علي مدي السنوات الماضية لم يكن يسمع لهم أحد.. يتألمون ليل نهار وفي النهاية كانت كلمة فوت علينا بكرة هي الرد السائد وبمعني علمي أنت علي قوائم الانتظار هكذا كان حال مرضي الحالات الحرجة والجراحات الدقيقة خلال الفترة الماضية, فالموت البطيء شعارهم وقد يكون مصيرهم. تفاقمت الأزمة بوجود أعداد كبيرة من المرضي خارج المستشفيات أو محجوزين في الأقسام الداخلية في انتظار إجراء العمليات وتوفير المستلزمات لإجراء تلك الجراحات الأمر الذي كان يؤدي في بعض الأحيان إلي وفاة بعض الحالات التي تعجز عن توفير تكلفة تلك الجراحات واضطرار البعض الي بيع ما يمتلكون لعلاج ذويهم. ولكن مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي جاءت بمثابة طاقة نور لتعطيهم أملا جديدا في الحياة بالقضاء علي كافة قوائم الانتظار خلال6 أشهر خاصة بعد اعتماد مليار جنيه لتلك المبادرة, علاوة علي إقرار علاج المرضي دون الالتزام بسقف مالي أو النظر الي تقنين الإجراءات الطبية كما كان يحدث من قبل عن تحمل الدولة لعدد دعامتين فقط لمرضي القلب الآن يتم تقديم العلاج اللازم للمريض دون انتظار إصدار قرار أو خطاب حيث أصبح المهم حاليا هو تقديم الخدمة الطبية التي يحتاجها المريض فورا ودون انتظار بما يحافظ علي آدميته, بحسب الدكتور أحمد الأنصاري رئيس هيئة الإسعاف ورئيس لجنة قوائم الانتظار التابعة لوزارة الصحة. أعاد الرئيس بهذه المبادرة التي تحرص علي الحفاظ علي الأمن الاجتماعي للأسرة المصرية, البسمة والأمل للآلاف من المرضي الذين كانوا يبحثون عن الشفاء. قوائم الانتظار كانت قد سجلت أرقاما مخيفة خلال الفترة الماضية ففي جراحات القلب المفتوح وحدها بلغت4802 جراحة في مستشفيات وزارتي الصحة والتعليم العالي, وقسطرة القلب التداخلية بلغت7156 في مستشفيات الوزارتين, وزرع الكلي89 حالة في مستشفيات التعليم العالي فقط, وزرع الكبد204 في مستشفيات التعليم العالي, وزرع القوقعة355 في مستشفيات وزارة الصحة, وجراحة الأورام بلغت92 في مستشفيات التعليم العالي, وجراحة مخ واعصاب بلغت675 حالة في مستشفيات التعليم العالي, وجراحة العظام2083 حالة في مستشفيات الوزارتين, وجراحات الرمد2432 في مستشفيات الوزارتين أيضا. الدكتورة هالة زايد وزيرة الصحة والسكان وصفت مبادرة القضاء علي قوائم الانتظار, التي دشنتها وزارة الصحة بأنها طوق نجاة للمرضي و أنه تم إجراء أكثر من3800 عملية منذ بدء الحملة بالتعاون مع مستشفيات الجامعة والقوات المسلحة والشرطة ووادي النيل. ومنذ إطلاق المبادرة تحولت المستشفيات إلي خلية نحل حيث تتواصل لجنة قوائم الانتظار بشكل مباشر مع المرضي علي مدار اليوم لتوجيههم للمستشفيات ومتابعة حالاتهم في72 مستشفي جامعية, بعدد أسرة تصل إلي26 ألفا و241 سريرا, تقدم الخدمة ل14 مليون مواطن و612 مستشفي تتبع وزارة الصحة تحتوي علي49 ألفا و475 سريرا, وتم ربط المستشفيات الجامعية بما فيها من أسرة رعاية مركزة وحضانات, بمستشفيات الصحة لإنهاء قوائم الانتظار بها. لأول مرة يتم اطلاق موقع إلكتروني لرصد وتسجيل المرضي وإنشاء قاعدة بيانات متكاملة علاوة علي وجود خط ساخن للاستماع لمشاكل المرضي إلي جانب المتابعة اليومية من الرئيس السيسي والدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء.. وجولات ميدانية شبه يومية من وزيري الصحة و التعليم العالي. التعاون المثمر من كل المؤسسات خاصة مساهمة مستشفيات القوات المسلحة الباسلة ومستشفي وادي النيل ومستشفيات الشرطة بتوجيه مباشر من وزير الداخلية يكشف عن نبل الأطباء والتمريض وكل العاملين الذين شكلوا سيمفونية يعزفها أبناء الشعب المصري الذي دائما يقهر المستحيل ويصنع المعجزات. ما حدث في تلك المبادرة نتمني أن يكون حافزا للقيام بمبادرات مماثلة في كافة القطاعات لمعالجة الأزمات والمشاكل خاصة الملحة منها التي تواجه المواطن المصري خلال الفترة المقبلة.