تميزت محافظة سوهاج منذ قديم الأزل بالصناعات اليدوية، وخاصة صناعات الحرير والمنسوجات، حيث اكتسبت شهرة عالية فى تلك الصناعات، تعدت حدود الصعيد، وبالأخص مدينة أخميم التى تعتبر من المدن الرائدة فيها، ولكن منذ فترة ليست بالقصيرة تعانى تلك الصناعات بالمحافظة من التدهور والركود والنسيان من قبل المسئولين، حيث الظروف المادية الصعبة التى تحيط بالعاملين بها، وارتفاع أسعار شراء المواد الخام التى تدخل فى تلك الصناعات، وعدم التمكن من التسويق الجيد لتلك المنتجات فى الأسواق، وهو ما قد يعصف بتلك الصناعات لطى النسيان . وذاع صيت محافظة سوهاج فى إنتاج الكوفرتات والملايات والشال الرجالى والشال النسائى والطاقية ومفرش السرير والكليم اليدوي، وبعض ملابس الأطفال من المنسوجات. ويقول «محمد علي» وهو أحد العاملين بالصناعات اليدوية إنه توارث تلك الصناعة منذ زمن بعيد عن والده وأجداده، وكان يتقاضى أجورًا بسيطة فى بادئ الأمر حتى تحسن الحال بعد وقت من العمل وإتقانه للصنعة، وأكد محمد فخره بهذه الصناعة، لأنه يتمكن من إنتاج شيء فريد لا يستطيع كل إنسان إنتاجه. ويضيف «محمد على» أن صناعة المنسوجات فى سوهاج بتلك الأيام باتت لا تجزى ولا تساعد على سد احتياجات العاملين بها، ولذلك يتجه الكثير من العاملين بتلك الصناعة إلى حرف أخرى، حتى يتمكنوا من مجابهة ظروف الحياة وطلباتها الملحة يوميا. على الجانب الآخر، أكد الدكتور أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج، أن الفترة المقبلة ستشهد تطورًا فى تلك الصناعة، وذلك بعد تفقد المهندس طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، خلال زيارته لمحافظة سوهاج الأسبوع الماضي، قرية «النوالين» للصناعات اليدوية فى حى الكوثر، وأشاد الوزير بمستوى المصنوعات، وتفقد أقسام صناعة الكوفيرتة ومفرش السرير والكليم اليدوى والشال. وتقسم القرية إلى قرية «النساجون القديمة» و«النساجون الجديدة»، ويبلغ متوسط العمالة بها 500 عامل، متسعة لعدد من الوحدات يعمل داخل الوحدة الواحدة جميع أفراد الأسرة، كما تفقد قابيل معرض منتجات الأنوال، ورافقه الزيارة الدكتور أيمن عبدالمنعم، محافظ سوهاج، وعدد من كبار مسئولى المحافظة.