عاد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي أرض الوطن ظهر أمس, قادما من الخرطوم بعد زيارة رسمية للسودان استغرقت يومين. وأجري الرئيس السيسي, خلال الزيارة محادثات مع الرئيس السوداني عمر البشير بالقصر الجمهوري, تناولت سبل تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون بين البلدين في كل المجالات بما يحقق المصالح المشتركة, بالإضافة إلي مستجدات الأوضاع الإقليمية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وأعرب الرئيسان عن رضائهما عن مستوي العلاقات المتميزة بين القاهرةوالخرطوم, مؤكدين عزمهما المضي قدما بهذه العلاقات لخدمة المصالح الاستراتيجية لشعبي البلدين الشقيقين. كما وجه الرئيس السيسي ونظيره السوداني بتشكيل لجنة تسيير برئاسة وزيري خارجية البلدين وعضوية الجهات المعنية المختلفة لبلورة مشروعات محددة بجداول زمنية يتم الالتزام بها وتكثيف الجهود لوضع ما يتم الاتفاق عليه موضع التنفيذ. وقال السفير بسام راضي, المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية: إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد خلال لقائه أمس, بمقر إقامته بالخرطوم, عددا من قيادات ورموز القوي السياسية والمفكرين والإعلاميين السودانيين, حرص مصر علي استقرار السودان, وأن أمن السودان هو جزء لا يتجزأ من أمن مصر القومي, ومنوها إلي دعم مصر لدور السودان في محيطيها الإقليمي والدولي, في ضوء ترابط الأمن القومي للبلدين والعلاقات التاريخية التي تربط بين الشعبين. وأعرب الرئيس عن سعادته بزيارة السودان والالتقاء بمفكريها وقيادات العمل السياسي السوداني, مشيرا إلي أن الزيارات المتعاقبة بين الدولتين تؤكد حرص القيادتين المصرية والسودانية علي دفع العلاقات الثنائية وإجهاض أي محاولات لتعكير صفو العلاقات بينهما. وأكد الرئيس السيسي أن سياسة مصر الخارجية تقوم علي مبادئ راسخة قوامها مد روابط التعاون والتنمية وإرساء السلام, في إطار ثابت من الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة, التي تسمو فوق أي اختلافات في وجهات النظر. وأشاد الرئيس بما تبذله الدولتان حاليا من جهود حثيثة لدعم علاقات التعاون بينهما, وقيام لجان وآليات التعاون الثنائي بين البلدين بتجاوز العديد من الصعوبات التي كانت تواجهها, وترفيع اللجنة المشتركة بين البلدين إلي المستوي الرئاسي وانعقادها بالخرطوم في أكتوبر المقبل, وتشكيل لجنة التسيير بين البلدين لتحديد خطط واضحة بأهداف محددة وجداول زمنية لوضع ما يتم الاتفاق عليه موضع التنفيذ. وأشار الرئيس في السياق ذاته, إلي الشروع في تنفيذ مشروعات قومية مشتركة, منها الربط الكهربائي ومد خطوط السكك الحديدية بين الدولتين, مؤكدا أن هناك آفاقا واسعة للارتقاء بعلاقات التعاون إلي أبعد مدي. وتطرق الرئيس خلال اللقاء إلي جهود الإصلاح الاقتصادي الشامل الجاري تنفيذها في مصر, وكذا الإجراءات التي تتخذها مصر لتوفير مناخ جاذب للاستثمار, والمشروعات القومية العديدة الجاري إقامتها, خاصة في مجال البنية التحتية, والمدن الجديدة بمختلف أنحاء الجمهورية, منوها إلي ما أظهره الشعب المصري من وعي وإدراك وتفهم لطبيعة المرحلة; كما شدد الرئيس علي حرص الحكومة المصرية علي تعزيز العلاقات الاقتصادية وزيادة حجم التبادل التجاري مع السودان. وأضاف المتحدث الرسمي, أن الرئيس السيسي أكد أيضا أهمية تعزيز العلاقات الحزبية والشعبية بشكل متواز مع العلاقات الرسمية بين البلدين, مشيرا إلي دورها المحوري في تعزيز العلاقات الثنائية بوجه عام لتجاوز أي قضايا عالقة بين الجانبين, منوها إلي المسئولية الكبري التي تقع علي عاتق الأجهزة الإعلامية في البلدين للقيام بدور إيجابي وبناء في توطيد العلاقات الثنائية, وأهمية قيام الجانبين باتخاذ خطوات متسارعة نحو توقيع ميثاق شرف إعلامي يضمن قيام إعلام الجانبين بإعلاء المصلحة الوطنية العليا والنأي عن أي محاولات لتعكير صفو العلاقات بين مصر والسودان.