتقد ترامب باستمرار سيشنز بسبب تنحيه عن التحقيق الفيدرالي في التدخل الروسي في الانتخابات الأمريكية, الذي توسع ليشمل التواطؤ وعرقلة عمل القضاء إضافة إلي التعاملات المالية لمساعدي ترامب. وقال ترامب لشبكة فوكس نيوز الامريكية: عينت وزيرا للعدل لم يتمكن من السيطرة أبدا علي وزارته, مما أثار تكهنات بأنه سيعزله ويعين بديلا آخر له. وبعد ساعات صدر رد جاف عن وزير العدل الذي قال: مادامت أشغل منصب وزير العدل, لن تتأثر الوزارة بالاعتبارات السياسية. وحاول ترامب وحلفاؤه وضع حد للكلام المتصاعد حول احتمال اتهامه رسميا, محذرين من أن ذلك سيؤدي إذا حدث, إلي إغراق أكبر اقتصاد في العالم وإشعال ثورة شعبية. وأعلن نواب من الحزب الجمهوري انهم لن يصادقوا علي تعيين وزير جديد اذا ما تمت إقالة سيشنز. وقال السيناتور بن ساسي إن طرد وزير العدل سيكون فكرة سيئة جدا جدا لأنه ليس أداة سياسية. من جانبه, تحدث ترامب علي فوكس نيوز عن قضية احتمال إقالته, وهو إجراء تلتقي فيه السياسة والقانون. وتجري الإقالة علي مرحلتين: فعلي مجلس النواب أولا التصويت علي اتهام الرئيس, ثم يقوم مجلس الشيوخ بمحاكمته من أجل ادانته بأغلبية الثلثين, أو تبرئته. وتبدو هذه الفكرة غير مرجحة لوجود أغلبية جمهورية في الكونجرس الامريكي ما زالت موالية لدونالد ترامب. لكن هذه الأغلبية بدأت تعود إلي الواقع علي ما يبدو منذ أن أكد مايكل كوهين المحامي الشخصي لترامب أنه قام بشراء صمت امرأتين كانتا تقيمان علاقات مع ترامب, وبناء علي طلب موكله, حتي لا تؤثرا علي حملته الانتخابية في.2016 وبما أن المبالغ التي دفعت للمرأتين كانت تهدف إلي التأثير علي نتيجة الانتخابات, فقد اعتبرها القضاء انتهاكا للقوانين الأمريكية التي تحكم الإسهامات المالية للحملة الانتخابية. ووافق كوهين علي التعاون مع القضاء مقابل خفض عقوبته مما يمكن أن يقوده إلي التعاون مع المدعي الخاص روبرت مولر الذي يحقق في الملف الروسي. ولم يكشف كوهين اسم المرأتين إلا أنه يعتقد أنهما الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز وعارضة مجلة( بلاي بوي) كارين ماكدوجال. وفي إطار تحقيق مولر, أدانت هيئة محلفين رئيس حملة ترامب السابق مانافورت بالعديد من تهم الاحتيال في أول قضية تنبثق عن هذه القضية. وفتحت جبهة جديدة مع كشف وسائل اعلام أمريكية عن أن ديفيد بيكر رئيس صحيفة ناشونال انكوايرر التي تعني بالفضائح, تم منحه حصانة من قبل المدعين العامين الذين يحققون في الدفعات المالية لدانيالز وماكدوجال. ويمكن للكونجرس الأمريكي عزل الرئيس الأمريكي من منصبه إذا تمت إدانته بخيانة أو رشوة او جرائم أخري كبيرة أو جنح.