حالة من النشاط تشهدها أروقة محافظة القاهرة لبدء تنفيذ عدة حملات مكبرة لضبط شوارع العاصمة وفرض سيف القانون علي الجميع ومحاربة الإشغالات وفتح الطرق المكدسة وإزالة المخلفات المتراكمة, حيث بدأت تلك الحملات بحي شرق مدنية نصر وتحديدا بالحي العاشر الذي يختلف وجهه كثيرا عن شكل الحي الراقي. ووسط الكم الهائل من الإشغالات التي احتلت أرصفة العاصمة وحرمت المارة من السير بأمان فوقها, هناك محاولات جديدة لتحرير الأرصفة من الإشغالات التي تحولت إلي أسواق في أغلب الأماكن وأطلقت محافظة القاهرة مبادرة الرصيف حق للمشاة تهدف إلي رفع الإشغالات عن الأرصفة واستعادة حق المواطن فيها, ويرتبط تطبيق هذه المبادرة بشن الحملات بجميع الأحياء لرفع الإشغالات الموجودة علي الأرصفة بشوارع العاصمة, ومنع رجعوها مرة أخري. وأكد محافظ القاهرة أن هذه المبادرة ستكون دليلا علي احترام المواطنين وحرص المحافظة علي حق المشاة في السير علي رصيف آمن وعدم اضطرارهم للنزول إلي نهر الشارع, مما يؤدي إلي عرقلة المرور وكثير من الحوادث, وشكل المحافظ فريق عمل من إدارة التفتيش الفني والمستشار القانوني وإدارة المتابعة الميدانية لوضع ضوابط تنفيذ المبادرة, وتحديد العناصر التي يجب أن تشملها, كما كلف إدارة المتابعة الميدانية بالمحافظة برصد عدد الأرصفة التي يتم تخليصها من الإشغالات في كل حي والتأكد من متابعة الحي لها وقدرته علي عدم السماح بعودة الإشغالات إليها مرة أخري, مشيرا إلي أن هذا الأمر سيكون عنصرا رئيسيا من عناصر تقييم أداء رؤساء الأحياء. وأشار المحافظ إلي أن إخلاء الأرصفة سيشمل عدم السماح بخروج المطاعم والمقاهي عن المساحات المرخصة لهم وإزالة الأكشاك المخالفة, كما ستشمل ترميم الأرصفة وتعويض البلدورات المفقودة وإعادة دهانها. وبحسب تصريحات المهندس عاطف عبد الحميد محافظ القاهرة فإن الخطة الموضوعة للأجهزة بالمحافظة تهدف لإعادة الانضباط لشوارع وميادين العاصمة والقضاء علي بؤر الباعة الجائلين والأسواق العشوائية بجميع الأحياء ورفع الاشغالات والأكشاك المخالفة من الطرق العامة وإخلاء وتطهير الأرصفة للمارة حفاظا علي أرواحهم وفتح الشوارع المغلقة لتسيير حركة المرور منعا للتكدس وتحقيق السيولة المرورية المنشودة بالشوارع والمحاور الرئيسية, ولكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن: كيف سيكون الوضع بعد توقف تلك الحملات في الشارع؟ والإجابة تتلخص في عودة تلك المظاهر في شوارع العاصمة إلي سابق عهدها وضياع جهود رجال الأحياء ما لم يتم وضع آلية للتعامل الفوري مع أي مواطن يحاول التعدي علي حرمة الطريق أو مخالفة القانون. الخطوات التي تتخذها العاصمة في محاربة الظواهر العشوائية بالشارع القاهري يجب أن يصحبها خطة محكمة للحفاظ علي نتائج الحملات المكبرة التي تستمر أيام معدودة. وتلك الخطة يجب أن تتميز بوضع حلول نهائية للحد من قيام أصحاب المحال التجارية بإشغال الطريق العام والانتهاء من منظومة الكهرباء الجديدة للمحافظة, لمنع قيام الباعة الجائلين وأصحاب الأكشاك المخالفة بسرقة التيار الكهربائي, خاصة مع بدء الاستعداد لحلول عيد الأضحي المبارك. في رأي اللواء محمد أيمن عبد التواب, نائب محافظ القاهرة للمنطقتين الغربية والشمالية, إن المواطن من حقه أن يسير في أمان أعلي الرصيف, لذلك فإن المحافظة تبذل جهودا كبيرة لتطهير الرصيف من الإشغالات والباعة الجائلين, ولكن دائما ما يعودون مرة أخري, وهو ما جعل المحافظة تعمل علي فتح أسواق للباعة الجائلين في عدد كبير من الأحياء. ويتفق معه في الرأي اللواء خالد محمد شحاتة, رئيس حي السلام أول, مؤكدا أنه تم البدء في ترميم الأرصفة وإعادة دهانها, تمهيدا لوضع لوحات إرشادية للمبادرة. كما بدأت أجهزة حي شبرا في تطبيق مبادرة الرصيف حق للمشاة, التي أطلقتها محافظة القاهرة, والتي تهدف إلي تجميل الأرصفة وتمهيدها لتكون حقا لكل مواطن, وإزالة الإشغالات والباعة الجائلين منها. وفي حي مصر الجديدة بدأ الحي في تركيب لوحات إرشادية لتعريف المواطنين بأهمية ودور مبادرة الرصيف حق للمشاة علي رصيف حديقة الميرلاند المواجه لشارع محمد نافع, خاصة بعد الانتهاء من تطويره ودهانه. وقال المهندس إبراهيم صابر, رئيس حي مصر الجديدة, إنه تم الانتهاء من ترميم هذه المسافة, وجار استكمال ترميم وصيانة الرصيف المحيط بحديقة الميرلاند لتحويله إلي ممشي رياضي حول الحديقه البالغ مساحتها50 فدانا. وأضاف رئيس الحي أنه بعد الانتهاء من هذا المربع سيتم الانتقال إلي شوارع أخري, مع إزالة أية إشغالات أو تعديات علي الأرصفة. ومنح المحافظ لرؤساء الأحياء حرية البدء في تنفيذ المبادرة بتقسيم الحي إلي مربعات أو البدء بشوارع منفصلة حسب طبيعة كل حي وقدراته, وطالب المحافظ رؤساء الأحياء بمراعاة تنفيذ منحدرات جانبية علي مسافات متباعدة مراعاة لذوي الاحتياجات الخاصة.