يعتبر المعمل المركزي لبحوث الحشائش أحد أهم المؤسسات البحثية التابعة لمركز البحوث الزراعية بوزارة الزراعة حيث تتركز اهتماماته في البحوث والإرشاد والتدريب وإصدار التوصيات الفنية الخاصة في مجال مكافحة الحشائش في كل الحاصلات الزراعية( حقلية وبستانية) بهدف تقليل الخسائر الناجمة عن الحشائش والتي تقدر بحوالي30% وتقليل الفقد في المياه بمقدار نحو ملياري متر مكعب سنويا. وعن تاريخ المعمل يقول الدكتور عبده عبيد أحمد إسماعيل مدير المعمل المركزي لبحوث الحشائش إنه أنشئ لتكون مهمته الأساسية زيادة إسهامات تخصص علوم الحشائش في زيادة الإنتاج النباتي في15 مليون فدان محصولي وتبعا للخطط البحثية الخمسية علي المستوي القومي لمصر. وأضاف أن بحوث الحشائش بدأت في مصر عام1950 كأحد أنشطة فسيولوجيا النبات ثم صار فرعا مستقلا باسم قسم بحوث مكافحة الحشائش عام1964 وكانت تابعة لمصلحة الزراعة وعند إنشاء مركز البحوث الزراعية بالقرار الجمهوري رقم2425 عام1971 نقل تبعية قسم بحوث مكافحة الحشائش إلي معهد بحوث وقاية النباتات ثم نقل بعد ذلك إلي معهد بحوث المحاصيل الحقلية عام1987 وصار معملا مركزيا لبحوث الحشائش بالقرار الوزاري224 لسنة.2002 وعن أقسام المعمل أكد الدكتور عبيد أنه يوجد بالمعمل ثلاثة أقسام بحثية رئيسية تحتوي علي15 وحدة بحثية منها قسم بحوث مكافحة الحشائش في المحاصيل الحقلية وهذا القسم يشمل مجموعة من الوحدات وهي وحدة بحوث المكافحة المتكاملة للحشائش في محاصيل لحبوب والمحاصيل البقولية والأعلاف, وكذلك المحاصيل السكرية ومحاصيل الألياف والمحاصيل الزيتية. كذلك يشمل قسم بحوث مكافحة الحشائش في المحاصيل البستانية والخضر وجوانب الجسور والترع والمصارف ويحتوي هذا القسم علي مجموعة من الوحدات وهي وحدة بحوث المكافحة المتكاملة للحشائش في محاصيل البساتين( الموالح العنب الموز المانجو) محاصيل الخضر( طماطم بطاطس بسلة بصل) نباتات الزينة والنباتات الطبية والعطرية. وأيضا قسم بحوث حصر وبيئة وفسيولوجيا الحشائش وهو يحتوي علي مجموعة من الوحدات وهي وحدة بحوث الحصر والتصنيف والمعاشب وهو يقوم بعمل حصر للحشائش المنتشرة بالمحاصيل المختلفة علي مستوي الجمهورية تم تصنيف هذه الحشائش وعمل عينات مرجعية لها ورسم خرائط لإنتشار الحشائش. وكذلك وحدة بيئة وفسيولوجيا الحشائش:- وهي تقوم بإجراء البحوث الخاصة بالتطفل والتنافس- الأليلوباثي, وكذلك وحدة بحوث الحشائش المتطفلة مثل الحامول والهالوك ويدعم هذه الأقسام الثلاثة اثنتا عشرة محطة فرعية لبحوث الحشائش بمختلف محافظات الجمهورية وهي محطة بحوث سخا والسرو بشمال الدلتا ومحطة بحوث الجميزة وسط الدلتا ومحطة بحوث الإسماعيلية شرق الدلتا ومحطة بحوث القناطر الخيرية جنوب الدلتا, وكذلك محطة بحوث سدس وملوي مصر الوسطي ومحطة بحوث شندويل والمطاعنة كوم أمبو ومصر العليا ومحطة بحوث النوبارية أراض جديدة ومحطة بحوث الجيزة. وتقوم هذه المحطات بتنفيذ البرامج البحثية الخاصة بالأقسام البحثية ونقل التكنولوجيا المتحصل عليها إلي أجهزة الإرشاد والمكافحة والزراع بالمحافظات التي تقع بها هذه المحطات. هذا بالإضافة إلي وجود وحدة ذات طابع خاص ينصب دورها في فحص المستوردات والصادرات النباتية المرسلة من الحجر الزراعي والهيئة العامة للرقابة علي الصادرات والواردات لتحديد ما بها من بذور حشائش حجرية أو سامة وتقدير مخاطر هذه الحشائش كذلك حل مشكلات الحشائش في جميع المؤسسات سواء كانت حكومية قطاع عام أو خاص علي مستوي الجمهورية. كما يوجد بالمعمل مكتبة تحتوي علي عديد من الكتب والدورات والمراجع العلمية الخاصة بعلوم الحشائش ومجهزة بقاعة للاجتماعات والمحاضرات كما توجد ثلاثة معاشب تحتوي علي عينات مرجعية لأهم الحشائش المصرية. وعن أهم الأنشطة التي يقوم بها المعمل أكد الدكتور عبده أن الأنشطة التي يقوم بها المعمل المركزي لبحوث الحشائش تتعدد من حيث إصدار التوصيات الفنية المعتمدة لمبيدات الحشائش سنويا والتي تطبق في مختلف المحاصيل الرئيسية طبقا لبروتوكولات لجنة المبيدات الزراعية بوزارة الزراعة والتي تستخدم في مساحة حوالي4 ملايين فدان سنويا( مليون فدان لمحصول القمح, مليون فدان لمحصول الأرز, مليون ونصف فدان للمحاصيل البستانية والخضر ونصف مليون فدان في المحاصيل الاخري). كما يتعاون المعمل مع اجهزة الحجر الزراعي والهيئة العامة للرقابة علي الصادرات والواردات في فحص حوالي الف عينة من الشحنات النباتية للمستوردات والصادرات سنويا وتحديد ما بها من بذور سامة وخبيثة وحجرية لمنع دخولها البلاد وكذلك الاشتراك في الحملات القومية للمحاصيل الرئيسية مثل الحملة القومية للنهوض بمحصول القمح وقصب السكر والذرة الرفيعة وأيضا إجراء البحوث العلمية الأساسية والتطبيقية في مختلف مجالات علوم الحشائش وتقدير الخسائر التي تحدثها الحشائش في مختلف المحاصيل الرئيسية, ووضع حزم التوصيات المناسبة لها وعمل قاعدة بيانات لأهم الحشائش المنتشرة في مصر لوضع استراتيجيات المكافحة لها وكذلك عمل كتالوج للحشائش المختلفة في كافة مراحل النمو مثل البذرة والبادرة والنبات الكامل وكذلك أصدار النشرات الفنية الدورية والملصقات والكتب الخاصة بمكافحة الحشائش في المحاصيل الحقلية والبستانية والتعاون مع اجهزة الاعلام المسموعة والمرئية في عمل برامج متخصصة في مجال المكافحة المتكاملة للحشائش في المحاصيل المختلفة والرد علي استفسارات السادة الزراع والمتعلقة بمشاكل الحشائش وكيفية مكافحتها. وفي مجال التنمية البشرية يقوم المعمل بتدريب الباحثين والمهندسين الزراعيين( إرشاد مكافحة حجر زراعي) في التعرف علي الحشائش وكيفية مكافحتها وكذلك التدريب السنوي لطلاب كليات الزراعة بمختلف الجامعات المصرية في كيفية التعرف علي الحشائش وكيفية مكافحته, وأيضا تدريب مطبقي المبيدات بالاشتراك مع لجنة مبيدات الآفات الزراعية إقامة المدارس الحقلية لتدريب الزراع علي كيفية مكافحة الهالوك والإشراف العلمي علي رسائل الماجستير والدكتوراه والاشتراك في المؤتمرات العلمية الدولية والمحلية وورش العمل. ومن النجاحات الكبيرة للمعمل حل مشكلة انتشار حشيشة الزمير في القمح كمحصول إستراتيجي هام والتي كانت تهدد الإنتاج الزراعي, وذلك في الفترة من1992 إلي2002 مما وفر زيادة في إنتاجية القمح نحو420 مليون جينها خلال هذه الفترة. وفي مجال التنمية البشرية تم تأسيس المدارس الحقلية لمكافحة الهالوك في الفول البلدي لتدريب الزراع علي مكافحة الهالوك بأنفسهم بالتعاون مع منظمة الأغذية والزراعة وبرنامج الحملات القومية للنهوض بإلانتاج الزراعي ووزارة الزراعة.