ما بين الصعود والهبوط المفاجئ جاءت نشأة حزب المصريين الأحرار، فقد ظهر بسرعة البرق فى الشارع السياسى، ثم لم يلبث أن خبا نجمه بعد استقالة النائب علاء عابد رئيس هيئته البرلمانية، وانسحاب نحو % 90 من نواب الحزب بالبرلمان إلى حزب «مستقبل وطن » الذى يسعى إلى تشكيل جبهة حزبية قوية من خلال المشاورات التى يجريها مع جمعية «كلنا معاك من أجل مصر .» معالم الخلاف بدأت بين رجل الأعمال نجيب ساويرس والدكتور عصام خليل والنائب علاء عابد, حينما طلب الأول من الثاني إقصاء الثالث من رئاسة الهيئة البرلمانية للحزب, إلا أنه رفض, فضلا عن قيام ساويرس بقطع التمويل عن الحزب لمدة7 أشهر, وهو ما أثار غضب خليل, إلي أن وجه بدعوة الحزب لانعقاد المؤتمر العام وانتخاب رئيس جديد, علي عكس ما لم يكن يتوقعه رجل الأعمال, الذي أعلن رفضه لمثل هذه الإجراءات. وفي المقابل دعا ساويرس إلي انتخاب رئيس جديد للحزب, وانقسم الحزب إلي جبهتين متصارعتين قامت بينهما معارك طاحنة في الوسط السياسي, ما لبثت أن تحولت إلي ساحة القضاء, ولم تكد تستقر الجبهتان بما آل إليه حالهما من انقسام حتي عاد الخلاف يدب مرة أخري في صفوفهما لاسيما تحت قبة البرلمان, مع ارتفاع وتيرة الاندماجات الحزبية في الشارع السياسي. الانقسام الجديد بدأه النائب علاء عابد الذي كان رئيسا للهيئة البرلمانية للحزب حتي أيام قليلة, قبل أن يعلن اتجاهه إلي الانضمام إلي حزب مستقبل وطن, هو وبصحبته49 نائبا من نواب حزب المصريين الأحرار, ليتقلد منصب نائب الرئيس, بدعوي البحث عن مصالحهم, بعدما رفض عصام خليل مبدأ الاندماجات الحزبية. المتابعون يرون أن الحزب كان له مستقبل في الوسط السياسي, بعدما حصد عددا كبيرا من مقاعد مجلس النواب في الانتخابات البرلمانية السابقة, لكن الخلافات التي حدثت ستؤثر علي قوة وشعبية الحزب في الشارع. وبحسب تصريحات المهندس حسام الخولي نائب رئيس حزب الوفد فإنه رغم تحقيق حزب المصريين الأحرار نتائج جيدة في الانتخابات البرلمانية, لكن نتمني ألا تؤثر الخلافات التي تحدث بين الحين والآخر علي عمل الحزب مستقبلا.