لم يكن أمرا يتوقعه أكثر الناس تفاؤلا أن تقوم مصر بإنجاز مشروعات عقب نجاح ثورة إرادة الشعب بتلك الصورة التي ارتبطت بتوقيتات قياسية غير مسبوقة لم يألفها المواطن المصري أو يعتادها, وكان إعجازا أن يتم تمويل وتنفيذ تلك المشروعات التي ترتبط ببنية أساسية جديدة لمصر وتليق بمستقبلها في ظل ما كانت الدولة تعانيه من مشكلات اقتصادية نتجت عن سنوات عجاف مرت بها مصر ونسفت الكثير من مواردها وجارت علي كل ما فيها وصولا إلي الاحتياطي من النقد الأجنبي الذي وصل إلي أدني معدلاته قبل30 يونيو, وكان مثلا يحتذي به أن يقف المواطن إلي جانب قيادته ودولته في أحلك الظروف متحملا المصاعب ومرارة القرارات الاقتصادية التي يثق في أنها ستكون الأداة التي تنقل بلاده ووطنه إلي مصاف المستقبل, فقدم المصريون المخلصون لوطنهم بمختلف الفئات نماذج مضيئة أبهرت العالم في القدرة علي مشاركة الدولة في التنفيذ وأيضا القدرة غير المسبوقة علي الإنجاز. قناة السويس الجديدة .. حلم تحول إلي واقع في12 شهرا كانت فكرة إنشاء قناة السويس الجديدة بمثابة حلم لم يكن أحد يتخيل أن يتحول إلي واقع في وقت قياسي, ففي5 أغسطس2015, افتتح الرئيس عبد الفتاح السيسي وسط مشاركة العديد من رؤساء وزعماء وقادة العالم قناة السويس الجديدة التي تعد أحد أكبر المشروعات القومية الكبري التي تحققت في زمن قياسي, عام واحد فقط منذ اتخاذ قرار بإنشائها, جمع المصريون65 مليار جنيه في أسبوع واحد وهو أكبر مشاركة شعبية في المشروعات القومية, وضربت مثالا قويا أن الشعب المصري يقف خلف القيادة السياسية, ساهمت القناة الجديدة في خفض تكلفة الشحن بين دول شرق إفريقيا, والخليج وأوروبا, وأيضا بين دول شرق آسيا وأوروبا, وذلك من خلال سرعة النقل التي ستوفرها للسفن. يقول الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس: إن قناة السويس الجديدة ساعدت في تقليص زمن رحلة العبور في القناة من20 إلي11 ساعة, بالإضافة إلي تقليل عدد ساعات انتظار السفن إلي3 ساعات فقط, ورفعت الطاقة الاستيعابية من49 سفينة الي97 سفينة, وتساعد قناة السويس إلي جانب تقليل مسافات التنقل في جميع أنحاء العالم في دعم حوالي8% من حركة الملاحة العالمية; حيث تمر خمسون سفينة تقريبا منها يوميا, لذا تعتبر من أهم الممرات المائية في العالم, كما تعتبر القناة نقطة اختراق جغرافية كبيرة; حيث تمثل عنق الزجاجة, وهذا يعني أنه من السهل سدها, وتعطيل تدفق التجارة فيها, لذا فهي منطقة إستراتيجية. ويضيف أن قناة السويس حققت هذا العام أعلي الإيرادات في تاريخها حيث حقق العام المالي2018/2017 إيرادا غير مسبوق بلغ5.585 مليار دولار مقابل5.008 مليار دولار خلال العام المالي السابق بزيادة576.9 مليون دولار بنسبة زيادة11.5%. عبقرية الإنجاز تحت الأرض من المشروعات القومية الجديدة التي يرتبط تنفيذها بثورة30 يونيو إنشاء أنفاق قناة السويس الجديدة, التي من المقرر أن يتم افتتاحها رسميا في احتفالات مصر بانتصارات أكتوبر المجيدة العام الجاري, وهي أنفاق قناة السويس الجديدة التي تربط سيناء بالدلتا وتساهم في نمو حركة التجارة وزيادة الاستثمارات, وتوفير فرص عمل والقضاء علي البطالة بين أبناء سيناء ويتكون المشروع من4 أنفاق بين محافظتي الإسماعيلية وبورسعيد وسيناء تم تسلم مواقع العمل في نهاية فبراير2015 ثم توالي وصول ماكينات حفر الأنفاق اعتبارا من نوفمبر2015 حتي مارس2016, وتم تجميعها بمواقع العمل بأيدي المهندسين والفنيين والعمال المصريين بإشراف الشركة الألمانية المسئولة عن عملية تركيب وقيادة الماكينات أثناء أعمال الحفر لمسافة100 متر, حيث بدأ الحفر في يونيو2016 باستخدام الماكينات بسواعد مصرية100%, وينفذ هذه الأنفاق4 شركات وطنية هي( بتروجت وكونكورد بأنفاق شمال الإسماعيلية والمقاولون العرب وأوراسكوم بأنفاق جنوب بورسعيد). واستطاعت مصر بذكاء القيادة أن تتعاقد مع أكبر شركة عالمية لشراء4 ماكينات حفر الأنفاق لتكون مملوكة للقوات المسلحة لترشيد تكلفة التنفيذ. وقامت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة بدراسة ومقارنة مواصفات جميع ماكينات حفر الأنفاق المستخدمة عالميا حتي وقع الاختيار علي الشركة الألمانية( هنركرشت) وتم مفاوضة الشركة لتخفيض التكلفة بنسبة25% وتم التعاقد معها علي تصنيع وتوريد عدد4 ماكينات حفر أنفاق كاملة بالمعدات المساعدة وتدريب نحو40 مهندسا, بالإضافة لقيام الشركة بالمعاونة في الإشراف علي أعمال الحفر.