تفاقمت الأزمة بين إدارة وعمال شركة الدلتا للأسمدة والصناعات الكيماوية من جهة وبين محافظ الدقهلية ووزير البيئة من جهة أخري عقب رفض العمال قرار المحافظ بإيقاف العمل في مصنع سماد طلخا, حيث اعترض أكثر من1500 عامل بالورديات المسائية والصباحية بالشركة بطلخا ا علي القرار والذي يتضمن الوقف الإداري لوحدة إنتاج اليوريا كليا حيث شمل القرار الوقف الإداري لوحدتي إنتاج اليوريا بشركة الأسمدة للصناعات الكيماوية بطلخا إيقافا كليا دون المساس بأجور العاملين بها, وذلك لحين اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة, لتوفيق الانبعاثات الغازية لغاز الأمونيا الصادر عنه للحدود المسموح بها قانونا. ويقول مجدي عبدالهادي أحد العمال ان قرار المحافظ يعتبر ضد مصلحة العمال و لا يحافظ علي المصنع, مشيرا إلي أن إيقاف المصنع لمدة10 أيام يجعل من الصعوبة عودته للتشغيل لكونه مصنعا قديما و معداته متهالكة, وقرار المحافظ بإيقاف العمل به معناه أن المصنع لن يعود للعمل مرة أخري وهو ما يعد حكم بالإعدام علي المصنع ومعاملته ك خيل الحكومة. ويؤكد رياض طلبة أحد العمال أن هناك إهمالا شديدا من رئيس مجلس إدارة الشركة في أعمال الصيانة والتي تؤدي إلي حدوث الانبعاثات الدائمة التي تتسبب في مشكلات بيئية, مشيرا إلي أنه كان الأولي بالمحافظ أن يوجه بإجراء الصيانة اللازمة للمعدات وليس غلق المصنع. من جانبه أوضح الدكتور احمد الشعراوي محافظ الدقهلية أنه تم اتخاذ القرار تحقيقا للصالح العام وبعد التشاور مع الدكتور خالد فهمي وزير البيئة وحفاظا علي صحة وحياة المواطنين. فيما اجتمع أمس عماد الدين مصطفي رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة للصناعات الكيماوية للاجتماع مع المهندس نبيل مكاوي رئيس مجلس إدارة شركة الدلتا للأسمدة بطلخا, لاحتواء أزمة صدور قرار من محافظ الدقهلية بوقف مصنع سماد طلخا لحين توفيق أوضاعه البيئية, كما تم خلال الاجتماع مناقشة خطوات استمرار عمل المصنع دون توقفه, حفاظا علي المصنع وآلاف العاملين فيه حيث يعد المصنع عصب صناعة الأسمدة ووقفه سيضاعف أسعار الأسمدة. و أشار المهندس نبيل مكاوي إن توقف المصنع غير مقبول وبمثابة كارثة كبيرة, خاصة أن هناك أجهزة قياس نسب الانبعاثات ترسل القراءات يوميا لجهاز شئون البيئة, وهي وفق المعدلات المقبولة كما أن تسرب الأمونيا لم يعد متكررا, مشيرا إلي أن المصنع لا يزال يعمل تزامنا مع خطط التطوير والتحسين البيئي. يذكر ان المحافظ كان التقي وزير البيئة بحضور أعضاء اللجنة التي تضم ممثلين من جهاز شئون البيئة ومديريه الشئون الصحية والادارة العامة للبيئة والتفتيش البيئي وأساتذة من المتخصصين ومستشارين من وزارة البيئة, تم خلال اللقاء استعراض ومناقشة ومراجعة بيانات الرصد البيئي لمعدلات الانبعاثات بالمصنع خلال فترات زمنية مختلفة والتي تلاحظ زيادتها نسبيا في بعض الأوقات. وقرر المحافظ, خلال الاجتماع تركيب جهاز آخر لقياس الانبعاثات داخل المصنع يتبع جهاز شئون البيئة للمتابعة المستمرة ورفع تقارير دورية للوزارة والمحافظة بشان النتائج, وتقرر تبادل البيانات ومعلومات الرصد البيئي فيما بين جهاز شئون البيئة ومديريه الشئون الصحية, وفي حاله وجود خطر نتيجة تخطي الانبعاثات وزيادتها يتم عقد اجتماع عاجل واتخاذ قرار الغلق لمصدر التلوث. كما تقرر تنفيذ خطه شاملة لتوفيق الأوضاع بشكل كامل بالمصنع حرصا عليه كقلعة صناعية وحفاظا علي الصحة العامة وتتضمن الخطة العاجلة الانتهاء خلال شهرين من عمليات إعادة تأهيل3 وحدات حامض النيتريك. كما تقرر انه مع بداية شهر يوليو المقبل سيتم ربط جميع مداخن المصنع علي الرصد اللحظي لجهاز شئون البيئة, وتفعيل أجهزة الرصد علي سور المصنع للمتابعة الدقيقة للانبعاثات, وأن يتم الانتهاء خلال10 أشهر من تنفيذ وحدة اليوريا, والخطة الآجلة يتم خلالها إعادة واستبدال3 وحدات الحامض بوحدة جديدة متكاملة بتكلفه15 مليون يورو يتم الطرح لها في يوليو المقبل وتتم خلال30 شهرا بالتعاون مع جهاز شئون البيئة.