من جديد ومع أول أيام الشهر المبارك رمضان نعود للجيل الذهبي جيل90 الجيل الذي نجح في الوصول إلي نهائيات كأس العالم في إيطاليا وقدم عروضا مذهلة في مواجهة هولندا وإيرلندا وإنجلترا في الدور الأول, وبطل الحلقة اليوم هو لاعب أثار الجدل الكبير في ظل عدم مشاركته في التصفيات ليصبح نجما من نجوم المنتخب الوطني في البطولة, هو مجدي طلبة المدير الفني الحالي للألومنيوم والنجم الوافد للفراعنة من باوك سالونيك اليوناني في ذلك الوقت. كيف جاء انضمامك للمنتخب الوطني في هذه الفترة؟ بصراحة لم أتوقع أن أكون ضمن كتيبة الفراعنة المسافرة إلي مونديال إيطاليا, خاصة أنني لم أخض مباريات التصفيات المؤهلة لكأس العالم, وهو ما أشعرني بالحزن الشديد. وكنت وقتها محترفا في صفوف نادي باوك اليوناني, وطلب محمود الجوهري المدير الفني للمنتخب الوطني آنذاك من وكيل أعمالي تسجيلات لمباراتي مع الفريق اليوناني ولم أكن أتصور أن أتلقي اتصالا من الجوهري قبل انطلاق المونديال بشهر وقت مباراة المنتخب الودية أمام كولومبيا وأذكر أن الجوهري شدد في تعليماته بجعل أمر انضمامي سريا خاصة أن قائمة الفريق التي ستسافر ستضم23 لاعبا فقط وكان عددنا31 لاعبا وهو ما يعني أن هناك8 لاعبين لن يكونوا ضمن القائمة. هل اعتقدت أن انضمامك للمنتخب سيكون مجرد تواجد في القائمة؟ بالطبع لا ولكن مستواي كان يؤهلني لأكون ضمن التشكيل الأساسي في المونديال, فهناك لاعبون انضموا للمنتخب ولكن لا يعرف أحد أنهم ضمن القائمة مثل ثابت البطل, فإثبات حضورك بالمونديال هو بالمشاركة. ماذا عن مباراة هولندا؟ رغم أنني كنت محترفا في أوروبا إلا أنني أعترف بخوفنا من بطل أوروبا الذي يضم عمالقة العالم في لعبة كرة القدم وأذكر وقتها ونحن في الطريق إلي أرض المعلب وفوجئنا بضخامة أحجام لاعبي هولندا كان بجواري زميلي ربيع ياسين وكان يحفزنا بقراءة آية الكرسي ويردد الآية القرآنية وجلعنا من بين أيديهم سدا. ولكن كانت ميزة الجوهري كمدير فني هو أنه يعرف كل صغيرة وكبيرة عن المنافس ويلقن كل لاعب دوره بحزم شديد وهو ما جعلنا نبهر العالم في مباراة هولندا ونحصل علي نقطة التعادل. وماذا عن الفرصة التي أهدرتها خلال المباراة؟ كانت شخصية الجوهري تمتاز بالعند والصرامة الشديدة والغضب ممن يخالف تعليماته خاصة خلال المباراة, غير أنني كنت أحب التجويد أحيانا والتخلي عن الحذر الدفاعي بعض الشيء وأتذكر أنني تقدمت في إحدي الهجمات لمنتخبنا عند منطقة جزاء هولندا وفوجئت بكرة عرضية أمامي ومن هول المفاجأة سددتها بقوة شديدة بعيدا عن المرمي والطريف أنه بعد المباراة وخلال المران تكررت نفس الكرة وسددتها في الشباك ببراعة وكان رد فتحي مبروك المدرب العام للمنتخب وقتها قائلا: كانت إمبارح يا مجدي في إشارة للفرصة التي أضعتها في المباراة. وماذا عن مباراة أيرلندا؟ كان منتخب يلعب كرة قدم تعتمد علي الكرات الطولية والالتحامات والقوة البدنية وهو ما تنبه له الجوهري وشدد علينا في تعليماته بلعب كرة قدم علي الأرض والامتناع عن تنفيذ الكرات العالية لأنه ستكون لصالحهم وأتذكر وقتها أننا عندما كنا نمتلك الكرة نعيدها لأحمد شوبير حارس مرمانا وهو ما جعل الاتحاد الدولي لكرة القدم يجري تعديلا في قانون اللعبة يحظر علي حارس المرمي الإمساك بالكرة في حل عودتها من زميله, لنظفر بنقطة التعادل الثانية وهو ما دفع جاك تشارلتون المدير الفني لأيرلندا وقتها يلاحقنا في البهو المؤدي لغرفة خلع الملابس تعبيرا عن غضبه من منتخبنا. ولماذا لم تشارك في مباراة إنجلترا؟ هذا سر وعدت الجوهري ألا أفصح عنه حتي وفاتي. ما سبب اعتذار الجوهري لك بعد المونديال؟ بعد مباراة إنجلترا وفي طريق عودتنا إلي القاهرة عقد الجوهري جلسة خاصة معي وقال لي أنا أعتذر لك بشكل شخصي, فتعجبت من ذلك وقلت له لماذا؟ فأخبرني أنني كنت في حساباته منذ مرحلة الإعداد للمونديال ولكن الجو العام داخل المعسكر كان مشحونا بين اللاعبين وبعضهم, فلو كنت انضممت مبكرا لن تجد الترحيب المناسب لك من زملائك.