لا شك أن منظومة الطرق في محافظة أسوان شهدت تحسنا كبيرا عما كانت عليه عن ذي قبل, خاصة الطريق الصحراوي الغربي الذي كان يعد كابوسا مخيفا لمرتاديه, وتحديدا في منطقة الكرابلة قبل مدخل مدينة ومركز إدفو التي دائما ما يخيم عليها طائر الموت الحزين, والطرق في أسوان عديدة ومتشعبة ترتبط بالقاهرة ومحافظتي الوادي الجديد غربا والبحر الأحمر شرقا والسودان الشقيق, وجميعها تدخل ضمن تصنيف الطرق السريعة التي تشهد بطبيعة الحال حوادث متكررة بين الحين والآخر لأسباب مختلفة, منها ما يتعلق بالعنصر البشري, ومنها ما يتعلق بضعف الرقابة المرورية علي الطرق وسوء حالة البعض منها, وعموما فإن نسبة هذه الحوادث وطبقا للإحصائيات الأخيرة قد انخفضت في العام الماضي بما لا يقل عن60% عن مثيلتها في العام قبل الماضي, وقبل الخوض في التحقيق التالي. قال اللواء صلاح عفيفي عضو مجلس النواب عن أسوان: إن مشكلة الطرق في المحافظة تكمن في ضعف الاعتمادات المالية التي تخصصها الحكومة, وقال: إن الحوادث لا تقع فقط علي الطرق السريعة فهناك طرق داخلية في حاجة ملحة للصيانة والرصف. مشيرا إلي أن منظومة الطرق في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي قد شهدت تطورا ملحوظا. ويضيف بدوي عبد الفتاح سائق يعمل علي خط أسوان إدفو: هناك يفضلون السير في الطريق الزراعي رغم مطباته الصناعية الكثيرة, وهناك من يفضل الطريق الصحراوي الذي يختصر مدة الرحلة بنحو نصف الساعة, فالأول ضيق للغاية ومنحنياته خطيرة في منطقة الأعقاب بأسوان والسراج قبل إدفو ولابد من إيجاد حل والعمل علي توسعته في الوصلة مابين كوم أمبو ومدينة أسوان, أما عن منطقة الكرابلة في الطريق الصحراوي فنحن نطلق عليها منطقة العفاريت لأن غالبية الحوادث تقع فيها تحديدا رغم رصفها واتساع عرضها, والغريب وكما يقول أن هناك خرافات بدأ بعض السائقين يرددونها بأن وصلة الكرابلة منطقة مسكونة. وأشار إلي أن معظم الحوادث علي الطريق الصحراوي يتسبب فيها النقل الثقيل, فالسائقون عند وصولهم إلي أسوان يكونون في حالة إعياء وإرهاق من طول المسافة وهو مايستلزم تحديد ساعات معينة للسماح بسيرها وحظر تحرك المقطورات والتريلات ليلا مهما كانت الأسباب. ويتحدث أحمد عاشور بالمعاش عن طريقين من أهم الطرق في محافظة أسوان وهما طريق أسوان برنيس شرقا, وطريق إدفو مرسي علم شمال شرق المحافظة قائلا: إن الطريق الأول لايقل في أهميته عن طريق آرقين الدولي, حيث يربط المدينة بالبحر الأحمر وضريح سيدي أبو الحسن الشاذلي في حميثرة, فيما يربط الثاني أسوان بمدينة مرسي علم السياحية, وقال إن طريق برنيس إستراتيجي واقتصادي ومن الممكن استغلاله في تصدير الخامات المحجرية حال تدشين منفذ بحري مستقبلا, ويوضح بأن الطريق في حالة سيئة للغاية ويعاني من الحفر والمطبات علي امتداد طوله الذي يصل لنحو300 كيلومتر, مما يتطلب رفع كفاءته للحد من الحوادث التي تقع عليه, خاصة في الوصلة التي تربطه بطريق أبو الحسن الشاذلي, وهي الوصلة التي تشهد كثافة كبيرة من مرتادي الضريح. من جانبه, قال اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان: إن المحافظة قد شهدت خلال السنوات الأخيرة طفرة غير مسبوقة في تنفيذ أعمال تطوير ورفع كفاءة الطرق الرئيسية الدولية والداخلية, وذلك من خلال التنسيق المستمر مع كل من الدكتور هشام عرفات وزير النقل والهيئة العامة للطرق والكباري, مما أدي إلي تقليل معدلات ونسب الحوادث.