سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
حكايات الرابحين من الشهر الكريم "3"..بائعو الفول: إحنا تجار انبساط.. فسحة العائلة في رمضان هي السحور على العربية.. عم زيدان: ساعات أتخيل أن هذا الطبق هيكون شفيعي يوم القيامة
ستة أيام مضت من نفحات الشهر الكريم، وكرامات وبركات من رب العباد، تطلقها السماوات العلا إلى عباد الله على أرضه في شهر الأرزاق الوفيرة والصلوات الكثيرة، آيات القرآن الممتلئة بطاقة الرحمة والحب والسلام لنفس كل إنسان يبحث عن الراحة دنيا وآخرة. وفي الحلقة الثالثة من حكايات الرابحين من الشهر الكريم حاولت "البوابة نيوز" التحدث مع "تجار بروتين الغلابة.. الفول"، الفول من الوجبات الأساسية في شهر رمضان، فهو الطبق الرئيسي في السحور لدى شريحة كبيرة من المصريين، فيكفيك أن تشاهد مطاعم الفول مفترشة شوارع السيدة زينب، مكتظة بالناس من كل الجوانب، فمنهم من يأخذ الفول للأكل على "كبوت عربيته" ومنهم من يفترش الرصيف، وآخرون احتسبوا في تلك الليلة من المحظوظين الذين نجحوا في الظفر ب "دكة" في الشارع لتناول وجبة السحور عليها.. طبق الفول وبجانبه أي حاجة تانية. المكان.. حي السيدة زينب، الزمان الساعة 12 منتصف الليل.. حيث تبدأ عربيات الفول في افتراش الأرض بزبائنهم، حيث تأتي الناس من كل مكان، في خروجة السحور.. هنتسحر إيه؟ والإجابة: فول.. منين؟ والإجابة: من السيدة زينب، حيث تجد كل 100 متر تقريبًا عربية فول شهيرة، ولكن إذا نظرت بنظرة واسعة لبر مصر كلها في رمضان، ستجد أن بين عربيات الفول مترين على الأكثر.. لدرجة شعور البعض أن سكان مصر يتحولون إلى نصفين.. نصف يبيع الفول ونصف يشتريه. وبصوت أجش، وملامح تأثرت من معافرة الزمن، يتحدث محمود الزيان، أحد أصحاب عربيات الفول في شارع بورسعيد بمنطقة السيدة زينب ليقول: احنا مش مجرد تجار فول، إحنا تجار انبساط.. انبساط لا يحققه حتى أي نوع من المخدرات، فالناس تتعامل مع سحور الفول على أنه خروجه وبركة ولمة وعيلة، فلك أن تتخيل أننا نساعد ألف أسرة تقريبًا يوميًا على تناول السحور، بشرط: الخروج من المكان راضيين مبسوطيين من كل شيء، والحمد لله، كل رمضان الرزق يزيد عن اللي قبله. ومن نفس الشارع، وعلى بعد خطوات من مسجد السيدة زينب.. تجد مطعم الجحش الذي يكتظ بمريدين الفول، وتجد الحاجة سناء متربعة على مقعد الكاشير، وتتحدث ل "البوابة نيوز" قائلة: المكان هنا نعتبره حاله حال الملاهي، في الأيام العادية الزوار موجودة، والرزق موجود والحمد لله، ولكن في شهر رمضان، الزبون يأتي ومعه بركة الشهر، فتعم البركة على الرزق، والحمد لله من الساعة العاشرة وحتى الفجر لا تجد مقعد واحد خالي، أو حتى حتة على الرصيف، والحمد لله رمضان إن كان شهر الخير في العموم فهو شهر الخير الوفير على بياعين الفول، بدءً من النصبة في الشارع والعربية الصغيرة، وحتى أكبر المحال، فالخير لا يفرق بين زبائنه. ولو اقتربت من شارع القصر العيني، حين يتقاطع مع أول منطقة السيدة زينب، ستجد عم زيدان، بعربيته المتهالكة، التي قد تحتاج إلى كرسي لكي تراه من كثرة المحيطين بالعربية، أصوات متداخلة، وضوضاء من كل مكان، تتشارك جميعًا في كلمة "فول"، بجنيه فول يا عم زيدان، طلبين فول بالزيت يا عم زيدان، الفول عايز ليمون يا عمنا، ترسم بسمة لا تفارق وجهه طوال شهر رمضان، على حد قوله. ويضيف: رمضان يحب الفول، والفول يعشق رمضان في السحور والإفطار، فأنا هنا أعمل منذ الساعة 4 عصرًا حتى أذان الفجر، والحمد لله العجلة ماشية أسرع من عجل العربيات النقل، ويكفيك أن يقول لك أحدهم: الواحد ميعرفش يصوم من غير طبق الفول بتاعك يا عم زيدان، لدرجة أنني ساعات أتخيل أن هذا الطبق سيكون شفيعًا لي يوم القيامة. ويتابع: الرزق في رمضان محاطًا ببركة ربنا، والحمد لله يكفي ويفيض، بل ومضاعف عن الأيام العادية، فبركة رمضان ودعاء الناس ونفحات الشهر الكريم، تزيد الجنيه بركة، والحمد لله كرم رب الشهر فوق كل كرم.