وكيف يكون الحنين للمستقبل؟! سؤال بديهي ملح يقفز إلي ذهنك ما أن تعرف أن هناك جماعة فنية جديدة تحمل اسم الحنين المستقبلي أسسها المبدع فرغلي عبدالحفيظ عميد كلية التربية الفنية الأسبق, تربط بين الأجيال الفنية المختلفة, من خلال إقامة معارض مشتركة, تطرح في كل مرة موضوعا واحدا يتم تناوله عبر رؤي فنية متعددة, فعلي الرغم من روعة فكرتها إلا أنها تبقي تثير الدهشة والتساؤل حول كنه ذلك الحنين المستقبلي! نحاول أن نطوع كلمة الحنين كي تصبح للمستقبل! هكذا بدأ الفنان عبد الحفيظ كلامه معنا مضيفا كثر الحنين للماضي في أحاديثنا, وعلي وسائل التواصل الاجتماعي, وكأننا نرفض الحاضر والمستقبل معا! ولذلك أردنا أن ننبه إلي أنه حتي حين نحب شيئا من الماضي, ينبغي أن تكون عيوننا علي المستقبل, بحيث يمثل الغاية, فقد شبعنا بكاء علي ما فات, وفي الوقت نفسه لا نستطيع التخلي عن الجذور من أجل الحاضر والمستقبل, وعندما يحب الإنسان مستقبله فإنه يعمل أيضا علي تحقيق واقع قوي, ويصبح عنده الدافع للحياة وللتغيير, أي أن الجماعة تعد بمثابة ربط بين الماضي والحاضر والمستقبل. ويعد انطلاق الجماعة ظاهرة فنية إيجابية; حيث من المعروف عالميا أن وجود مثل هذه الجماعات يحقق حراكا ثقافيا, ويساعد علي التأكيد علي رسالة الفن تجاه المجتمع, لاسيما أنها تعد أول جماعة فنية ذات حضور حقيقي, منذ جماعة المحورعام1981, وهي تربط الفن بالحياة والوطن, ويوضح د. عبد الحفيظ من خلالها أدعو الشباب إلي العمل الجماعي, الذي تفتقده مصر في كل المجالات, وهي قضية مهمة فلا ينبغي أن يعمل كل فرد بمعزل عن الآخر, لاسيما في مرحلة تاريخية نعمل فيها علي بناء الوطن. وفي المعرض الثاني للجماعة الذي يتم افتتاحه يوم الأحد المقبل بقاعة الزمالك للفن المعرض الأول كان منذ سنتين يتخيل الفنانون كيف ستكون الإسكندرية عام3000 أي بعد982 سنة! موجهين إليها رسالة تحمل دعوة ملحة لاستعادة بريقها ودورها الحضاري كمدينة الحكمة والبهجة والخلود علي حد تعبيرهم, انطلاقا من أن الإسكندرية مدينة تاريخية عظيمة, كانت ذات يوم منارة لثقافة العالم, كما كانت منطقة البهجة بشواطئها الساحرة للمصريين والأجانب, ويعد استعادتها لمكانتها رمزا لاستعادة مصر لشخصيتها وهويتها وتعدد الثقافات والرؤي بها, باعتبار أنها كانت مدينة شديدة الثراء الإنساني والثقافي,.ويضم المعرض أعمالا فنية ل7 فنانين من أجيال مختلفة هم: فرغلي عبد الحفيظ وياسمين الحاذق وآية الفلاح ونهي دياب وعادل مصطفي وياسمينة حيدر وكاريل حمصي, وتفاجئك جرأة الأسلوب الفني الذي يستند اليه المعرض, وهو ما يعرف باسم الجانش; حيث تتكامل أعمال الفنانين كما لو كانت عملا فنيا واحدا, في رمز لضرورة التواصل والتكاتف بين الأجيال بل بين أبناء الجيل الواحد, من أجل هدف واحد هو النهوض بالوطن.