نددت كوريا الشمالية أمس بمطالب الولاياتالمتحدة المبالغ فيها خلال المحادثات الثنائية حول نزع الأسلحة النووية التي أجراها وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في العاصمة الكورية الشمالية بيونج يانج وكان وصفها في وقت سابق بأنها بناءة. ووصفت وزارة الخارجية الكورية الشمالية الموقف الأمريكي خلال الاجتماع بأنه مؤسف للغاية معتبرة انه يخرق روح الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج أون والرئيس الأمريكي دونالد ترامب في قمة سنغافورة التاريخية الشهر الماضي, ومتهمة إياها بالسعي لنزع النووي بشكل أحادي وقسري. وأعرب مصدر في الوزارة عن أسف كوريا الشمالية حول سلوك المفاوضين الأمريكيين خلال محادثات العمل التي جرت نهاية الأسبوع الماضي حول تفاصيل نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية. وأورد البيان الكوري الشمالي أن مسئولين حملوا بومبيو رسالة شخصية لترامب يعربون فيها عن آمالهم بتعزيز العلاقات الرائعة ومشاعر الثقة بين الزعيمين في محادثات مستقبلية. وقال البروفسور سانج مو جين في جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول للوكالة الفرنسية للأنباء إن بيونج يانج تفصل بين البيروقراطيين الأمريكيين وبين الرئيس ترامب, وتبدي ثقتها به. وأوضح البروفسور أن ذلك لا يهدف إلي نسف المحادثات, فكوريا الشمالية تسعي إلي تعزيز موقفها في المفاوضات المقبلة. وتابع البروفسور أن كوريا الشمالية انتظرت من بومبيو تقديم اقتراح ملموس لضمانات أمنية لكنها أصيبت بخيبة بعد إصرار الجانب الأمريكي علي المطلب القديم بنزع كوريا الشمالية السلاح النووي قبل تقديم الولاياتالمتحدة أي شيء في المقابل. وهي الزيارة الثالثة التي يجريها بومبيو الي بيونج يانج, وكان قد زار كوريا الشمالية عندما كان لا يزال مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية واستمر بالتفاوض بعد الكشف عن إجراء محادثات أمريكية-كورية شمالية وتوليه منصب وزير الخارجية. ويبدو أن المحادثات بين واشنطنوبيونج يانج حول تفكيك الترسانة النووية الكورية الشمالية تجري في مسار معاكس مقارنة مع مفاوضات سابقة. فبدلا من تتويج الزعيمين سنوات من التفاوض المضني بلقاء قمة بينهما, جاءت قمة سنغافورة لتطلق مسارا دبلوماسيا طويلا سارع ترامب من خلاله إلي إعلان انتهاء الأزمة ما أثار انتقادات المراقبين وخبراء منع انتشار السلاح النووي. ويقع علي عاتق بومبيو, الساعي للحصول علي إعلان من كوريا الشمالية حول حجم برنامجها النووي وجدول زمني لذلك, مهمة تنفيذ برنامج نزع السلاح النووي وتتويجه بعمليات تحقق وتفتيش دولية. وتأمل واشنطن بأن يبدأ النزع التام للأسلحة النووية في غضون عام, لكن العديد من المراقبين المختصين ومنتقدين لترامب يحذرون من ان تعهدات القمة مع كيم لا تعني الكثير وأن العملية يمكن ان تستغرق سنوات حتي لو بدأت.