لن يقبل الأساتذة ولا الطلاب, ولن يقبل المصريون أن تظل جامعاتهم متأخرة ومتخصصة في تخريج العاطلين يعتزم أساتذة في مختلف الجامعات المصرية البدء في إعتصام مفتوح اعتبارا من الغد( الأحد), وتستأنف صفحة الرأي والرأي الآخر النقاش حول أسباب هذا الإعتصام نشر الجزء الثاني من مقال أحد أعضاء حركة9 مارس لاستقلال الجامعات, وهي واحدة من الجماعات المشاركة في تنظيم هذا الإعتصام داخل الوسط الجامعي. وتنشر الصفحة تباعا ما تتلقاه من مقالات تعبر عن وجهات نظر متعددة بشأن ملف التعليم الجامعي الذي يدخل في اهتمام كل أسرة مصرية. يرتبط التعليم الجامعي مباشرة بالبحث العلمي وبالانفتاح علي العالم, فالأستاذ الجامعي الذي لا يتابع إنجازات العلم ولا يشارك في تطويره ينتهي به الحال مرددا لما تعلمه في شبابه ويعود الطلاب علي الحفظ والترديد, لذلك لابد أن تقوم أي خطة لإنقاذ التعليم الجامعي علي تنشيط البحث العلمي وتعزيز التعاون الدولي في مجال التعليم والبحث. من جانب آخر لابد من مجابهة المشكلات المبينة عاليه باتخاذ إجراءات واضحة كما يلي: 1 وضع خطة لإعادة تأهيل مباني الكليات القائمة وتحديث المكتبات والمعامل الجامعية خلال3 سنوات, ومثل هذه الخطة تحتاج لما يقرب من6 مليارات جنيه( بمتوسط15 مليونا لكل كلية) ثم حوالي مليار جنيه سنويا لأعمال التجديدات الدورية. 2 زيادة مرتبات أعضاء هيئة التدريس خلال3 سنوات لتصبح في نهاية تلك المدة نحو نصف المرتبات التي تقدمها الجامعات الخليجية, وهو ما سيؤدي لاستقرار الجامعات والتفات هيئة التدريس لتطوير الجامعة من المهم كذلك أن تصبح هذه المبالغ أو الجزء الأكبر منها مرتبات أساسية تسمح بمعاشات معقولة وتؤدي للاستقرار النفسي للأساتذة, التكلفة المتوقعة لهذه الزيادة هي نحو4 مليارات جنيه سنويا بعد3 سنوات وربما ملياران في العام الأول لتطبيقها. 3 اقرار موازنة مستقلة للبحث العلمي بالجامعات توزع علي الأقسام ومراكز التطوير والمجموعات البحثية, ولا يمكن أن تقل هذه الموازنة عن5 مليارات جنيه سنويا بالأسعار الحالية وستسمح تلك الموازنة باستقدام أساتذة أجانب وسفر شباب أعضاء هيئة التدريس لحضور المؤتمرات العلمية بالخارج, الي جانب التحمل الفعلي لتكلفة الأبحاث من مواد وتجهيزات. 4 تفعيل المحاسبة والشفافية في النظام الجامعي, بنظم امتحانات تتيح للطلاب معرفة أخطائهم في الامتحانات ومناقشتها, ونظم إدارة تتيح الرقابة علي القرارات والموازنات, ونظام وظيفي لا يظلم الشباب من المعيدين والمدرسين المساعدين. 5 توحيد لغة التعليم ونظم القبول والمؤهلات في التخصص الواحد, ومراجعة نظم التعليم ومناهجه من خلال خبراء دوليين لوضع مناهج ونظم تقدم خريجين قادرين علي المنافسة الدولية, ويتضمن ذلك تعديل نظام التعليم المفتوح ليوجه فعلا لمن فاتتهم فرص الالتحاق بالجامعة ودخلوا سوق العمل, وإلغاء النظم الوهمية للتعليم باللغات الأجنبية لبعض الطلاب مع تحسين تعليم اللغتين العربية والإنجليزية بشكل جدي لجميع الطلاب, ولابد أن يبدأ ذلك التحسين في التعليم العام. 6 وضع خطة لإنشاء10 جامعات عامة جديدة خلال10 سنوات, ومنح مميزات اجتماعية ومادية لأعضاء هيئة التدريس للانتقال للجامعات الجديدة من الجامعات الكبيرة المكتفية, وتقليل أعداد الطلاب في الجامعات المكتظة لتتبع المتوسطات المقبولة علميا وإداريا, مثل هذه الخطة لن تقل تكلفتها عن30 مليار جنيه خلال عشر سنوات بفرض ثبات التكاليف. هل التكلفة المقترحة لهذه الخطة مبررة؟ ربما علينا أن نذكر المجتمع أن ما أنقذ الاقتصاد المصري من الانهيار في الثمانينيات كانت تحويلات العاملين المصريين في الخارج, والجانب الأكبر من تلك التحويلات يأتي من خريجي التعليم الجامعي الذين كانت الدول العربية تتخاطفهم في ذلك الوقت والأهم أن تطوير البحث العلمي سينقل الاقتصاد والمجتمع المصري من مرحلة التبعية الاقتصادية لمرحلة المشاركة في صنع مستقبلنا ومستقبل العالم. ستفشل هذه الخطة بالطبع لو نفذت داخل النظام الحالي الذي تسيطر عليه قيادات فاسدة وعديمة الكفاءة وستكون كارثة ومقبرة لأموال الشعب لذا يجب قبل البدء في تنفيذ هذه الخطة أن يتم تغيير القيادات الموجودة بأفراد يحظون بثقة زملائهم ليتمكنوا من إدارة التغيير الصعب نحو تعليم جامعي يليق بمصر, وفي نفس الوقت يجب وضع قواعد للشفافية ولجماعية الإدارة لا تسمح بانزلاق تلك القيادات نحو الفساد أو المجاملات. ما هي مطالب أعضاء هيئة التدريس؟ منذ ما قبل الثورة بسنوات تطالب جماعات من أعضاء هيئة التدريس بإنقاذ الجامعة, ومع انطلاق الثورة ثابر أساتذة الجامعات علي توضيح مطالبهم وتأكيدها بالخطابات والبيانات ثم الوقفات الاحتجاجية, وتلك المطالب هي بالضبط ما شرحناه عاليه, أو بالأصح الشق العاجل منه الموضح في النقاط من1 4, مع ما تستوجبه من إبعاد للقيادات المتسببة في انهيار الجامعة قبل البدء في أي إصلاح وللأسف لم تستجب الدولة حتي الآن لهذه المطالب وإنما تستمر في المداورة ورفض مواجهة حقيقة الوضع. استمرار أوضاع الجامعات علي ما هي عليه لم يعد ممكنا, لن يقبل الأساتذة ولا الطلاب, ولن يقبل المصريون أن تظل جامعاتهم متأخرة ومتخصصة في تخريج العاطلين لذلك ينتقل أعضاء هيئة التدريس خطوة أخري ببدء اعتصام مفتوح يوم3 يوليو لإخراج الجامعات المصرية من عصر مبارك. كلية العلوم جامعة القاهرة عضو حركة9 مارس لاستقلال الجامعات( تأسست2003)