تميزت سوهاج بالعديد من الصناعات التراثية التي أصبحت مع مرور الزمن تصارع من أجل البقاء مثل صناعة الحرير و الفخار والمنسوجات اليدوية والكليم حيث يعاني أصحابها من الركود الذي اصاب منتجاتهم بسبب عدم إقبال المواطنين علي شرائها والاتجاه الي شراء المنتجات الحديثة التي تواكب العصر وهذا أدي الي تقلص هذه الصناعات, واتجاه العمال المهرة الي البحث عن مهن أخري لكسب لقمة عيشهم بعد أن كسدت منتجاتهم التي دخلت في طي النسيان. في البداية يقول واصل خميس موظف ان صناعة الفخار من الصناعات اليدوية التراثية التي توارثتها الأجيال المتعاقبة والتي كانت تشتهر بها سوهاج وخاصة في مراكزها الشمالية مثل مركزي طهطا وطما وبعض القري جنوبسوهاج الا ان هذه الصناعة اصبحت تحتضر بعد أن هجرها أصحابها بحثا عن مصدر آخر للرزق بعيدا عن تلك الصناعة التي فقدت سوقها ولم تعد تحظي باهتمام المواطنين الذين اتجهوا الي المنتجات الحديثة المصنوعة من البورسلين والملامين والاستلس وغيرها مشيرا الي ارتفاع سعر المادة الخام من الطين الاسواني حيث ارتفع سعر الطن الي ما يزيد علي300 جنيه. نقل الورش ويضيف عبد الرحيم خلف الله ان صناعة الفخار بسوهاج تواجه الكثير من المعوقات منها قلة الايدي العاملة المدربة بعد هجران الكثير لهذه المهنة بسبب قلة الدخل بالاضافة الي قيام وزارة البيئة باعتبارها من الصناعات الملوثة للبيئة وتحديد اماكن معينة لها حفاظا علي البيئة وارتفاع اسعار المادة الخام ويطالب مسئولي المحافظة بنقل ورش الفخار الي اماكن بعيدة عن الكتلة السكنية لتجنب ملاحقة مسئولي ادارات البيئة والوحدات المحلية والعمل علي تنمية هذه الصناعة باعتبارها من الصناعات التراثية وتسويق المنتجات لتصبح من المهن التي تزيد الدخل وبالتالي يتم جذب العمالة اليها. وتشير ماجدة عبد الرحيم الي ان صناعة التلي من الصناعات النسائية التي تواجه الاندثار بسبب ارتفاع اسعار المواد الخام وضغف فرص التسويق ونقص العمالة المدربة خاصة وانها من الصناعات المعقدة التي تحتاج الي حرفية عالية ومهارة كبيرة واتقان في العمل وتمثل اداة من ادوات الجذب السياحي وهذا يتطلب من المسئولين التدخل لإنقاذ هذه الصناعة والعمل علي تنميتها وتطويرها وفتح الاسواق لترويج المنتجات من خلال اقامة المعارض في الداخل والخارج وعمل دورات تدريبية للفتيات للارتقاء بالمهنة أسعار أقل ويوضح إبراهيم فرج- من صانعي المنسوجات اليدوية باخميم- ان صناعة الحرير والمنسوجات والكليم تمر بأسوأ حالاتها بعض ان فقدت شهرتها العالمية التي اكتسبتها علي مر التاريخ حيث اشتهرت مدينة أخميم بها واطلق عليها لقب مانشستير ما قبل التاريخ نظرا لتميزها في انتاج الحرير الطبيعي والمنسوجات مثل الكوفيرتات والشيلان والطرح ومفارش السريروغيرها والكليم اليدوي وقال: هذه الصناعات تواجه العديد من المشاكل التي تهددها بالزوال وخاصة صناعة الحرير وحتي نتمكن من إنقاذ الصناعة التاريخية. موضحا ضرورة أن نضع أيدينا علي أهم أسباب تدهورها والتي يأتي في مقدمتها ارتفاع أسعار المواد الخام بسبب قلة وإختفاء مزارع التوت وعدم قيام المحافظة بزراعة اشجار التوت التي تربي عليه دودة القز المنتجة لخيوط الحرير, وأشار إلي إحجام العمالة المدربة عن المهنة واتجاههم لمهن أخري تدر عليهم ربحا يعوضهم عن متاعب المهنة ومصاعبها بعد تدهور صناعة الحرير وفشل اصحاب المهنة في تسويق منتجاتهم هذا بالاضافة الي منافسة بعض الدول مثل الصين للحرير المصري واقبال التجار علي الاستيراد منها خاصة وان اسعارها اقل بقليل عن المنسوجات المحلية. خطوات جادة ومن جانبه اكد الدكتور ايمن عبد المنعم محافظ سوهاج ضرورة اتخاذ خطوات جادة للحفاظ علي الحرف والصناعات اليدوية حيث تولي المحافظة اهتماما كبيرا بالصناعات التراثية والحرفية التي تتميز بها وتعمل علي حل المشاكل التي تواجهها وخاصة مشكلة التسويق حيث يتم اقامة المعارض داخل وخارج المحافظة, بالاضافة الي المشاركة في المعارض التي تقام بالدول العربية والافريقية والاوروبية لتسويق المنتجات كما تقوم ادارة التعاون الانتاجي بتنظيم دورات تدريبية لتنمية مهارات العاملين في هذه الصناعات لكي تتواكب مع متغيرات العصر ومتطلبات وأذواق المستهلكين مع الحفاظ علي الطابع التراثي الذي يميزها.