تعد صناعة الفوانيس في مصر من أقدم الحرف اليدوية وتحتل محافظة بني سويف مكانة رفيعة داخل خيمة تلك الحرفة.. ورغم سنوات غزو الفوانيس الكهربائية السوق المصري فإن أيدي صناعنا المهرة أزالت الغبار من علي الحرفة الرصينة وعاد الفانوس البلدي لمكانه الطبيعي ليتجلي بين سماء الشهر الكريم معلنا عودة المصري في وجه الصيني. الأهرام المسائي التقت أمهر أصحاب حرفة صناعة الفوانيس اليدوية توهم ورثة الفنان الراحل كمال جودة وهم أبناؤه الثلاثة حسن وعادل ومحمد الذين ذاع صيتهم من الإسكندريه الي أسوان لما وضعوه من بصمة أعطت للحرفة رونقا خاصا يضيء أيام رمضان بطعم الزمن الجميل. يقول حسن النجل الأكبر من الورثة:تلأول مرة منذ عشر سنوات تعود فوانيس رمضان اليدوية الي مكانها الطبيعي بين محلات بيع الفوانيس بعد أن أصبحت الفوانيس الصيني موضة وعدت وتلألأت الفوانيس ذات الألوان المبهجة والزجاج الملون هنا وهناك وعادت حرفتنا للسطح من جديد وأصبحت أكثر رواجا وإقبالا من قبل المواطن خاصة في ظل قضاء الدولة علي الفوانيس الرديئة المهربة من خلال حملاتها المستمرة علي المحلات المخالفة.. وأضاف حسنت: انتشرت صناعة الفوانيس منذ قديم الأزل خاصة في باب الخلق وامتدت بعدها للعديد من المحافظات وكانت بدايتها في محافظة بني سويف وذلك لقربها الشديد من القاهرة وكان الفنان كمال جودة اوالديبتتأول من تعلم مهن صناعة الفوانيس وكان عمره وقتها6 سنوات وتتلمذ علي يد محمد الفوانسجي بباب الخلق بالقاهرة بعد أن أرسله والده الي هناك لأنه كان يحتاج لتطوير صناعة الفوانيستتبالمحافظة حيث كانت تقتصر علي صناعات بدائية ل ا بوابير ا الجاز والصوانيتتثم رجع الصغير من القاهرة لينشر مهنة صناعة الفوانيس اليدوية وصناعات أخري قريبة منها ثم أورثها لأبنائه وأبناء أبنائه قبل أن يتوفي عن عمر ناهز ال77 عامات. توأكد حسنت: لم يقف تعليم الوالد لنا علي صناعة الفوانيس بل جعلها تجري بعروقنا مجري الدم وهو ما يجعلنا نحافظ عليها ونعلمها أيضا لأبنائنا ولا نقوم بصناعة الفوانيس فقط لأن ربح الفوانيس يقتصر علي شهر شعبان ورمضان لذا علمنا الوالد مهن أخري نستخدم فيها نفس أدوات ومستلزمات صناعة الفوانيس فنقوم بصناعة أفران الكنافة والحواوشي وا فتارين ب الكباب والمداخن وهلال المساجد وا الشيش ب بأنواعها وأضاف قائلا: نقوم بالتصدير للمحافظات الأخري في أضيق الحدود حيث إن الانتاج مقارب للطلب ببني سويف وكان والدي في السابق يصدر لفرنسا ومحافظتي الاقصر واسوان لتزيين ز الحنطور ز للسياح وكان الإقبال دائما علي فانوس النجمة. ويشرح لنا الابن الأوسط عادل بعض أسرار صناعة الفوانيس ومتطلباتها قائلا: معظم الفوانيس الآن مطلوبة بزجاج ملون ومكتوب عليها الآيات القرآنية بالخط العربي وخاصة للفنادق والشركات والخيم الرمضانيةتتلذا نرسل الزجاج أولا قبل الشروع في الصناعة لمتخصص في محافظة الجيزة لتلوين الزجاج والكتابة عليه ثم نعود به مرة أخري ونقوم بتجهيز مقاسات الصفيح المطلوبة لكل فانوس ونقوم بعملية الثني واللحام والصندقة ثم نقوم بتجهيز القباب والقعود وهي الأجزاء الموجودة أعلي الفانوس وأسفله وآخر مرحلة هي تجميع الفانوس بعد تثبيت الزجاج وهناك نوع آخر من الزجاج اسمه الزجاج الشربتلي ونقوم نحن بتلوينه عن طريق وضع التفته والجملكة والسبرتو ز في الشمس لمدة3 شهور ثم نمشط به الزجاج فيصبح لونه مثل لون الشربات وله أيضا زبونه ونحتاج في مراحل التصنيع الي الصفيح والذي نشتريه من باب الشعرية والزجاج ولحام القصدير والمقصات والكردون واخيرا الدقماء والثناية واللهب وأستطرد قائلا نقوم في النهاية بصناعة100 شكل وحجم من الفوانيس أشهرهم النجمة وأبو عرق وكتاب حياتي وعفركوش وأبو عياله والبرج الكبير... ويتراوح سعر الفانوس بين6 جنيهات و500 جنيه حسب الطلب. توأنهي الابن الاصغر محمد الحديث قائلا: كان والدي وعمي حسن ومعهم جدتي يقومون بصناعةتتصواني العرائس المرسوم عليها وكذلك صواني الشاي النحاسية ولمبات الجاز رقم10 و15 فضلا عن أباريق الوضوء والبوابير بجانب صناعة الفوانيس.