عاش بدري في إحدي قري مركز إدفو مرحلة طفولته بين أسرة تعاني ضيق ذات اليد فالأب عامل باليومية يكد لتوفير القوت وسد رمق الأفواه الجائعة التي تأكل الطوب إن استطاعت, فخمسة أطفال حمل ثقيل علي كاهل عليل. كست مشاهد الفقر عقل بدري فرفض التحدي وبذل الجهد كأقرانه الذين انتبهوا لأنفسهم واستمروا في طريق دراستهم, فتكلس تفكيره وأراد أن يغلب تفوقهم ويصبح أفضل منهم ولو بطريق الحرام. ظل الشاب المغلوب علي أمره حائرا مشتت الذهن يفكر ليل نهار في أن يكون حديث القرية فلم يجد أمامه سوي ثلاثة من الأشرار كشفوا له أحد دروب إبليس ناصحين له باتخاذ السرية والكتمان فلا يخرج من الدرب إلي السجن. خرج بدري من جلسة هؤلاء الشياطين متوجها إلي أحد الموزعين الصغار للبانجو متوسلا له أن يدله علي من يقف بجواره علي أن يكون وفيا له محافظا علي سر المهنة وتحقق له ما أراد, ليبدأ مرحلة جديدة من عمره الذي لم يكن يتعدي العشرين ربيعا. وبمرور4 أعوام, نضج بدري في تجارته واستوعب مفردات سوق المدمنين في مركز إدفو وجري بين يديه المال الحرام لتظهر عليه معالم ثراء غير طبيعية مما لفت أنظار البعض متسائلين عن السر. رويدا رويدا ذاع صيت بدري ووصلت أسماعه إلي رجال المباحث الذين سارعوا بوضعه تحت رقابة رجال الشرطة السرية الذين بدأوا في جمع المعلومات عنه وبعد التحريات والفحص وضعت مباحث إدفو التحريات أمام العميد أسامة حلمي مدير المباحث الجنائية بمديرية أمن أسوان الذي وجه لسرعة ضبطه متلبسا. كان بدري يستعد لاستلام كمية من البانجو من أحد التجار من خارج المحافظة, حيث ارتفع سعر هذا الدخان الأزرق في سوق المدمنين ارتفاعا غير مسبوق بسبب تضيق الخناق الأمني علي منافذ الطرق الأمر الذي رفع سعر طلقة البانجو الكبيرة من50 إلي120 جنيها. وبحس رجال الأمن, وضع ضباط مباحث مركز إدفو خطة محكمة للإيقاع ببدري متلبسا بعد أن تركوه عمدا يتسلم الكمية المتفق عليها وهو في غاية الاطمئنان, وفيما هو سعيد متوهم بخداعه لرجال الشرطة, كان كمينا قد تم نصبه لضبطه, حيث سقط الشاب بدري وبحوزته4 كيلو جرامات من البانجو وبندقية خرطوش فلم يبد أي مقاومة علي الإطلاق إذ أدرك أن طلقات البانجو قد أودت به إلي السجن, ليقتاده رجال الأمن إلي ديوان المركز في هدوء لتحرير المحضر اللازم.