كبر سلامة وتوحش في سنوات قليلة, فرغم أنه لم يتجاوز العقد الثالث من عمره إلا أنه كون امبراطورية ضخمة أصبح ملكها المتوج. لم يكن سلامة الشهير بالقاضي تاجر مخدرات عاديا بل كون جيشا من أرباب السوابق وأصبح رغم صغر سنه يخشاه باقي تجار التجزئة فبضاعته ضخمة ورجاله كثر ومصالحه كبيرة, وفوق كل ذلك كان يتميز بالقسوة الشديدة فلم يتسامح مع أحد وجزاء من يخونه التصفية السريعة إلا أن إمبراطوريته الضخمة لم تكن ذات أوتاد ثابتة حتي جاءها الوقت التي عصفت بها الرياح. كانت الأجهزة الأمنية في محافظة الإسماعيلية ترصده عن قرب وبنفس طويل وعلي نار هادئة, تجمع المعلومات بكل تؤدة وهدوء حتي تجمعت المعلومات ورسم رجال الأجهزة الأمنية خطتها بناء علي ذلك. شارك اللواء جمال عبد الباري مساعد أول وزير الداخلية ورئيس مصلحة الأمن العام مع اللواءات محمد عبد الوهاب ومحمد علي حسين مدير أمن الإسماعيلية وأحمد عبد العزيز مدير إدارة البحث الجنائي في وضع الخطة المحكمة للعصف بإمبراطورية القاضي وإنهاء وجودها بصورة نهائية فتم تشكيل فريق بحث بإشراف العمداء أيمن عبد الحميد ومحمد مندور بفرع الأمن العام ومدحت منتصر رئيس مباحث الإسماعيلية ضم العقيد عصام عطوان رئيس فرع غرب والمقدمون أحمد الصغير رئيس مكتب مكافحة المخدرات وأحمد شطا رئيس مباحث التل وأحمد محيي رئيس غرفة العمليات وأحمد عبد الله رئيس مباحث أبو صوير ومحمد جميل رئيس مباحث القصاصين والمعاونين النقباء محمود عبد اللطيف ومحمد فؤاد وأحمد هنداوي وكامل القمحاوي ويوسف الحفناوي ومحمود فراج. وجاءت التحريات لتؤكد أن سلامة الشهير بلقب القاضي شاب يبلغ من العمر28 سنة ويقيم في وادي الملاك وسبق اتهامه في13 قضية مخدرات وسرقة بالإكراه وحيازة سلاح بدون ترخيص وآخرها جريمة قتل بقسم الشروق بالقاهرة مطلوب التنفيذ عليه في370 سنة سجن بالمؤبد ومشدد فضلا عن حكمين بالإعدام وأضافت التحريات أن المتهم يتخذ من عشش الصرف الصحي التي تقع علي الحدود مع مدينة العاشر من رمضان وكرا له مثل ابن عمه عمار الذي سقط في قبضة الأجهزة الأمنية. وأشارت المعلومات إلي أن المتهم يقوم بتخزين الأسلحة والذخيرة والبودرة في بعض مزارع وادي الملاك طريق الخفراء والذين يوفرون له الحماية بالإضافة إلي جيش من أرباب السوابق بما يعني أن الدخول للقبض عليه فيه مخاطرة كبيرة علي رجال الأمن خاصة أن حجم مبيعاته من السموم البيضاء يتجاوز الملايين من الجنيهات شهريا ويرتبط به العديد من تجار التجزئة الذين يعملون لصالحه. اعتمدت الخطة علي توفير القوة الكبيرة اللازمة لاقتحام الوكر وعندما حانت ساعة الصفر وقبل لحظات من انطلاق مدفع الإفطار توجهت القوات صوب وكره بصحبة مجموعات قتالية من الأمن المركزي ودارت معركة حامية الوطيس من مختلف الجبهات انتهت بتصفيته مع أحد رجاله وعثروا معه علي رشاش متعدد جرانوف و260 طلقة من ذات العيار و2 شريط طلقات من ذات العيار وبندقية آلية و250 طلقة من ذات العيار و9 خزائن خاصة بها وطبنجة عيار9 ملليمتر وكيلو وربع هيروين و5 ميزان حساس و10 هواتف محمولة ودراجة بخارية بدون لوحات معدنية ومبلغ مالي قيمته23 ألف جنيه; وأسدل الستار علي إمبراطورية سلامة القاضي زعيم التشكيل العصابي للاتجار في الهيروين. وبعرض أوراق المحضر علي محمد الهوبي وكيل النائب العام باشر التحقيق في الواقعة تحت إشراف يوسف الدفتار رئيس نيابة التل الكبير الذي وبعرضهما علي يوسف الدفتار رئيس نيابة التل الكبير الذي أمر التصريح بدفن جثة العنصرين الإجراميين وتسليمهما لذويهما.