أكد خوسيه مانويل باروسو رئيس المفوضية الأوروبية أنه يزور مصر في لحظة تاريخية حيث أظهر المصريون شجاعتهم وقدرتهم علي التغيير لحياة أفضل من أجل مستقبل أفضل يحافظ علي كرامة الأجيال القادمة. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقد بدار الأوبرا المصرية أمس تحت عنوان شركاء في الحرية.. استجابة الاتحاد الأوروبي للربيع العربي. وقال باروسو انه علي مر العصور كانت مصر مهدا للحضارات وهي الآن مركز فكري للثقافة العربية مشيرا إلي أن مكتبة الاسكندرية ودار الأوبرا وسد أسوان إنما هي بعض النماذج التي تبرر أن تكون مصر أم الدنيا موضحا ان التواصل بين مصر وأوروبا تم في العديد من العصور في مجالات التجارة والأدب والفن من خلال موانيها الكثيرة وقناة السويس التي ربطت نفسها بالعالم أجمع. وأشار إلي انه جاء إلي مصر ليقدم احترامه للثوار وللدماء البريئة التي سفكت من أجل نجاح هذه الثورة وأعرب عن ثقته في مستقبل مصر مشددا علي ان أوروبا شريكة علي المدي الطويل. وقال ان الثورة المصرية أظهرت للعالم أجمع أن المصريين يتحركون من أجل مستقبل الحرية والكرامة وأنهم يريدون تقرير مصيرهم بأيديهم مشددا علي أن الاتحاد الأوروبي لا يريد التدخل ولكنه يأمل في المشاركة لتحقيق تطلعات المصريين. وأكد ان المصريين ظلوا لفترة طويلة يفضلون الاستقرار علي الحرية ولكنهم اكتشفوا ان الاستقرار لا يمكن ان يتحقق بدون الحرية والديمقراطية إلي جانب المحاسبية. وقال ان مصر تسير علي طريق الديمقراطية والحرية والانفتاح علي الآخرين وان أوروبا ومصر تتطلعان للعيش في مجتمع بعيد عن الفساد وان هذا الشيء سيتحقق في مصر المستقبل وهو نفس الشيء الذي يرغبه جميع مجتمعات العالم. وشدد رئيس المفوضية الأوروبية علي ان التغيير الجذري يأخذ وقتا وليس بالأمر السهل لكن الروح التي اشعلت الثورة قادرة علي استكمالها. وقال ان الديمقراطية يجب ان تنبع من الداخل بينما المساعدات الخارجية تساعد الديمقراطية علي الانتعاش موضحا انه ليس مطلوبا من دول الجوار نقل تجارب الديمقراطية في أوروبا ولكن الاطلاع عليها وتطويرها وفقا لسياقها الخاص مشيرا في الوقت نفسه إلي ان متطلبات الشعوب واحدة مع ضرورة احترام الاحتياجات الفردية وخصوصية كل دولة. وقال ان مقولة الدولة الإسلامية لن تتحقق فيها الديمقراطية سقطت مع الربيع العربي. وأكد أن التقدم في المشهد السياسي ينبغي أن يلازمه تقدم اقتصادي قادر علي توفير فرص العمل وتقليل معدلات الفقر موضحا أن المصريين أظهروا أنفسهم كأمة رائعة وأنهم أفضل ثورة بشرية وأفضل ثروة لمصر. وقال باروتو ان التزامات الاتحاد الأوروبي المالية سترتفع إلي7 مليارات يورو في السنوات الثلاث المقبلة لدول الجوار إلي جانب6 مليارات يورو في صورة قروض ومن السهل ان تحصل عليها مصر. وقال ان الاتحاد الأوروبي يسعي لزيادة المساعدات والمرونة لتقديم الدعم للربيع العربي من خلال ثلاثة مجالات الأول الانتقال للديمقراطية وبناء المؤسسات وهو معني بالقضاء علي الفساد, والثاني دعم المجتمع المدني من خلال هذه الشراكة التي لا تقتصر علي الحكومات فقط وثالثا التركيز علي النمو المستديم والشامل والتنمية الاقتصادية والدعم للتعليم والتدريب التعليمي والحرص والتركيز علي المشروعات المتوسطة. وقال ان هناك برنامجا يحمل اسم ربيع سينطلق في سبتمبر المقبل ويقدم350 مليون يورو في شكل منح يتركز علي التحول والنمو الاقتصادي ويستمر من2011 إلي2013 وهناك أيضا برنامج الوقف الأوروبي للديمقراطية وهو جهة جديدة تساعد الناس علي معرفة كل الخيارات المتاحة للتعبير عن أصواتهم بشكل ديمقراطي. وشدد علي أهمية الاستثمارات الأجنبية في مصر خلال المرحلة المقبلة مشيرا إلي ان القاهرة أحد أكبر الشركاء التجاريين بالمنطقة للأتحاد الأوروبي حيث تضاعف التبادل الثنائي بين البلدين منذ توقيع اتفاقية الشراكة في عام2004 مؤكدا أن الاتحاد الأوروبي سيعمل علي إيجاد منطقة تجارية حرة تجعل مصر داخل أسواق الأتحاد الأوروبي وسوف تستفيد منها مصر بشكل كبير. وبالنسبة لقضية السلام قال باروسو ان مصر سيكون لها دور كبير لتحقيق السلام واعادة حقوق شعوب المنطقة وقال ان الربيع العربي يعد فرصة لإيجاد حل سلمي لهذا الصراع. وقال إذا نجحت مصر في تجربتها الديمقراطية فسوف تعطي دفعة للمنطقة بأسرها وسيكون بالمنطقة العديد من الديمقراطيات.