تعد محافظة سوهاج أولي محافظات الجمهورية إنتاجا لمحصول البصل الذي تخطت شهرته الحدود المحلية ليصبح منتجا عالميا تتهافت عليه دول العالم لما يتمتع به من مواصفات تصديرية عالية الجودة مما دفع المستوردين إلي التوجه للمحافظة لمعاينة المحصول وشرائه علي الأرض قبل جمعه لدرجة انه أصبح من المحاصيل النقدية المهمة التي تدر علي المزارعين أرباحا كبيرة. في البداية يقول أحمد فقير أمين عام الفلاحين في سوهاج إن البصل من أهم المحاصيل التي يعتمد عليها الفلاح في سوهاج في فصل الشتاء حيث تتميز المحافظة عن أي مكان في العالم بزراعاته مما دفع الدولة إلي إقامة أكبر مصنع للبصل في المحافظة منذ أوائل الثمانينات و له وسيط عالمي ومنتجات عالمية تغزو الأسواق الأوروبية. وأشار إلي أن الفدان في الأرض الطينية ينتج حوالي20 طنا تقريبا أما الصحراوي فيزيد عن ذلك ويوجد منه نوعان الأول السبعيني الذي يزرع في وادي النيل وهذا دورة عمره سبعون يوما وتنتشر زراعته في الأراضي الطينية والنوع الثاني المئوي وتستمر دورة حياته مائة يوم وتنتشر زراعته في الظهير الصحراوي للمحافظة. وأضاف فقير أن أهم مشاكل زراعة البصل في سوهاج تتمثل في ارتفاع مستلزمات الإنتاج حيث يستخدم في زراعته كميات كبيرة من السماد تصل الي أكثر من15 جوال يوريا ونترات وسعر الجوال الان يصل إلي اكثر من256 للجوال, وغالبية الاراضي المزروعة في الصحراء ليس لها حيازات زراعية يتم من خلالها صرف السماد من الجمعيات الزراعية مما يضطر المزارعين الي شراء السماد بالسعر الحر كما ان محصول البصل يعتمد علي العمالة الكثيفة, فالفدان الواحد يحتاج الي اكثر من20 عاملا لزراعته كما يحتاج الي اكثر من20 عاملا في التقليع والجمع والتعبئة ومع ارتفاع يومية العامل الواحد الي اكثر من150 جنيها اصبح الفدان يحتاج عمالة تتكلف اكثر من6 آلاف جنيه, وبالتالي لا يغطي نفقات إنتاجه وأضاف ان من المشاكل الاخري التي تواجه المزارعين ما يحدث أحيانا من إجراءات عدم فتح الأسواق امام المنتج للتصدير وإغلاق مصنع البصل الذي كان يستخدم في تصنيع المنتج الي مواد خام تستمر فتره طويلة حولته إلي محصول سريع التلف في ظل ظروف المناخ شديد الحرارة. ويطالب امين عام الفلاحين في سوهاج الدولة بتقديم الدعم لمزارعي البصل وتنشيط دور الجمعيات التعاونية في التسويق وفتح أسواق جديدة وتشغيل مصنع بصل سوهاج وتشجيع المستثمرين لإنشاء محطة تصدير ومصنع بصل جديد في سوهاج. يقول يونس لطفي- مزراع- إن هناك العديد من القري بسوهاج من أكثر قري الصعيد إنتاجا لمحصول البصل لطبيعتها الجبلية وجودة المحصول في التربة الرملية جعلته مطلوبا باستمرار في الدول الأوروبية وذلك لخبرة اهالي القري الطويلة في زراعته جعلته المحصول الأول الذي يدر عليهم أرباحا كبيرة, مشيرا إلي ان كساد سوق البصل وتراجع أسعاره بشكل كبير وكان ذلك بمثابة الصاعقة التي قتلت مزارعي البصل وقضت علي طموحاتهم التي حلموا بها ورسموها طوال فترة زراعة المحصول. ومن جانبها أوضحت الدكتورة امل اسماعيل وكيل وزارة الزراعة بسوهاج أن محصول البصل من المحاصيل التي تتميز سوهاج بزراعته حيث يتمتع بجودة عالية جعلته من المحاصيل التصديرية, مشيرة إلي أن مساحات الأراضي المزروعة بالمحصول بلغت ب1674 فدانا بمركز سوهاج1856 فدانا بمركز جهينة و2334 فدانا بمركزطهطا وفي مركز جرجا3782فدانا وفي مركز دار السلام1184 فدانا وفي العسيرات1357 فدانا. مشيره إلي أن محافظة سوهاج تتميز دون غيرها من المحافظات في تصدير محصول البصل.