فطار رمضان وسحوره لايحلو إلا بإضافة طبق الفول المدمس الذي وصل في الدقهلية وغيرها إلي مرتبة الطبق المفضل علي الموائد وأصبح وجبة رئيسية ومن أشهي الوجبات طوال الشهر المبارك.. وائل خلف ذو الأربعة وثلاثين عاما رجل مكافح من أعماق الصعيد وتحديدا من محافظة أسيوط جاء ليستقر بالمنصورة منذ اكثر من13 عاما ولأنه لم يتم دراسته فقد قرر العمل ليواجه أعباء الحياة خاصة بعد زواجه وإنجابه أربعة اطفال. تمر ساعات الليل وهو مستيقظ يراقب القدور ومن تحتها شعلة النار, حتي تنضج حبات الفول تصبح جاهزة للأكل, ثم يخرج مبكرا ويضع قدوره علي عجلته وينطلق بها إلي حيث يبيع الفول وساعات عمله24 ساعة كاملة, فاليوم يحمل في الصباح الفطار العادي وفي المساء وجبة السحور, يرتاح عقبها أربع ساعات أو أقل.. ويقول: ربنا هو العاطي.. فيتحرك وائل يوميا من منزله إلي المكان الذي يستقر أمامه عربة الفول في منطقة توريل معلنا عن قدومه بجرس صغير يرن ليعلن للجميع قدوم الخير. ويقف في مكانه من العصر, حتي قبيل ساعة الإفطار بدقائق ثم يعود إلي مقر تسوية قدور الفول ليعود مرة أخري بالتوجه إلي المناطق الشعبية ليبيع الفول علي مدار الليل. ويقول وائل ان اليوم في شهر رمضان بيبقي الشغل علي مدار24 ساعة ولا أنام, إلا بالقدر المعين من الله وفي إحدي الشقق الصغيرة بمنطقة كفر البدماص الشعبية نسوي قدور الفول حيث يساعدني إثناء من أبناء عمومتي وهما مقيمان في نفس الشقة ولا أري أولادي الأربعة إلا قليلا طوال الشهر الكريم حيث اظل بجوار قدر الفول من الليل وحتي عصر اليوم التالي بعد أن يتم تسوية الفول ونوزع في رمضان من10 إلي12 كيلو فول وفي الأيام العادية نوزع نصف الكمية. ويستطرد وائل: إن يومي يبدأ منذ ال12 منتصف الليل لتحضير الفول للصباح فيتم تجهيز الفول منذ العصر بنقعة في الماء ويتم وضعه علي النار قبل السحور بعدة ساعات ليستوي علي البخار ويأخذ14 ساعة تسوية ولانستخدم سوي الفول البلدي ويصل سعر الكيلو إلي14 جنيها بينما سعر الفول المستورد7 جنيهات والفول المستورد المفترض أنه يستخدم كعلف للماشية ولذا لا نستخدمه مراعاة لضميرنا ولأن الفول البلدي طعمه معروف لذا فالزبون معروف ونضيف قليلا من الكركم وقليل من العدس المهروس بمقادير بسيطة وأوزع الفول علي العجلة التي أقودها وأسميها قدرة الخير. وتابع: الفول علي السحور مهم عند الناس كلها, فاحيانا لا أتسحر لأنني أعمل حتي قبل آذان الفجر بدقائق معدودة فبيع الفول في رمضان له طقوسه الخاصة, وكله بيبقي شغال معايا في التجهيز مش أنا لوحدي اللي يجهز وفي حي توريل العمل يكون خفيفا لأنه حي راق لذا أتوجه عقب الفطار إلي مناطق شعبية ولكن بشرط ألا بها باعة فول آخرون مراعاة لزملائي فأذهب إلي منطقة جديلة وأضاف: أما في الأيام العادية طيلة السنة أبيع الفول ساعات الصباح فقط.