حاول كثيرا تعلم حرفة أو اكتساب صنعة ولكن طموحاته وأحلامه كانت تتجاوز قدراته.. فكان المال بالنسبة له غاية يسعي للوصول إليها بأي السبل فأختار بمحض إرادته الطريق السريع لجني المال غير عابئ بمشروعيته حتي انغمست قدماه في تجارة المخدرات وانتهت بإيداعه خلف القضبان. اتجه كغيره من الشباب بعد هجر دراسته إلي تعلم حرفة حيث تنقل بين العديد من الورش والمصانع التي تمتلئ بها منطقة شبرا الخيمة بعد تركه دراسته التعليميه في مراحلها المبكرة. دارت عجلة الزمن علي محمود ابن الخمسة عشر سنة وهو علي دربه القديم لم يتقن من الحرف ما يعينه علي كسب قوت يومه يدبر نفقاته البسيطه في ذلك التوقيت مما يحصل عليه من أصحاب الأعمال خاصة بعد تعرفه علي العديد من الأشقياء بمحيط سكنه بمنطقة الشرقاوية. انغمس الشاب بين رفقاء السوء من أبناء بلدته وأصبح يقضي ليله رفقتهم علي المقاهي المنتشرة بالقرب من الطريق الزراعي أو يتسكعون في الطرقات ليلا وانجرفت قدماه في تناول المواد المخدرة وبعد فترة من الوقت أدمن جميع أصنافها. زادت احتياجات محمود المادية خاصة بعد تمكن المواد المخدرة منه واضطراب علاقته بذويه الذين حاولوا كثيرا تقويمه وإبعاده عن طريق الإدمان فلجأ إلي ممارسة أعمال السرقة في الأوقات المتأخرة من الليل واستطاع تنفيذ عدة سرقات جمع من خلالها أموال انفقها علي كيفه من المخدرات. استمر محمود علي هذا السلوك عدة سنوات ينفق جميع الأموال التي يتحصل عليها علي المواد المخدرة حتي سيطر الشيطان علي جميع حواسه وأصبحت المخدرات حياته ليلا نهارا واشتهر بين معارفه ب المزاجنجي.. ورويدا رويدا تحول المدمن من متعاطي لها لتاجر يقصده غيره من المدمنين للحصول علي مزاجهم من الأقراص المخدرة والحشيش والهيروين. ذاع صيت المزاجنجي بين جميع المدمنين وبدأ يتواصل مع تجار الكيف بمنطقة شبين القناطر حيث عقد مع أغلبهم العديد من الصفقات وحقق تاجر المخدرات مكاسب مالية من وراء جلب وتجارة بالمخدرات حتي تم رصده وسجل في أرشيفه3 وقائع اتجار بالمواد المخدرة أصبح بعدها مطاردا من قبل رجال الأمن بالقليوبية. كان اللواء أنور سعيد مدير أمن القليوبية قد عقد اجتماعا مع اللواء علاء الدين سليم مدير المباحث الجنائية لمناقشة التقارير الأمنية الواردة عن البؤر الإجرامية ووضع خطط أمنية للقضاء علي مروجي المخدرات بمختلف مراكز المحافظة. وبمناقشة التقارير الأمنية تبين وجود بؤرة إجرامية يتزعمها عاطلا يدعي محمود عزت28 سنة حيث اتخذ من منطقة الشرقاوية بشبرا الخيمة وكرا لترويج سمومه وتحديدا مسحوق الهيروين. تم تشكيل فريق بحث بقيادة العميد محمد الألفي رئيس مباحث المديرية شارك فيه العقيد محمود هندي مفتش الأمن العام لجمع المعلومات عن المتهم والقبض عليه.. وبتكثيف التحريات حول المتهم تبين أنه سبق اتهامه في3 قضايا مخدرات أخرهم القضية رقم14870 جنايات قسم اول شبرا الخيمة سنة2016 م مخدرات. كما تبين أن المتهم تخصص في جلب وترويج مسحوق الهيروين وبعرض المعلومات علي النيابة العامة تم تقنين الإجراءات واستصدار غذن ضبط وإحضار للمتهم حيث شكل بعدها مأمورية بقيادة رجال المباحث بالتنسيق مع مكتب مكافحة المخدرات وتم نشر الأكمنة الثابتة والمتحركة بالقرب من البؤرة التي يتزعمها و الأماكن التي يتردد عليها أسفرت عن ضبطه وبحوزته كمية من مسحوق الهيروين المخدر وزنت130 جراما ومبلغ ا450 جنيه وهاتف محمول وبمواجهته اعترف بحيازته المواد المخدرة بقصد الاتجار. تم تحريز المضبوطات وتحرير المحضر اللازم إحالته إلي النيابة العامة التي تولت التحقيق.