منافذ جديدة أعادت التوازن للسوق وحجمت جشع التجار .. وكلمة السر سعر أقل وجودة أعلي محمود العسقلاني: مساهمات إيجابية خدمت محدودي الدخل.. وننتظر التوسع في انتشار المنافذ د. مختار الشريف: وفرت السلع التي كانت حلما بالنسبة للبعض.. والطوابير أمامها أكبر دليل علي تحقيقها الهدف المنشود تبدو كمظلة حماية تستهدف تأمين الفئات الأكثر تضررا من غلاء الأسعار, خاصة أن بعض المواسم تشهد بعض التغييرات في الأسعار, خاصة لدي السلع التي تشهد إقبالا كبيرا عليها من المستهلكين خلال تلك الفترة, وقد يراها البعض إحدي ضمانات السيطرة علي السوق والردع غير المباشر لمواجهة جشع التجار وانفلات أسعارهم, فيما يعتبرها آخرون تدخلا حتميا من قبل أجهزة الدولة لممارسة دورها ومسئوليتها تجاه ضبط الأسواق وتخفيف الأعباء علي المواطنين, هي تلك المنافذ التي حصدت نسبة الإقبال الأعلي من مبيعات اللحوم وفقا لما أعلنته شعبة القصابين بغرفة القاهرة التجارية باستحواذها علي ما يقرب من55% من إجمالي مبيعات سوق اللحوم في مقابل45% من محلات الجزارة العادية. منافذ أمان للمنتجات الغذائية التي تقدمها وزارة الداخلية ومنافذ جهاز الخدمة الوطنية التابع للقوات المسلحة ومنافذ التموين حاولت القيام بدور البديل الذي يحقق شرط الجودة بسعر أقل لمجموعة كبيرة من السلع الاستهلاكية الأساسية التي يحتاجها المواطن ويعاني في الوقت نفسه من زيادة أسعارها في الآونة الأخيرة في محاولة جادة لتغيير السياسة المتبعة في ضبط الأسواق, في إشارة إلي أن الرقابة وحدها لم تعد كافية لضبط التجاوزات والمخالفات والسيطرة عليها, لذلك جاء التدخل حاسما من خلال توفير السلع الغذائية خاصة السلع الإستراتيجية مثل الأرز والسكر والزيت إلي جانب اللحوم التي جاء توافرها في تلك المنافذ بمثابة الضمان الأكبر اخفض أسعار اللحوم أو علي أقل تقدير ثباتها في موسم العيد الذي كان يشهد جنونا في أسعارها قبل حلول العيد بفترة نظرا لتوافر كميات كبيرة بأسعار مخفضة عن محلات الجزارة, الأمر الذي حسم المنافسة لصالح تلك المنافذ بشهادة أعداد كبيرة من المواطنين. فمنافذ أمان الداخلية علي سبيل المثال- كما يراها محمود العسقلاني رئيس جمعية مواطنون ضد الغلاء واحدة من المؤسسات الإيجابية التي نجحت في تحقيق أهدافها بشكل واضح ومؤثر, فمنظومة أمان تستغل كل إمكانيات الوزارة خاصة في القطاع الاقتصادي لاستغلالها والاستفادة منها لخدمة محدودي الدخل والفئات الأكثر احتياجا, مشيرا إلي أن المساهمات التي تقدمها وزارات مثل الدفاع والداخلية والتموين تؤكد حرص كل الجهات المعنية علي مواجهة غلاء الأسعار والوقوف في صف المواطنين. ويري أن تدخل هذه الوزارات في حل مشكلة اقتصادية يؤثر علي قطاع الأمن بطريقة غير مباشرة لأن تحسين الأوضاع الاقتصادية يسهم في خفض معدلات الجريمة بشكل أو بآخر, مشيرا إلي أن وزارة الداخلية اتخذت خطوات فعلية لحل أزمة الغلاء منها مبادرة كلنا واحد التي أطلقتها الوزارة بالتعاون مع مجموعة من السلاسل التجارية الكبري لعرض السلع الأساسية بأسعار مخفضة بفارق واضح عن مثيلاتها بالأسواق وطرحها بكميات كبيرة. ويطالب العسقلاني بتوزيع منافذ أمان بصورة أكبر وأوسع انتشارا خاصة في الأماكن الأكثر احتياجا وفي الفترات التي تتطلب الحاجة لذلك مثل فترة موسم العيد وأوضح أن هناك بعض الأماكن التي تحظي بوجود عدد كبير من المنافذ المتحركة علي عربات وكذلك الأكشاك في مقابل ضعف التواجد أو عدمه في مناطق أخري. ويري أن ما تقوم به الدولة الآن هو تطبيق لفكرة التاجر المرجح التي تساعد علي تحقيق التوازن في السوق وإجبار التجار علي الالتزام بأسعار السوق وعدم المغالاة أو الجشع خاصة مع التركيز علي جودة المنتجات المعروضة في أمان, الأمر الذي يحقق الهدف الرئيسي من وجودها وهو بيع السلع الأساسية بسعر أقل وجودة أعلي والمساهمة في إنهاء الأزمة. وعن أسعار اللحوم في منافذ أمان وكيفية تأثيرها علي لحوم عيد الأضحي يؤكد أن الأسواق لن تشهد أزمة هذا الموسم وستتوافر بصورة أفضل بسبب انخفاض أسعارها بنسبة قد تصل إلي35% مؤكدا أن تضافر الجهود يؤثر بصورة إيجابية علي الأسعار ويساهم في انخفاضها بصورة كبيرة عما كانت عليه خلال نفس الموسم في السنوات السابقة ضاربا المثل بمعرض مستلزمات عيد الأضحي الذي افتتحه اللواء خالد سعيد محافظ الشرقية وأسامة سلطان رئيس الغرفة التجارية بالمحافظة منذ أيام في وسط مدينة الزقازيق وشاركت فيه جمعية مواطنون ضد الغلاء بجناح للتخفيف من حدة أزمة الغلاء علي محدودي الدخل حيث أشار إلي أن الجناح شارك باللحوم السودانية الطازجة وتم عرضها بمبلغ84 جنيها ثم82 جنيها لسعر كيلو اللحم السوداني الطازج وسعر كيلو اللحم الضأن البلدي100 جنيه, مؤكدا أن نسبة الإقبال علي منتجات القوات المسلحة كانت كبيرة خاصة علي الجناح الذي يقدم لحوم جاموس بلدي وحلويات اللحوم بالإضافة إلي جناح الدواجن والخضراوات والفواكه وكافة المستلزمات المتعلقة بعيد الأضحي. ويوضح الخبير الاقتصادي الدكتور مختار الشريف أن مساهمة الداخلية في تحقيق التوازن في السوق ساعد في توصيل السلع الأساسية للمواطنين من محدودي الدخل بسعر أقل وهو أمر جيد ومهم لأنه جعلها في متناول أيديهم بعد أن كانت بأسعار مرتفعة رغم احتياجهم الشديد لها لكونها من السلع الأساسية. ويري أن هذه المنافذ تمكنت من صناعة فارق في السوق وخففت العبء ولو بصورة بسيطة عن المواطنين لأنها باتت تساعدهم علي توفير جزء من التكاليف السابقة التي كانوا يدفعونها في سبيل توفير تلك السلع مما كان له أثر واضح علي تحقيق التوازن المطلوب في السوق بشكل عام. وأشار إلي أن الطوابير الموجودة علي أبواب تلك المنافذ والزحام الشديد عليها يؤكد أنها أشبعت رغبات واحتياجات الكثيرين وساهمت بشكل كبير في حل أزمتهم وتخفيف الأعباء عنهم, كما أنها حققت هدفا في غاية الأهمية لبعض الناس الذين كانوا يعتبرون الحصول علي بعض السلع حلما بعيد المنال وباتت الآن في متناولهم.