حرب الشائعات .. قنبلة موقوتة

لم يسلم منها أحد.. والفنانون الأكثر عرضة لنيرانها

بعدما شدد الرئيس عبدالفتاح السيسي علي خطورة الشائعات والتي بلغ عددها21 ألف شائعة علي مدار ال3 أشهر الماضية, بما يعادل233 شائعة في اليوم الواحد, اتضح أن الخطر طال فئات كثيرة, مما جعل التصدي لها ضرورة, وإنشاء مرصد إعلامي لمواجهة خطرها الذي قد يصل إلي حد تهديد الأمن القومي, خاصة أن بعضها يطال هيئات ومؤسسات الدولة.
تلعب السوشيال ميديا دورا كبيرا في بث الشائعات وسرعة انتشارها, وهو ما دفع كل وسائل الإعلام للعمل علي محاربتها وتوعية الجمهور بها, من خلال فيديوهات قصيرة وتعليقات صوتية توضح الفرق بين الشائعة والحقيقة بناء علي مواقف حقيقية وقعت بالفعل في المجتمع وشائعات صدقها الناس. ويعد الوسط الفني جزءا لا يتجزأ من المجتمع ولم يسلم أيضا من خطر الشائعات, التي أصبحت من مظاهر الحياة اليومية للمشاهير والنجوم, وترصد الأهرام المسائي في التقرير التالي, أبرز هذه الشائعات التي عاني منها بعض الفنانين وتأثيرها عليهم.
فيروز
تكرر خبر وفاة المطربة اللبنانية فيروز أكثر من مرة علي مدار السنوات الماضية, علي مواقع التواصل الاجتماعي وتداول رواد هذه المواقع صورها, وتجددت شائعة هذا الخبر فجر الإثنين الماضي, بتداول صورة لها تحمل نعيا لوفاتها عن عمر يناهز83 عاما وهو ماسبب حالة من البلبلة علي السوشيال ميديا إلي أن نفت هذه الشائعة شخصيات مقربة منها.
ومع تجدد شائعة وفاة جارة القمر التزمت أسرة فيروز الصمت ونأت بنفسها عن الرد علي هذه الشائعات, بينما سبق ووجهت ابنتها رسالة نارية منذ فترة طويلة لكل من يطلق الشائعات علي والدتها علي السوشيال ميديا, وأعلنت الاستعداد لحفل ضخم وألبوم جديد للمطربة فيروز بالتعاون مع ابنها زياد الرحباني عقب عودة العلاقات بينهما مرة أخري بعد فترة طويلة من القطيعة.
جميل راتب
لم يختلف الأمر كثيرا بالنسبة للفنان جميل راتب, الذي تتردد شائعات كل فترة عن وفاته, وهو ما تكرر خلال الأيام الماضية حيث تداول مستخدمو السوشيال ميديا منشورات علي صفحتهم الشخصية عن مفارقته الحياة بعد تدهور حالته الصحية مؤخرا, مما استدعي نقله للعناية المركزة, إلا أن جميل راتب أطل علي جمهوره من خلال فيديو نشره مدير أعماله التهامي هاني علي صفحته علي فيسبوك يؤكد من خلاله أن راتب بخير.
وقال هاني إن حالته الصحية استقرت وظهر في الفيديو صوت جميل راتب وهو يلقي بتحية الصباح علي جمهوره.
رجاء الجداوي
أعربت الفنانة رجاء الجداوي, عن استيائها الشديد من تكرار الشائعات وانتشارها, والتي تؤثر سلبا علي الأسر والبيوت, خاصة أن الشائعة تتفاقم ويتداولها مستخدمو السوشيال ميديا ويصدوقنها سريعا, مطالبة بتشديد الرقابة.
وقالت رجاء لالأهرام المسائي, الناس أعلنوا وفاتي3 مرات من قبل, ولم يكتفوا بذلك بل إنهم وضعوني داخل النعش ووضعوا صورتي علي الكفن, وذلك من خلال مقطع فيديو تم بثه علي موقع اليوتيوب وأزعجني ذلك كثيرا وتسبب في انهيار ابنتي من البكاء خوفا علي عقب انتشار مقطع الفيديو. وأضافت مازحة: الحقيقة أنني تضايقت للغاية عندما لم أر طارق النهري يحمل نعشي داخل الفيديو الذي تم بثه علي السوشيال ميديا, رغم أنه مشهور بحمله جثامين الفنانين, مستأنفة حديثها: الموت لا مفر منه ولكن لماذا يتعجل الجمهور
وفاتنا؟ مطالبة الجميع بضرورة مراعاة ضمائرهم فيما ينشرونه من شائعات لأنها تسبب أذي شديدا لأصحابها.
ميريهان حسين
وأرادت الفنانة ميرهان حسين السخرية من خبر أو شائعة تدهور صحتها ونفسيتها نتيجة لتشوه وجهها بعد إجراء عملية تجميل فاشلة علي طريقتها الخاصة, فأطلت علي محبيها بصورة جديدة علي أنستجرام تحمل تعليقا ساخرا.
حيث تظهر في صورة حديثة وهي مستلقية علي السرير, وعدلتها بفلتر من سناب شات علي شكل نضارة وغير ملامح وجهها لتبدو وكأنها تفكر, ثم علقت علي صورتها قائلة وأنا أقرأ الشائعات.
يوسف فوزي
رغم ابتعاد الفنان يوسف فوزي عن الحياة الفنية إلا أنه لم يسلم أيضا من الشائعات مؤخرا, حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي خبر وفاته بعد معاناة شديدة مع المرض عقب إعلانه الاعتزال نتيجة إصابته بالشلل الرعاش. قال يوسف فوزي في تصريح خاص لالأهرام المسائي: لم أعد أهتم بالشائعات التي يطلقها البعض, لأنها سبق وأصابتني بأذي نفسي ومادي, علي سبيل المثال كنت مرشحا لتقديم دور أمام الفنانة نادية الجندي وعادل إمام في فيلم خمسة باب ولكن أطلق البعض شائعة أنني هاجرت إلي خارج مصر, وتسبب ذلك في ضرر بالغ لي في عملي فالتمثيل هو مصدر دخل, وتكرر الموقف عندما أطلقوا شائعة موتي بعد ترشيح الفنان الراحل نور الشريف لي للمشاركة بدور في أحد أفلامه, وصدقهم بالفعل وعندما قابلته فوجئ بي وقال قالولي إنك مت, فأجبت ضاحكا لسه في العمر بقية.
ومن جانبه قال د. محمد المرسي أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة, رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون سابقا, أصبحت الشائعات تحوطنا من جميع الاتجاهات وفي كل مجالات الحياة سواء الاقتصادية أو السياسية أو الفنية والرياضية, ولا نتعجب لوجود هذا الكم الهائل من الشائعات والتي تستهدف إثارة البلبلة والتأثير علي الروح المعنوية للمواطنين وضرب الاقتصاد والسياحة وكلها أمور تمس الأمن القومي لمصر بشكل مباشر.
تابع: نلاحظ أنه حدث شبه صحوة في درجة الوعي لدي رواد التواصل الاجتماعي, من خلال محاولة التأكد من المعلومة قبل نشرها, كما أن وسائل الإعلام بدأت تهتم بالتصدي لهذا الخطر من خلال بث فيديوهات قصيرة لتوعية الجمهور ودفعه للتمييز بين الحقيقة والشائعة, ولا ننكر المجهود الذي يبذله مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء للرد علي الشائعات ولكنه يستغرق وقتا في عملية الرد التي تحتاج في بعض الأحيان إلي السرعة, لأن توقيت الرد مهم للغاية في القضاء علي الشائعة وعلاج أثرها.
تابع: ما أثار إعجابي دعوة مجلس النواب خاصة أسامة هيكل رئيس لجنة الإعلام بالمجلس, لعمل مرصد إعلامي للرد علي الشائعات أولا بأول بعد تحليلها, ولكني أؤكد أنه يجب أن نحسن اختيار القائمين علي هذا المرصد وأن يكون تابعا لجهة علمية تعمل بشكل دقيق وأن تتعاون المؤسسات المعنية مع هذا المرصد من أجل توفير المعلومات المناسبة لذلك, بالإضافة إلي ضرورة وجود قانون لحرية تداول المعلومات.