تسرب من التعليم في مراحله الأولي بعد تعثره فيه أكثر من مرة فأجبره والده علي اللحاق بسوق العمل لتعلم حرفة أو صنعة تكون عوضا عن التعليم يتكسب منها قوت يومه وتساعده في تكوين مستقبله فتنقل أحمد وهو في سن العشر سنوات بين العديد من الورش ومصانع الأقمشة المنتشرة بمنطقة شبرا الخيمة ولكنه لم يعمر فيها طويلا مما أوجد الخلافات بينه ووالده بسبب عدم رغبته في التعلم ومصاحبة أصدقاء السوء. اعتاد الصبي الصغير افتعال المشكلات مع أقرانه بسبب حدة طباعه وميوله نحو العنف وهجر منزل عائلته أكثر من مرة لكن الأب أعاده لأحضان الأسرة لعله يرجع عن طريق الشر ومع مرور الأيام تكررت الخلافات بينه وعائلته خاصة بعد علم الأب تعاطي ابنه المواد المخدرة حتي ضاق به ذرعا وأدرك أنه لم يعد هناك جدوي من الكلام معه وذات مرة عاد الشاب متأخرا وحدثت مشادة كلامية بينهما تطورت لتعدي الأب عليه وطرده من المنزل.. خرج أحمد وهو في سن ال17 يطوف شوارع منطقة بهتيم محل سكنه يطرق جميع أبواب العمل ويواصل الليل بالنهار جلوسا علي المقاهي التي اعتاد الجلوس عليها مع أقرانه من متعاطي المواد المخدرة يحملقون في كل ما يدور حولهم بمشاعر متبلدة. انجرفت قدما الشاب رويدا رويدا نحو مروجي المواد المخدرة بشبرا الخيمة خاصة بعد تراكم الديون عليه لهم فعرض عليه أحدهم العمل معه في ترويج المخدرات مقابل سداد ديونه وضمان مزاجه الشخصي فلم يفكر أحمد كثيرا ووافق علي الفور, حيث استطاع ترويج البضاعة دون إثارة الشكوك حوله. استمر الديلر علي هذه الحال واستطاع خلال فترة وجيزة تكوين مبلغ من المال ليس بالقليل مما زاد من طمعه في مواصلة السير في هذا الطريق, حيث لم يكتف فقط في التعامل مع تاجر واحد بل نوع من مصادره وأصبح يروج جميع أنواع المواد المخدرة من أقراص حتي الهيروين والحشيش والفودو وذاع صيته بين المدمنين حتي تم رصده من قبل رجال الأمن والقبض عليه. كان اللواء إيهاب خيرت مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القليوبية قد أصدر عدة توجيهات بضرورة رصد ومتابعة البؤر الإجرامية وذيول التشكيلات العصابية التي تتخذ مناطقها بؤرا لفرض سيطرتها ومزاولة أنشطتها المجرمة واستمرار مواصلة الحملات علي تلك البؤر لتطهيرها. وقد عقد اللواء محمد الألفي مدير إدارة البحث الجنائي بالقليوبية اجتماعا مع رؤساء أفرع البحث الجنائي لمناقشة التقارير الأمنية وتحديد العناصر النشطة من المسجلين والقبض عليهم في أسرع وقت. وأثناء فحص التقارير الأمنية تبين وجود بؤرة لجلب وترويج المخدرات بمنطقة شبرا الخيمة يتزعمها عاطل يدعي أحمد سعيد21 سنة يتخذ من منطقة بهتيم في دائرة شبرا الخيمة ثان وكرا له. وبتكثيف التحريات حول المتهم تبين تخصصه في جلب وترويج الحشيش كما تبين عدم سابقة اتهامه في أي من قضايا الاتجار بالمخدرات, حيث يتواصل المتهم سرا مع تجار السموم ويساعدهم في جلبها وترويجها. وبعرض المعلومات علي النيابة العامة تم تقنين الإجراءات واستصدار إذن ضبط وإحضار للمتهم, وتم التنسيق مع قطاع الأمن العام وإعداد مأمورية من رجال المباحث شارك فيها المقدم محمد الشاذلي رئيس مباحث شبرا الخيمة ثان ونشر العديد من الأكمنة الثابتة والمتحركة بالقرب من وكره لمنع هروب المتهم بدهمه تم القبض عليه وبحوزته200 جرام من جوهر الحشيش المخدر كانت معدة للبيع ومبلغ مالي كبير من حصيلة البيع. وبمواجهة المتهم اعترف بحيازته المخدرات بقصد الاتجار والمبلغ من حصيلة البيع فتم تحريز المضبوطات وتحرير المحضر اللازم وإحالة المتهم إلي النيابة العامة التي تولت التحقيق.