وسط الكم الهائل من الإشغالات والباعة والمتاجر المتنقلة التي احتلت أرصفة العاصمة وحرمت المارة من السير بأمان فوق الرصيف. ظهرت محاولات جديدة خلال الفترة الماضية لتحرير الأرصفة من الإشغالات التي تحولت إلي أسواق كبيرة في أغلب الأماكن ومن تلك المحاولات الأخيرة المبادرة التي أطلقتها محافظة القاهرة تحت عنوان "الرصيف من حق المشاة".. التي تهدف إلي رفع الإشغالات عن الأرصفة واستعادة حق المواطن فيها والمشي عليها بعيداً عن الزحام والسيارات عن طريق شن الحملات بجميع أحياء المحافظة لرفع الإشغالات وإزالة التعديات. وشكلت المحافظة لجاناً وفرق عمل لتنفيذ المبادرة عن طريق تعليق لافتات بشوارع الأحياء حول المبادرة وضرورة تعاون المواطنين مع الأحياء لاستعادة الحق في الرصيف وإخلاء الأرصفة من المطاعم والمقاهي التي تفترش الأرصفة المواجهة لها بالكراسي والترابيزات خدمة لزبائنها فقط دون أدني اهتمام لحق باقي المواطنين وكذلك إزالة الأكشاك المخالفة وترميم الأرصفة المتهالكة القديمة وتنفيذ منحدرات جانبية علي مسافات متباعدة لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة في التنقل بسهولة ويسر. ورغم كل هذه الأهداف التي تحملها المبادرة لمساعدة المشاة إلا أن الصورة في الواقع تأتي مغايرة تماماً لكل الأمنيات. وتنتظر المبادرة التفعيل بقوة وحسم من إدارة الأحياء وإزالة الإشغالات والتعديات والفروشات التي التهمت الأرصفة وضيقت الخناق علي لافتات المبادرة التي اختفت وسط الكم الهائل من المنتجات والأصناف المباعة علي الرصيف. وخلال جولة "المساء" بشوارع وسط البلد وشبرا رصدنا انتهاكات وعدم تقدير الباعة للمبادرة وفي نفس الوقت تقاعس المسئولين في إزالة الإشغالات واستعادة حق المواطن الفعلي والمشاة في الترجل والمشي براحة وأمان. حيث استمرت الفروشات وباعة الملابس "البالة" والمستعملة في التهام ليس الرصيف فقط بل الشارع حيث في شارع 26 يوليو والإسعاف والوكالة وشارع رمسيس لاتزال فروشات الملابس والباعة المتجولين تحتل الأرصفة والميادين الرئيسية ولا حياة لمن تنادي. وكذلك تحت كوبري 15 مايو وأكتوبر وقصر النيل أصبحت الأماكن المناسبة لركن سيارتهم دون النظر لحاجة المواطنين في المشي والتحرك بسهولة رغم إنشاء جراج التحرير ولكن دون جدوي. وأيضاً بشوارع أحياء شبرا انتشرت المقاهي والمطاعم لتقتصر الاستفادة بالرصيف علي زبائن المطعم أو المقهي فقط ولم يعبأ أصحابها بباقي المواطنين منهم ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يعانون الأمرين في تلك الأحياء القديمة من الزحام بسبب الباعة والسيارات.